الاثنين، يناير 25، 2010

كر وفر ....... بين الحكومة وبائعي الفراخ
منذ ظهور فيروس انفلونزا الطيور عام 2006 .. اصبح الغذاء البروتيني المتمثل في الدجاج والذي يعوض نقص الثروة الحيوانية في مصر - اصبح في خطر، وكان لزاماً على الحكومة المصرية وكافة المسئولين في الدولة ان يتخذوا القرارات التي من خلالها تحد من انتشار هذا الفيروس القاتل. وقد نتج عن هذا الفيروس 25 حالة وفاة في مصر منذ ظهوره وحتى 22 - 4 - 2009 ، كما أعلنت وزارة الصحة يوم الاثنين الموافق 18-5-2009 انه وصل عدد الوفيات 27 بسبب أنفلونزا الطيور والحالة السابعة والعشرون هي الطفلة ندي أحمد رضا يونس 4 سنوات من ميت غمر بمحافظة الدقهلية.. صرح بذلك د. عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة. هذا وقد قال إن حالات الاصابة وصلت إلي 72 حالة، وعليه فمنذ ظهور هذا المرض اتخذت القرارات التي أقرت بالقضاء على مزارع الدواجن التي ثبت تفشي هذا المرض اللعين بها ،وبالتالي إعدام ما تحتويه من دواجن وطيور ، كما اتخذت العديد من القرارات لتطويق هذا المرض والحد من انتشاره خاصة في المناطق الريفية ، وكذا المناطق العشوائية في المدن ومنها القاهرة العاصمة التي تتوجع وتتألم من العديد من الأمراض والمشكلات التي تحتاج إلى وقفة صريحة لانقاذها . كما منعت الأهالي في الارياف وحتى المدن من تربية الدواجن والطيور ، وعلى ذلك أغلقت محلات بيع الطيور والدواجن ، وظهرت الدواجن المجمدة المستوردة وكذا المحلية والتي ذبحت تحت اشراف وزارتي الزراعة والصحة . وبالتالي فقد ارتفعت اسعار الدواجن ثم بدأ الاستيراد من الخارج ، وبالاضافة إلى تضرر اصحاب المزارع الذين تم تعويضهم ، فقد طلب رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف في 22 - 4 - 2009 خلال رئاسته لاجتماع اللجنة الدراسية العليا لمكافحة مرض انفلونزا الطيور من وزارتي الزراعة والتنمية المحلية والمحافظات الاسراع في وضع آلية واضحة للتعامل مع هذا الفيروس ، وكذا تعويض اصحاب المزارع المصابة بالمرض وتعويض حالات التربية المنزلية الذين تضرروا بسبب هذا المرض. وهناك أيضاً من تضرر من انفلونزا الطيور وهم اصحاب المحلات وبائعي الدواجن ......فقد أغلقت محلاتهم ولم ينالوا أية تعويضات، ولكن كان هناك اقتراح من الحكومة بتغيير نشاط هذه المحلات ، وبالفعل فقد قام بعض اصحاب محلات الطيور بتغيير نشاطهم ، ولكن النسبة العظمى منهم رفضوا هذا الاقتراح ، ومنهم من أغلق محله في انتظار الفرج ، والكثير منهم يبيعون في السر والعلانية . ففي المناطق العشوائية وعشوائيات الحكومة مثل الدويقة والمقطم ومدينة السلام والنهضة ومنشية ناصر وزينهم وغير ذلك يبيعون الطيور والدواجن علناً ، والغريب انهم يبيعون ربع أونصف دجاجة قد اتاها تلوث من الممكن ان يسبب امراض فتاكة ، هذا إذا استبعدنا مرض انفلونزا الطيور . وعليه فقد تشابهنا مع مدينة مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك والتي يطلق عليها مدينة التخلف المزري لشدة التلوث بها وانتشار العديد من الامراض الفتاكة ومنها الطاعون والكوليرا وأخيراً انفلونزا الخنازير . ونتيجة لبيع الدواجن سراً أو علناً اصبح هناك حالة من الكر والفر بين الحكومة وبائعي الفراخ ، حالة تشبه القط والفأر...... فبائعي الدواجن والطيور الذين يبيعون في السر ...... يهبط عليهم فجأة مندوبي الصحة أو التموين ، أو الشرطة....... ولهم كل الحق حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين. وعليه فمنهم من يفر ويترك المحل خوفاً ورعباً من المسئولين ، مثل المعلم عطية بائع الفراخ ( بيغش في الميزان ) صاحب محل في صفط اللبن ، فقد ترك محله أثناء قيامه بالبيع وفر يعدو مسرعاً ، فما كان إلا أن تم تشميع محله . هذا وقد وصل الأمر لظهور النكت التي تسخر من ملاحقة المسئولين في الدولة لبائعي الفراخ فعلى سبيل المثال " دخل بائع فراخ على جماعة مساطيل فسألوه معاك أبيض ولا بني "، وهناك الحاجة نبوية بائعة الدواجن أيضاً في منطقة النهضة ، والحاجة نبوية هذه جميع الناس يحترمونها لأنها أمينة ومحترمة فكانت محل تقدير من الجميع ..... وقد تضررت أيضاً مثل الذين تضرروا من وباء انفلونزا الطيور........ وبالطبع اضطرت أن تبيع في السر ، وكثيراً ما أُخذت منها الدواجن وكذا تغريمها مبالغ كثيرة بسبب بيعها. ماذا تفعل الحاجة نبوية إزاء ذلك ؟ وعليها أموال للتجار ومصاريف وعدد لا بأس به يعيشون من دخل هذا المحل ، فقد أغلقت بالفعل محلها وعرضته للبيع إلا انها لم توفق في بيعه وتراكمت عليها الديون بسبب أغلاق محلها، فماذا تفعل ؟ فعاودت نشاطها ببيع الفراخ ولكنها نقلت الدواجن إلى منزلها المتواضع وكانت تبيع لزبائنها المعروفين فكانت تتعامل معهم عن طريق الهاتف وكانت تجلس عند دكان عم شحاته بائع الخضروات . هذا وقد عينت عاملة لديها لكي تراقب الطريق وإذا ظهر أحد المسئولين تبلغها على الفور ، والمفاجأة التي لم تخطر على البال في احدى المرات ونتيجة لبلاغ كاذب هبط المسئولين فجأة على محلها وكسروه ، لكنهم لم يجدوا شيئاً فكما ذكرنا نقلت تجهيز الفراخ إلى منزلها . هذا وقد فرت العاملة وأخذت تجري وتجري حتى اختفت عن أعينهم ، ولكن أخذوا الحاجة نبوية إلى القسم حيث حرر لها محضر ثم خرجت بضمان محل اقامتها ، ومرة أخرى قبل أن تتخذ الحاجة نبوية قرارها الوهمي باغلاق محلها فاجأها المسئولين وأخذت تسرع في حمل أقفاص الدجاج ، وأخذ بعضها لاخفائها عند احدى جاراتها، والحق أن الكل أخذوا يساعدونها ولكن المفارقة التي لم تستوعبها هو رفض هذه الجاره من ترك هذه الاقفاص لديها ، ومنعتها حتى انها توسلت اليها لأن المسئولين واقفين إلا انها أبت بشدة ونتيجة لذلك خسرت الحاجة نبوية ما يقرب من ستمائة جنيه ...... هذا بخلاف المحضر الذي حرر لها . وفي احدى المرات يجري عم حسنين بائع الروبابيكيا تجاه الحاجة نبوية ويقول لها بصوت عال الحقي دول جايين فتخفي نبوية الفراخ وتجري وتهرول ولا تدري ماذا تفعل ، ولكن بعد كل مرة وما تتعرض له تقوم بتوزيع المثلجات البارده على جيرانها وتقول الحمد لله بسيطة وجت سليمة . وللحق فكثيراً ما تدفع الحاجة نبوية اتاوات واكراميات للبعض من المسئولين لكي يتركوها (وهم صغار المسئولين) ، وهناك أيضاً من يأخذ منها حصة شهريه ، ولا زالت نبوية وغيرها كثيراً يبيعون الدجاج سراً - علناً ...... والحق كل الحق ان الناس أنفسهم يحبون شراء الفراخ الطازجة اكثر بكثير من الفراخ المجمدة ، وعليه فأصبحت عملية كر وفر بين الحكومة وبائعي الفراخ ، والزبائن عن بعد يقتصر دورهم على المشاهدة. لماذا كل ما يحدث بين المسئولين في الدولة وبين بائعي الفراخ فالموضوع أبسط من كل هذا ، فاقترح لحل هذه المشكلة الآتي :
1- أن تعمل محلات الفراخ تحت إشراف وزارات الصحة والبيئة والزراعـة . 2- تكثيف الخدمات البيطرية بصفة مستمرة لمزارع الدواجن والمحلات . 3- نشر الوعي لدى الجماهير بعدم تربية الدواجن والطيور في المنازل عن طريق وسائل الاعلام المقروأة والمسموعة والمرئية. تأمين محلات الدواجن والطيور بما يضمن السلامة. 4- نشر الوعي في المدارس والأرياف والعاملين القائمين على تربية الدواجن والتعامل معها. 5- دراسة المسئولين لكل الحلول والبدائل لحل هذه المشكلة وانهاء معاناة بائعي الدواجن .
هذا الأمر يرجع إلى المسئولين واتخاذ القرارات الصائبة في هذا الصدد لعل ترتاح الناس ، ويرتاح بائعي الفراخ ، ويرتاح المسئولين .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم
"لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " صدق الله العظيم
* سورة البقرة اية 286
دكتور/ عماد رمضان سليمان مدينة نصر 19-5-2009م
مقياس اتخاذ القرارات البيئية
اعداد
دكتور/ عماد رمضان سليمان
تعليمات المقياس:
عزيزي الطالب:
1- يهدف المقياس إلى قياس مهارات اتخاذ القرار الذي يعتمد على ما لديك من قيم، وكذلك على الأسس العلمية لهذه العملية.
2- المقياس عبارة عن مجموعة من القضايا والمشكلات البيئية التي حدثت بالفعل أو المتوقع حدوثها، والتي تحتاج لاتخاذ القرار لحلها أو عدم حدوثها.
3- المطلوب هو قراءة المقياس بعناية جيدة ثم: - اختيار بديل من البدائل المتاحة - ترتيب البدائل وفق الأهمية - لا يتم اختيار البدائل أو ترتيبها عشوائيا وإنما يتم وفق معايير محددة بوضوح ودقة من حيث (الأهمية – التكلفة – القابلية للتنفيذ – الوقت – النتائج ). مثال: قضية "المساكن العشوائية وتشوه المنظر الجمالي" مضمون المشكلة: "المساكن العشوائية تبدأ بأطراف المدينة، ثم تصبح مبعثرة ونتيجة للزحف العمراني تصبح هذه المساكن داخل ووسط المدينة مما يؤدي إلى تشويهها وقتل الذوق الجمالي بها". فلحل هذه المشكلة يجب أن تتخذ الدولة قراراً مناسباً للقضاء على هذه الظاهرة بصفة عامة. فاختر من بين البدائل التالية قراراً لعلاج هذه المشكلة.
ثم رتب البدائل وفق الأهمية.
أ- تقوم الدولة بمد كافة الخدمات من مياه وكهرباء وصرف صحي للمناطق العشوائية، ومساهمة سكان هذه المناطق بجزء من التكاليف.
ب- تقوم الدولة بإزالة هذه المساكن العشوائية وتعويض أصحابها.
ج- ترك تلك المناطق بدون خدمات كعقوبة لسكانها.
د- فرض غرامة مالية على سكان هذه المناطق.
- إذا افترضتا أنك اخترت فقرة (ب) كأفضل البدائل المتاحة لاتخاذ قرار نحو علاج مشكلة المساكن العشوائية، فضع هذه العلامة * فتصبح كالتالي(ب)*، ثم قم بترتيب البدائل، كما هو موضح في الجدول الذي أمامك.
اسم المشكلة الترتيب
المساكن العشوائية وتشوه المنظر الجمالي (ب)* (أ) (د) (ج) مقياس اتخاذ القرارات البيئية
1- مشكلة "تشوه البيئة الجمالية"(عشوائية التجميل) مضمون المشكلة:
"إن المرء ليعجب كيف استطاع المصريون القدماء في بداية نهضتهم إقامة صروح فنية ذات قيم جمالية رفيعة، وإن بعض الأعمال التجميلية الحديثة تتناقض مع الغرض الذي أقيمت من أجله، فبدلا من نشر الجمال والذوق الرفيع، فإنها تجسد القبح بما تحتوي عليه من قيم جمالية مشوهة، وألوان منفرة تؤدي إلى التلوث البصري".
البدائل:
أ- إعادة النظر في المشروعات التي تشوه الشكل الجمالي. ب- إعفاء المسئولين عن المشروعات التجميلية في أجهزة الحكم المحلي المسئولة. ج- تشكيل هيئة قومية لتجميل البلاد. د- هدم الكتل النحتية التي رصعت بأشكال فرعونية مقلدة والتي تسئ إلى الفن المصري القديم.
2- مشكلة "احتجاز طمي النيل في جنوب مصر"(السد العالي)
مضمون المشكلة:
"يؤدي الطمي المحجوز أمام السد العالي منذ إنشاءه إلى قلة خصوبة التربة الزراعية في مصر وتهديدها، كما يقلل من سعة بحيرة ناصر من المياه بسبب ترسيب الطمي على جوانب وقاع البحيرة، تهديد الحياة البيئية في تلك البحيرة".
البدائل:
أ- نقل الطمي من أمام السد العالي وتوزيعه على الأراضي الزراعية. ب- التخلص من الطمي بنقله لتخصيب أراضي أخرى. ج- بيع الطمي المترسب إلى أصحاب أراضي الاستصلاح الجديدة. د- ضرورة تطهير جوانب وقاع بحيرة ناصر بصفة دورية.
3- مشكلة "الخطر الذي يهدد معبد أبو سمبل"
مضمون المشكلة:
"يتعرض معبد أبو سمبل لخطورة بالغة تهدد بقائه بسبب هجوم مـن المياه الجوفية الأرضية، فأحدى القرى المجاورة لهذا المعبد تصرف الصرف الصحي في باطن الأرض مما أدى إلـى ارتفاع نسبة الأملاح والمواد العضوية في التربة مع ارتفاع منسوب المياه الأرضية الذي أدى بدوره إلى ذوبان الأملاح وتعرض المعبد للتآكل".
البدائل:
أ- نقل المعبد إلى مكان آخر. ب- إقامة مشروع صرف سطحي مغطى تحت المعبد. ج- إقامة مشروع لخفض المياه الجوفية الأرضية في المنطقة المحيطة. د- إنشاء شبكة صرف صحي للقرى المجاورة للمعبد.
4- مشكلة "قلة الأراضي الصالحة للزراعة" مضمون المشكلة:
"تعاني مصر مـن مشكلة تقلص مساحة الأراضـي الزراعية، ويرجـع ذلك لأسباب عديدة منها: الزيادة المطردة فـي عـدد السكان، ومخالفة القوانين ببناء مساكـن علـى الأراضي الزراعية، واستخدام التربة الزراعية في صناعة الطوب وغير ذلك مـن أسباب أخرى أدت إلى ضيق مساحة الأراضي الزراعية، وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتي فـي كثير من الحاصلات الزراعيـة، ممـا أدى إلـى انتشار البطالة وانخفاض مستوى المعيشة واعتماد البلاد علـى القروض والمعونات الأجنبية". البدائل: أ- تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بالأراضي الزراعية من الجوانب البيئية. ب- اهتمام الدولة بالتوسع في استصلاح الأراضي وغزو الصحراء . ج- إيجاد أماكن جديدة لبناء مساكن لسكان الريف وتوطينهم بها. د- تشجيع الاستثمار في المجال الزراعي.
5- مشكلة "الصادرات" مضمون المشكلة:
"تهتم الدولة بالكثير من المشروعات الصناعية والزراعية وغيرها، وتحقيقا لقوة الدولة فيجب أن يكون حجم صادرتنا أكبر من حجم الواردات، فإذا أردنا أن نصدر إلـى الدول الأوروبية المنتجات المصرية فائقة الجودة فعليه يجب زيادة مستوى الإنتاج المصري من حيث الجودة والكفاءة". البدائل: أ- الاهتمام بتحقيق جودة المشروعات الصناعية ومنتجاتها. ب- التركيز على الزراعة والصناعة وغزو السوق الأوروبي من خلال منتج مصري مميز. ج- الاهتمام والتركيز على الزراعة وتحسينها والاعتماد عليِها. د- التركيز على العديد من المنتجات التي تسد حاجة الأسواق الأوربية.
6- مشكلة "حماية المواقع الأثرية" مضمون المشكلة:
"تتعـرض العديد مـن المواقـع الأثرية للأخطار البالغة نتيجة المخرجات الصناعية الملوثة بالإضافة للصرف الصحي الذي تتعرض له المعابد الأثرية". البدائل: أ- ضرورة تدخل رجال السياسة والمسئولين في الدولة. ب- غلق هذه المصانع ونقلها إلى مواقع أخرى بعيدة عن المواقع الأثرية. ج- ضرورة توعية أصحاب المصانع بخطورة المخلفات الصناعية على الآثار التاريخية. د- تعيين موظفين مدربين ومتخصصين في إدارة البيئة التاريخية.
7- مشكلة "الخطر الذي يهدد بحيرة ناصر" مضمون المشكلة:
"جاء في جريدة الأهرام يوم الجمعة 23/1/2004 مشكلة بعنوان "توطين الخطر على ضفاف البحيرة، والمشكلة هي أن برنامج الأمم المتحدة للغذاء العالمي قد عرض على مصر اتفاقية لتوطين 15 ألف أسرة حول بحيرة ناصر ومنح كل أسرة 7 أفدنه لزراعتها في 6مستوطنات لمناطق مختلفة وإنشاء 4600 مسكن ودعم إنشاء 290 كيلو متراً من طرق الخدمة بغرض ربط المستوطنات والمزارع بالطرق الرئيسية على أن يقوم برنامج الغذاء العالمي بتوفير سلع غذائية بما قيمته نحو 6 ملايين دولار للمستوطنين". البدائل: أ- توطين هذه الأسر في مناطق عمرانية جديدة، وعدم البناء حول البحيرة. ب- إقامة مشروعات لتنمية الثروة السمكية. ج- إنشاء بؤر لتعبئة وتصنيع الأسماك مع مراعاة إنشاء مرفق للصرف الصحي السليم. د- ضرورة رفض هذا البرنامج حتى لو كان هناك حرم للمشروع كي لا تقع كوارث بيئية تهدد البحيرة في المستقبل.
8- مشكلة "تناقص الحيوانات" مضمون المشكلة:
"تتعرض أعداد كبيرة من الحيوانات البرية للتناقص واختفاء بعض الأنواع، ويرجع ذلك إلى الصيد الجائر وتدهور الغطاء النباتي الطبيعي". البدائل: أ- منع صيد الحيوانات البرية لحمايتها والمحافظة عليها من الانقراض. ب- إقامة محميات طبيعية للحفاظ على بعض السلالات المهددة بالانقراض. ج- التوسع في زراعة الحشائش والنباتات اللازمة لغذاء الحيوانات. د- سن القوانين والتشريعات التي تنظم عمليات صيد الحيوانات البرية.
9- مشكلة "جزيرة الجفتون" مضمون المشكلة:
"تتجه الدولة لإعطاء حق استغلال جزيرة "الجفتون" لمستثمر أجنبي واستغلالها في مشروعات سياحيـة وتجاريـة وغيرها، علماً بأن تلك الجزيرة تُعد مـن أكبر المناطق فـي تعشيش السلاحف، وهي أحدى أماكن الطيور المهاجرة، مما يهدد بحدوث خلل في النظام البيئي". البدائل: أ- تكوين هيئة محلية لإدارة المناطق الطبيعية لصيانتها. ب- منع استغلال الجزيرة في المشروعات الاستثمارية لضمان التوازن البيئي. ج- تخصيص جزر أخرى غير المحميات للاستثمار. د- سن قوانين لمنع استغلال مثل هذه المناطق الطبيعية حتى لا تتهدد البيئة.
10- مشكلة "التجريف" مضمون المشكلة:
"تعرضت التربة في مصر التي تكونت خلال آلاف السنين في السنوات الأخيرة للتجريف لإقامة قمائن الطوب الأحمر، ونتيجة لعدم تجدد التربة وخاصة بعد بناء السد العالي الذي يحجب الطمي من بحيرة ناصر فقد تعرضت التربة للإهدار وافتقاد قدرتها على الإنتاج فإننا بلا شك نلمس أثر هذا السلوك الخاطئ للإنسان نحو البيئة". البدائل: أ- خلق إيجابية ودافعية لدى المواطن للإحساس بقضايا وطنه ومدى خطورة الاعتداء على التربة الزراعية. ب- نقل الطمي المحتجز في جسم السد العالي إلى الأراضي الزراعية التي جرفت. ج- تشديد العقوبة على كل من يقوم بصناعة الطوب الأحمر من الطمي. د- استصلاح أراضي جديدة مع إعادة الحياة للأراضي التي تم تجريفها وصيانتها.
11- مشكلة "سرقة الآثار المصرية القديمة" مضمون المشكلة:
"تتعرض البلاد لأعمال السرقة للآثار المصرية وتهريبها خارج البلاد" البدائل: أ- توفير أجهزة أمن الكترونية للمتاحف والمواقع التي تحوي الآثار التاريخية. ب- تفعيل القوانين والتشريعات التي تجرم سرقة الآثار. ج- تنظيم العلاقة بين مصر والبلاد الأخرى لاسترجاع الآثار المسروقة. د- نشر الوعي الأثري بين المواطنين لمدى أهمية تلك الآثار كمصدر للدخل القومي للبلاد.
12- مشكلة "التصحر" مضمون المشكلة:
"بناء المساكن وإقامة المشروعات الصناعية والتجارية والإفراط في رعي الحيوانات على الأراضي الزراعية أدى إلى تناقص الأراضي الزراعية واستنزاف التربة مما نتج عنه قلة الإنتاج الزراعي وبالتالي تناقص الغذاء" البدائل: أ- غزو الصحراء باستصلاح الأراضي الصحراوية تعويضاً عن المساحات الزراعية التي تدهورت. ب- تفعيل القوانين التي تحد من الرعي الجائر والبناء على الأراضي الزراعية. ج- التوسع في زراعة النباتات الرعوية وإنشاء الجمعيات الرعوية بهدف تنظيم الرعي. د- انتقاء الأساليب والأنماط الزراعية السليمة التي تعمل على صيانة التربة من عوامل التدهور.
13- مشكلة "استنزاف الثروة المعدنية" مضمون المشكلة:
"تُعد الموارد المعدنية من البترول والغاز الطبيعي والفحم من الموارد الطبيعية غير المتجددة وتوجد بكميات محدودة في البيئة، فقد استنزفت هذه الموارد نتيجة للتطور الصناعي والتكنولوجي الهائل، حيث زاد الطلب على تلك الثروات المعدنية لاستخدامها في مختلف الصناعات" البدائل: أ- تتم عملية مسح جيولوجي للأراضي وذلك لمعرفة حجم الثروات الطبيعية، لحسن استغلالها. ب- رفع درجة وعي المواطنين بصدد الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة. ج- استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للموارد المتاحة من أجل الاستغلال الأمثل لهذه الموارد. د- التحكم في أي سلبيات أو ملوثات قد تنجم عن استغلال الموارد أو التقليل منها.
14- مشكلة "نقص الغذاء البروتيني" مضمون المشكلة:
"تعاني مصر من نقص في الغذاء البروتيني مما يترتب عله استيراد كميات كبيرة من اللحوم لسد حاجات الاستهلاك المحلي" البدائل: أ- توفير أسطول لأعالي البحار لصيد الأسماك وإنشاء مزارع سمكية لسد النقص البروتيني. ب- زيادة إنتاج الأعلاف محلياً لتنمية الثروة الحيوانية. ج- توفير الرعاية البيطرية لزيادة الكفاءة الإنتاجية من الثروة الحيوانية. د- توفير مراعي بزراعة الحشائش والنباتات في المراعي التي تم تجريفها.
15- مشكلة "نقص العملة الأجنبية" مضمون المشكلة:
"تعاني مصر من مشكلة نقص العملة الأجنبية" البدائل: أ- تشجيع الاستثمار الأجنبي في مختلف المجالات. ب- الحد من استيراد المنتجات التي تنتج محلياً. ج- الاهتمام بالمشروعات السياحية وتجميل البيئة لجذب السياح وتوفير العملة الأجنبية. د- تحسين جودة المنتج المصري في الإنتاج الزراعي طبقاً للمواصفات البيئية.

الجمعة، يناير 22، 2010

التاريخ والقيم البيئية
History and Environmental Values
دكتور/ عماد رمضان سليمان
التاريخ كمادة دراسية يقوم بدور هام في توضيح العلاقة بين الإنسان والمجتمع بالزمان والمكان، كما أن دراسته تتيح الكثير لتعليم وتربية القيم السلوكية وغيرها من القيم.(4) فالتاريخ يحكي قصة الإنسان ونشأته وتطوره على مر العصور ومدى ارتباط ذلك بالماضي والسبل التي تجعل الحاضر أفضل من أجل حياة سعيدة للبشر في المستقبل، وأنه يهتم بالحاضر ودراسـة وتحديد مشكلاته والتصدي لحلولها والتخطيط لمستقبل خال من المشاكل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- أحمد حسين اللقاني ، فارعة حسن محمد : التربية البيئية واجب ومسئولية ، عالم الكتب ، القاهرة، 1999، ص263. 2- محمد صابر سليم : مرجع في التربية البيئة للتعليم النظامي وغير النظامي ، مرجع سابق، 1999، ص 31. 3- Brian Baxter: “Environmental Ethics - Values or Obligations?”, The White Horse Press, Environmental Values,8, 1999, pp 89-105. 4- عباس راغب علام: مرجع سابق، ص 98.
كما أن التاريخ يُعد جزء من المفاهيم التي تقدم للطلاب وترتبط بالإنسان وعلاقته وتعامله مع بيئته الطبيعية والبشرية وتأثير كل منها في الآخر، وكيف يستغلها الإنسان ويغيرها ويطورها لصالحه ولمزيد من حياة الرفاهية التي يرجوها عن طريق تفكير الإنسان المستمر في مواجهة مشكلات البيئة التي يعيش فيها ومحاولة إيجاد حلول لهذه المشكلات، كما يعمل التاريخ على تنمية القيم واكتساب المهارات والاتجاهات المرغوب فيها والمشاركة الفعالة في المجتمع على المستويين المحلي والعالمي.(1)
كما أكدت العديد من الدراسات والبحوث مثل دراسة نافع (1992)(2)، ودراسة فايزة (1993)(3)،ودراسة عبد المؤمن (1995)(4)، ودراسة الجمل (1995)(5)، ودراسة توني (1998)(6) Tony، على أن تدريس التاريخ في مختلف المراحل التعليمية يهدف إلى فهم الحاضر من خلال الماضي، وأن كثيراً من الأحداث الجارية يتعذر فهمها دون إدراك ما يتصل بها من الأحداث الماضية، وأنه لا يمكن فهم تلك الأحداث بصورة صحيحة دون معرفة أصولها، وفي هذا الصدد فقد ذكر روجرز Rogers أمثلة من التاريخ الحديث، "فكثير من المشكلات التي تواجهها بعض الدول الأفريقية تعود إلى الفترة التي خضعت فيها هذه الدول للاستعمار"، كما أشار سترينس Stearns(1989) إلى أنه يجب أن يكون من أهداف تدريس التاريخ أهداف تساعد الطلاب على تنمية القيم الأخلاقية ومهارات التفكير وحل المشكلات.(7)
وإذا أردنا أن نصدر حكماً على مدى تقدم أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات فعلينا أن نرى مدى حرص هذه الأمة أو هذا المجتمع على الاهتمام بتاريخه، ومدى صدق المنهج عند تدريس هذا التاريخ، لأن التاريخ يعمل على تشكيل شخصية الطلاب وتكوين اتجاهاتهم المختلفة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، كما يساهم التاريخ في تكوين القيم والاتجاهات والميول، وأيضاً تأثير الدراسة التاريخية في كيفية تعامل الإنسان مع بيئته الطبيعية والمشيدة.(8)
كما أن الدراسة التاريخية يمكن أن تسهم في تنمية الجوانب الأخلاقيـة لدى الطلاب ، فللتاريخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- أحمد إبراهيم شلبي وآخرون: تدريس الدراسات الاجتماعية بين النظرية والتطبيق، مرجع سابق ص ص 9-11. 2- سعيد عبده نافع: فاعلية استراتيجية المناقشة الخلقية وأنشطة توضيـح القيـم والتحصيل الدراسي لدى الطلاب، بحث منشور، كلية التربية، جامعة الإسكندرية، 1992. 3- فايزة أحمد السيد: أثر استخدام بعض أساليب تدريس التاريخ على تنمية القيم الاجتماعية لدى تلاميـذ الصف الثانـي الإعدادي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية جامعة أسيوط، 1993. 4- عبد المؤمن محمد عبده: فاعلية برنامج مقترح لتنمية بعض القيم الاجتماعية مـن خلال تدريس التاريـخ لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية ببنها، جامعة الزقازيق، 1995. 5- علي أحمد الجمل: برنامج مقترح لتنمية بعض القيم بمنهج التاريخ لدى طلاب الصف الثانـي الثانوي ، مرجـع سابق 1995. 6- Tony R. Sanchez: Using Stories About Heroes to Teach Values, Indiana Council for the Social Studies, November 1998. 7- صلاح عبد السميع عبد الرازق: تطوير منهج التاريخ بالمرحلة الثانوية على ضوء متطلبات الثقافة التاريخية، رسالـة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الزقازيق، 2000، ص ص 5-6. 8- Brophy, Jere: “Emerging Research on Learning & Teaching History”, Journal of Teaching & Teacher Education,v11 n1 p97-102 Jan 1995
دلالة أخلاقية إيجابية عندمـا يُدرس كوسيلة لفهم الحياة الاجتماعية فيما يحتاجه الطـلاب. فليس الطالب في حاجة إلى كثرة دروس الأخلاق المنفصلة إلى حد كبير بل أنه في حاجة إلى تكوين مهارة تفسير الأحداث الخاصة التي تقع والمواقف المعينة التي تعرض نفسها بلغة الحياة الاجتماعية.(1)
ودراسة التاريخ لها وظائف عديدة ومتنوعة فمن خلال تدريس التاريخ يحصل الطلاب على قيم تربوية ونفسية وتاريخية، فالقيم التربوية والنفسية ذات صلة بالبيئة ومن ثم يمكن تحقيقها عن طريق القيام بأنماط من النشاط العملي البيئي، حتى ينتقل الطالب من التأمل في البيئة إلى مستوى ممارسة السلوك البيئي السليم وبناء القيم البيئية.(2)
وقد أكدت بعض الدراسات والبحوث مثل دراسة جينثر (1980)Guenther (3) وطومسن وديزنجر (1998)Tomsen & Disinger (4) وكان وأورلاندو (1999) Kahn & Orlando (5) على أهمية ممارسة الأنشطة عند تدريس التاريخ واستخدام المجتمع كمجال للدراسة مما يساعد الطلاب على اكتساب العديد من المهارات مثل مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات كما أنه يساهم في تكوين المنظومة القيمية التي تتوافق مع قيم المجتمع، وضرورة الربط بين ما يتم تعليمه وما يجري حول الطلاب في بيئتهم المحلية بحيث تتحقق آمال وطموحات المجتمع في أبنائه.
كما أشارت دراسة أجريت في جامعة براد فورد University of Bradford(2002) إلى التعليم مدى الحياة مـن خلال تدريس التاريـخ الذي يهدف معرفـة الماضي وفهمه، وفهم العلاقة بين الإنسان والآخر، وتفاعله مع بيئته، والتمييز بين الأحداث التي وقعت وكيفية الاستفادة منها في الحاضر والتي تساعد على التخطيط السليم للمستقبل واتخاذ القرار.(6)
وقد تناول مجلس علم الآثار البريطاني بيان القيم الرئيسية للبيئة التاريخية ومدى ما يساهم به كل من علم الآثار والبيئة التاريخية بشكل كبير في معرفة نوعية حياة الناس في الوقت الحاضر والمستقبل وذلك فيما يلي:(7)
- فهم تطور المجتمع الإنساني من قبل التاريخ في معظم الأوقات التاريخية. - فهم الناس للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتـي تُعد سمة كبيرة فـي البيئة الطبيعيـة حيث أنها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- علي أحمد الجمل: القيم والتاريخ الإسلامي، "دراسة تربوية" مرجع سابق، ص ص 38-39. 2- أحمد حسين اللقاني: اتجاهات في تدريس التاريخ، عالم الكتب، 1979، ص ص 109-115. 3- إيناس الشافعي محمد عبد الفتاح: فعالية برنامج نشاط في الدراسات الاجتماعية لتنميـة الوعـي الأثري لـدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة عين شمس، 2001، ص ص 28-29. 4- Tomsen, Jennifer L & Disinger, John F.: A Method for Assessing Effects of an Introductory Environmental History Course on Student worldviews Journal of Environmental Education, v29 n2, p p11-20 Win 1998. 5- Kahn, Peter H., JR & Lourence, Orlando: Water, Air, fire, and Earth... A developmental study, in Portugal of Environmental conceptions and values. Paper Presented at the Biennial Meeting of the society for Research in child development, April 15-18,p p 83-85 1999. 6- Event sand Developments in local history education from local history News, 2002. www.balk.couk/education.htm.2002 7- Mike Heyworth: Council for British Archaeology, 2003 http://www.britarch.ac.uk
تتطلب نظرة وقائية مستمرة.
- الارتباط الثقافـي والطبيعـي وشغل وقت الفـراغ يُعد مصدر للمتعـة والاهتمام بالبيئـة الطبيعية والمصنوعة، كما يساهم هذا الارتباط في النشاط الذهني والطبيعي للناس.
- أن علم الآثار والبيئة التاريخية يعدان قاعدة أساسية من الهويات التاريخية والثقافية، التي تساهم فـي إحساس وشعور الناس نحو المكان وتكوين القيم المشتركة.
- تطوير مهارات الناس الثقافية والاجتماعيـة لاستغلال الأشياء الثمينـة المستعملـة والتـي نحتاجها للاستفادة منها.
- تحفيز الناس لتحسين نوعية البيئة الطبيعية حيث يعيشون بها أو يعملون فيها أو يزورونها.
- زيادة التطور الاقتصادي والاجتماعي بالاستفادة من الآثار التاريخية كمصدر رئيسي للدخل من خلال السياحة وتوظيف العمالة.
ومن خلال هذه المنافع سابقة الذكر يمكن أن يتحقق الحد الأقصى منها بتنمية وعي الناس للماضي وتطور ثقافتهم وتنمية القيم البيئية التي تساعدهم علـى تقدير البيئـة التاريخية لمنفعة الأجيال الحالية والمستقبلية، وهناك شروط عملية تساعد على وعي الناس للماضـي الذي يستند علـى المعرفة والفهم، والشعور والإحساس تجـاه البيئة التاريخية التي تُعد حافزاً لحماية البيئة، ومن خلال الثقافة والطبيعة يشعر الناس بمتعة الماضي وتقدير البيئة التاريخية، فالعلاقة بين التاريخ والبيئة هي تلك العلاقة التي تساعد في تكوين قيم بيئية والتصدي للمشكلات والوصول لحلها.
ونحن بصدد موضوع هذه الدراسة في مجال البيئة فعلى ذلك نذكر مثالاً للعلاقة بين علم التاريخ والقيم البيئة كما يلي:
عند دراسة تاريخ بعض علماء العرب مثـل الرازي، وابـن النفيس، وابن سينا، والتميمي، والكندي وغيرهم من الذين ابتكروا الأدوية والعلاج للأمراض التي يتعرض لها الإنسان فبعد دراسـة هذا الموضوع باستخدام استراتيجيات تدريسية ووسائل تعليمية مناسبة وكذا الأنشطة التعليمية التي تساعد على توضيح القيم، ثم مناقشة الطلاب حول أسباب هذه الأمراض، ومنها التلوث البيئي مثل تلوث الهواء والمياه، الذي يرجع إلى سوء تقدير ومعاملة البيئة من قبل الإنسان، وعليه يتم توضيح أهمية سلوك الإنسان الصحيح تجاه البيئة، وإكساب الطلاب قيم بيئية مثل المحافظة على البيئة وحمايتها.(1)
والأحداث التاريخية توضح علاقة الإنسان بالبيئة، وارتباط حياته بظروف بيئته كأحداث تاريخية لها ارتباط كبير بالظروف الجغرافية والاجتماعية في البيئة، كما أن المعالم التاريخية في البيئة لها علاقة مباشرة بالمسرح الجغرافي والاجتماعي والتي ترتبط باستغلال الإنسان للموارد الطبيعية التي تعتبر من أهم مكونات البيئة، والتي تؤثر تأثيراً كبيراً في حياة الإنسان وتقدمه.(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- Gari L:" Arabic Treatises on Environmental Pollution up to the End of the Thirteenth Century", Journal of Environment History vol. 8, no. 4, pp. 475-488(14) Nov. 2002. 2- محمد صابر سليم وآخرون: الدراسات البيئية، وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع الجامعات المصرية،"برنامج تأهيل معلمي المرحلة الابتدائية للمستوى الجامعي"، رقم "131" ق، 1999-2000، ص ص 167-168. ومن هنا يتضح أن مادة التاريخ من بين جميع المواد الدراسية تحتل مكانة خاصة في موضوع القيم البيئية نظراً لطبيعتها ومجالات البحث فيها، خاصة وأنها تُعد مجالاً خصباً لدراسة الجوانب البيئية وتفاعل الإنسان مع بيئته وتأثيره وتأثره بها، فالتاريخ هو عملية تغيير الإنسان لبيئته وأنه حيثما لا يوجد تغيير فليس ثمة تاريخ، وتشير الأهداف الوجدانية لمادة التاريخ إلى مجموعة من القيم التي تجعل الطالب يسلك سلوكاً مرغوب فيه في بيئته بل وفي مختلف جوانب الحياة.
أهمية القيم البيئية
دكتور/ عماد رمضان سليمان
لقد قامت الثورة العلمية والتكنولوجية المتقدمة بدوراً كبيراً في إعادة فحص النسق القيمي وثقافات الشعوب، حيث إن مثل هذه التحولات السريعة قد تنقلنا من "أزمة القيم" أي عدم القدرة على تفسير السلوك في ضوء ثوابت مرجعية إلى "قيم الأزمة" ذلك أن مستحدثات التطور العلمي والتكنولوجي قد تخلق كثيراً من الأزمات، وهو ما يتطلب زيادة الحاجات إلى نموذج ورؤية مغايرة في التفسير والقبول.(1)
ومعنى هذا أنه قد ظهرت القيم البيئية مثل قيمة حماية البيئة واحترام البيئة، وقيمة المسئولية تجاه البيئة والمحافظة على الموارد البيئية، وتقدير الجمال البيئي، والمسئولية تجاه الأجيال القادمة، نتيجة ظهور أزمات جديدة فعلى العلم أن يُكسب للطلاب قيماً في جميع المراحل التعليمية المختلفة، وهذه القيم التي يكتسبها الطلاب تساعدهم على فهم وتقدير المسئولية تجاه الآخرين وتجاه مجتمعهم. (2)
ولما كانت القيم البيئية الجديدة قد ظهرت نتيجة تلك الأزمات التي تعرضت لها البيئة، لذا فنحن في احتياج لتغيير العلاقة بين المجتمع والطبيعة، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تربية القيم البيئية العالمية وفقا لثلاثة معايير هامة وهي:
1- أن تكون القيم البيئية العالمية متسقة مع الأنظمة الطبيعية. 2- أن تساعد على تنمية الأخلاق المرغوب فيها وفق سياسة علمية. 3- أن تحقق التنمية الجمالية التي تعود بالمتعة والرفاهية للأفراد والمجتمعات.(3)
ويؤكد روثمان (1994)Rothman في هذا الصدد على أن التاريخ البيئي يُعد عنصراً هاماً في القضايا البيئية، وأنه قد فتح الباب للعلماء والباحثين لدراسة الطريقة التي بها يتفاعل الناس مع الطبيعة والعالم المادي من حولهم ومواجهة الأزمات البيئية. (4)
وقد انعقد مؤتمر في معهد الدراسات البيئية بجامعة ماديسون ويسكونسنMadison, Wisconsin(1992) لتوضيح أهمية القيم الإنسانية والبيئية، وقد أظهر هذا المؤتمر أهميتها في حماية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- عبد الودود مكرم: بعض متطلبات القيم العلمية لدى طلاب المرحلة الثانوية، ، مستقبل التربية العربية، المركز العربي للتعليم والتنمية، العدد (27) أكتوبر 2002.، ص ص 85-86. 2- Davson ,Galle, Peter: Science values and objectivity, journal of science Education, Vll n2 pp 191-202 Mar 2002. 3- Philip Sarre: "Towards Global Environmental Values: Lessons from Western and Eastern Experience", Journal of Environmental Values 4, pp115-127 1995. 4- Rothman, Hal K: "Environmental history in the American west". Journal OAH Magazine history, v 9. n 1. p 28-32. Fall 1994.
البيئة، وضرورة إكسابها للأفراد والمجتمعات المحليـة والعالميـة بسبب القلق المتزايد بشأن التدهور السريع للبيئة، والخطر الذي يهددها نتيجة الخلو من القيم أو فقدان الناس لها، والتوتر النشيط بين الطبيعة والحاجات البشرية مما يسبب أزمات بيئية كبيرة، وقد أوصى المؤتمر لتحقيق جودة بيئية عالمية على ضرورة النظر إلى القرن الواحد والعشرين من خلال نظم القيمة الدنيوية والدينية للبشرية ، واستعمال القيم البيئية في البيت والمدرسـة وفـي مقر العمل والسياسات والمجتمعات. (1)
وهذا ما أشار إليه كناب Knapp (1995) على أهمية القيم البيئية لإنقاذ وحماية البيئة، وضرورة إكسابها للأفراد، وأكد على أن الأخلاقيات البيئية تمدنا بمجموعة من القيم التي تساعد على تحديد الحرية الفردية لكي يصبح الفرد مسئولاً عن إنقاذ البيئة وحمايتها، وقد ذكر بعض الأمثلة للقيم البيئية مثل: قيمة الأرض، قيمة البيئة الاجتماعية، قيمة الحفاظ على البيئة وغيرها. (2)
ولقد أوردت العديد من الدراسات والبحوث التي اهتمت بالجانب البيئي مثل كل من كارل جانج (2002) Carl Jung وإيزابيل ميرس (2002) Isabel Myers وكاثريـن بريجس Kathryn Briggs(2002) (3)ودانييل سيفيك Sivek, Daniel(2002)(4) أن الإحساس والمشاعر تجاه البيئة أقوى من مجرد التفكير في البيئة، كما أن الإحساس بالبيئة ينعكس على سلوك الأفراد وتنمية قيمهم البيئية المرغوب فيها مما يساعد على الاهتمام بالقضايا البيئية ومواجهة المشكلات المتعلقة بها وحمايتها واتخاذ القرار السليم.
ونتيجة للأنشطة البشرية التي تهدد البيئة, والمواد الخطيرة التي ينجم عنها تلوث للبيئة وتأثيراتها السلبية علـى البيئة فقد ناقش إعلان فانكوفر Vancouver(1990) تاريـخ الأنشطة البيئية وإيجاد مجموعة بديلة من القيم الإنسانية التي تسمح للناس أن يتعاملوا مع بيئتهم معاملة إيجابية، وقد أكد هذا المؤتمر على أهمية توضيح القيم البيئية للطلاب وهي التي توجه سلوكهم نحو البيئة.(5)
ويذهب سيلك (1995) Cylke إلى أهمية تضمين المشاكل البيئية التي تتعرض لها البيئة وتسبب خطورة على التوازن البيئي والمحيط الحيوي في مقررات العلوم الاجتماعية من خلال تعاون الطلاب في فهم الأسباب التي تُعرض البيئة للأخطار ومناقشاتهم وإدراكهم لخطورة هذه المشاكل، والمواقف التي يتعرض لها هؤلاء الطلاب، وإكسابهم سلوك إيجابي تجاه البيئة وتنمية قيم بيئية مقبولة.(6)
وتعتبر الطرق القديمة في التدريس التي تعتمد على التلقين والحفظ من قبل المتعلـم غير متفقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- Human values and the environment: Conference proceedings Madison, Wisconsin, October 1-3, 1992. Report 140. ERIC Identifier: Ed 361226. 1992. 2- Knapp, Cliff oral: Noah and EVE (Environmental values education. Journal of taproot, v9. N4. P 2-3 fall-wins 1995. 3- Charlton Research Company: Washington : OP. CIT. 20037. p3. 2002. 4- Sivek, Daniel J: Environmental sensitivity among Wisconsin high school students. Journal of Environmental education research, v8 n2 p155-170 may 2002. 5- Vancouver Declaration: Vancouver declaration, international, journal of Farley childhood, v 22. n2. p 13-16 Dec, 1990. 6- Cylke, F Kurt, Jr: Environmental problems and the social sciences: What should we teach? Journal college teaching,v 43 n3 p112-15,1995.
مع تنمية القيم وخاصة إذا ما أردنا أن نتخذ القيم محوراً لعملية التعلم، ذلك لأن تنمية القيم يجب ألا تترك للصدفـة، بل لابد وأن يكـون ذلك وفق برنامـج مخطط ومقصود مـن جانب المعلم فإن المحتـوى والمضمون وحداهما لا يغيران القيم إذا لم يتم وضع خطط لهذا الغرض.(1)
وهذا ما أكده باركر (1993)Parker على أهمية إعداد برامج تحتوي على أسئلة للقيم البيئية والسلوك الأخلاقي في موضوعات الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والتاريخ الطبيعي والسيكولوجيا وذلك لتنمية قيمهم البيئية ولإكسابهم سلوك أخلاقي تجاه البيئة والمحافظة عليها وصناعة القرار تجاه المشكلات والقضايا البيئية.(2)
كما أشار سكوت (1998)Scott إلى أهمية تعليم القيم البيئية ضمن المقررات الدراسية لكي تساهم في النمو الأخلاقي للطلاب وتحقيق سلوكيات صحيحة تجاه البيئة وانعكاس هذا السلوك على المجتمع ككل كما أن القيم تساعد على مواجهة التغييرات التي تطرأ عليه بتحديدها الاختيارات الصحيحة التي تساعد الأفراد على اتخاذ القرارات السليمة كما أنها تحفظ للمجتمعات استقرارها وكيانها.(3)
وقد أكدت العديد من الدراسات والبحوث مثل، Blosser (1993) (4) ، Briano& Et,al (1998) (5) ، Braus (1999)(6) ، Chiodo (2000)(7) على أهمية دمج المعرفة البيئية والقضايا البيئية الواقعية في المقررات الدراسية وخاصة مقررات الدراسات الاجتماعية والعلوم، وذلك باستخدام استراتيجيات تدريسية تساعد على تحسين وزيادة المعرفة وتنمية المهارات مثل حل المشكلات البيئية ومهارات اتخاذ القرار، ويُعد كل من التعلم التعاوني والتعليم الفردي من الاستراتيجيات التدريسية التي تحقق ذلك.
ومما سبق يتضح أن الإنسان منذ القدم قد احترم البيئة كما أرادها بإتقان وعمل على المحافظة عليها مدى حياته، ومع التقدم التكنولوجي وما تعرضت له البيئة ومواردها من سوء استخدام أدى إلى ظهور مشاكل عديدة تتعرض لها البيئة، وعلى ذلك فيجب أن تهتم الدول والحكومات والسياسات التعليمية بتدريس البيئة ومكوناتها والتعريف بالعدالة البيئية، وإدماج التعليم البيئي ضمن المقررات الدراسية في التعليم العام، واستخدام استراتيجيات تدريسية تساعد على تحقيق أهداف المجتمع والمحافظة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- علي أحمد الجمل: القيم ومناهج التاريخ الإسلامي دراسة تربوية، مرجع سابق، 1996، ص 55. 2- Parker, Jenneth: Environmental ethics questions for adult education, Journal of adults learning England, v 4 n 8 p 216-17 Apr, 1993. 3- Scott, William, Oulton, Chris: Environmental values education: An Exploration of its role in the school curriculum. Journal of moral education. V 27. n 2. p 209-24 Jun 1998. 4- Blosser, Patricia E: "Using cooperative learning in science education, Part of the series, the science out look, p 11, 1993. 5- Briano, & Et., al: Teaching environmental science via cooperative production of a hypermedia,journal of computers in mathematic and science teaching,17. n2-3 pp 223-37, 1998. 6- Braus, Judy: Powerful pedagogy-using, EETO, achieve your education Goals, journal of educator, p 17-24, spr 1999. 7- Chiodo, John J: Integrating social studies science: A decision making Lesson for teaching American government, southern social studies journal, v 25 n2 p 51-69 spr 2000.
على البيئة، وتنمية القيم البيئية لدى الطلاب وتمكينهم من مواجهة المشكلات البيئية، فالقيم هي التي توجه سلوكهم تجاه البيئة وهي التي تساعدهم على اتخاذ القرارات الصائبة تجاه هذه المشكلات.

الخميس، يناير 21، 2010

القاهرة كما رآها الخديوي إسماعيل "إبداع وجمال"
إعداد الدكتور/ عماد رمضان سليمان
تعد مدينة القاهرة من أكثر مدن الشرق التي استأثرت بالكتابات والتأريخ حيث أطلق عليها لقب " جوهرة الشرق " ، نظراً لأن عمر تلك المدينة يزيد على الألف عام، منذ مجئ الفاطميين إلى مصر، على أن شواهد التاريخ تؤكد أن مكان هذه المدينة كان عاصمة لمصر في أغلب فترات تاريخها، إذ يرجع البعض اتخاذها عاصمة إلى سنة 98 ميلادية عندما بني حصن بابليون والذي ما تزال بقاياه موجودة حتى الآن، وعندما جاء عمرو بن العاص لفتح مصر أقام عاصمته الجديدة الفسطاط بالقرب من ذلك الحصن (سنة 20هـ / 639م)، ثم مدينة "العسكر" التي بنيت (سنة 133هـ / 751م)، ثم اتخذ أحمد بن طولون* "القطائع" (سنة 256هـ / 870م) عاصمة للدولة الطولونية في مصر، كما اتخذها محمد بن طغج الاخشيد*عاصمة لدولته والتي عرفت بالدولة الاخشيدية، ثم أنشأت "القاهرة" وشملت المدن الثلاث في عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله على يد جوهر الصقلي عام 969م والتي مازالت تحمل الاسم ذاته حتي اليوم.(1) والقاهرة هي عاصمة مصر وأهم مدنها، فيبلغ عدد سكانها حوالي80 مليون نسمة حسب إحصائيات 2007 يمثلون 10,73 % من إجمالي سكان مصر، في حين يبلغ عدد سكان القاهرة الكبرى 20 مليونًا ونصف مليون نسمة، ويسكنها أكثر من ربع سكان مصر ، وتصل الكثافة السكانيـة بها إلـى أكثر من 15 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع، وهي أكبر مدينة أفريقية والاكثر ـــــــــــــــــــ * الاخشيد لقب إيراني تلقب به الأمراء، منحه الخليفة الراضي العباسي لمحمد بن طغج لكسب مودته إلى جانبه ويدل هذا على مكانة الاخشيد في مصر وما بلغه من سلطان ونفوذ كبير. * أحمد بن طولون هو مؤسس الدولة الطولونية، وقد عني بأمور شئون دولته وما يتصل بها من مناحي الحياة، وأنشأ في مسجده المعروف باسمه إلى اليوم، ولا يزال شاهدًا على ما بلغته الدولة من رقي وازدهار في فنون العمارة، وأنشأ البيمارستان، واهتم بالزراعة فعُني بتطهير نهر النيل، وشق الترع، وإقامة الجسور، كما اهتم بالصناعة، ونتيجة لذلك عمَ الرخاء، وازدادت مالية الدولة، واستغل ابن طولون ذلك في تحسين أحوال الناس المعيشية. 1- شحاته عيسى إبراهيم: القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2001م، ص ص 15 – 73. والأكثر سكاناً في أفريقيا والشرق الأوسط، وتشغل كامل مساحتها مدينة واحدة ، وبالرغم من كونها كمدينة هى الأكبر إلا أنها تعد من أصغر محافظات. (1) و سميت تاريخيا باسم مدينة الألف مئذنة لكثرة مساجدها، أسسها القائد "جوهر الصقلي" ولتكون عاصمة "المعز لدين الله" القادم من تونس لفتح مصر بعد أن أسس الدولة الفاطمية في تونس و عاصمتها الأولى المهدية، وقد قام جوهر الصقلـي سنة 358( هـ / 969 م ) ببناء سور حول ثلاث مدن (الفسطاط والقطائع والعسكر)، وقام بتسمية المدن الثلاث القاهرة، والتي تقع على ساحل النيل في طرفه الشمالي الشرقي، قبل القاهرة في مكانها الحالي بحوالي ميلين، وكان النيل عندها ينقسم إلى قسمين، وموضعها كان فضاءً ومزارعَ بين النيل والجبل الشرقي ليس فيه من البناء والعمارة سوى حصن بابليون الذي يطل على النيل من بابه الغربي الذي يعرف بباب الحديد، واستفادت الفسطاط من موقعها على النيل بنتيجتين، فقد يسّر النيل للأهالـي سبل الحصول علـى الماء من جهة، وخدم توسعها العمراني من جهة ثانية. (2) فكانت القاهرة بموقعها الجغرافي تتحكم في طرق المواصلات التجارية الداخلية والخارجية بين مصر والشام، وبين مصر والحجاز، وقد اكتشف هذا الموقع الاستراتيجي الفراعنة و البابليون والرومان، فاتخذ منه الفراعنة مكاناً لمدينة كبيرة، ثم جعلها البابليون مكانًا لاستقرارهم عند نزولهم في مصر، ثم اتخذه الرومان مقراً لدفاعهم يصلون به الوجهين البحري والقبلي، ويدفعون منه كل معتد خارجي على مصر، والقاهرة من حيث المناخ، تتبع المناخ شبه الصحراوي، فهي حارة نهارًا وباردة ليلاً، لا ينزلها المطر إلا نادرًا كما هو الحال في باقي إقليم مصر ما عدا الاسكندرية. (3) وتعاقب على حكم مصر العديد من الحكام وظلت القاهرة عاصمة لمصر إلى أن اعتلى الخديوي إسماعيل حفيد محمد علـي باشا مؤسس النهضة الحديثة فـي مصر وابن إبراهيم باشا ـــــــــــــــــــ 1- أحمد محمد عوف: موسوعة حضارة العالم، ج6 الموسوعة الحرة، ويكبيديا، 31-9-2008م. 2- علي مبارك: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة، ج1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994م، ص ص 4- 5. 3- علماء الحملة الفرنسية، ترجمة زهير الشايب: موسوعة وصف مصر، مكتبة نهضة مصر للطباعة والنشر، ج4، 2002م، ص ص 224- 229. الفاتح العظيم حكم مصر ، وهو مـن الشخصيات الهامة والبارزة في تاريـخ مصر الحديث إبان القرن التاسع عشر الميلادي، لقد حكم مصر الخديو إسماعيل سبعة عشر عاماً (1863 – 1879م) وترك حكمه دون إرادته، وبغض النظر عن سياسة إسماعيل المالية من الاستدانة التي سببت إغراق مصر في الديون وكذا التدخل الاجنبي الذي كان تمهيداً للاحتلال البريطاني لمصرنا الحبيبة، وبعيداً عن سياسته الداخلية والخارجية ووقوفه في وجه التدخل الأجنبي السافر وشجاعته في مقاومـة الدول الأوروبية وعدم اكتراثه بكرسي الحكم في سبيل دفاعه عن حقوق البلاد.. البلاد التـي أحبها وعشقها، وبعيداً عن نفيه وغربته عن وطنه، ثم وفاته وعودته عكس ما كان يريد أن يعود، فقد عاد جثماناً، فقد أحب إسماعيل مصر حباً جماً وعشقها عشقاً جميلاً، فأبدع وجمل مصرنا العزيزة.. وعليه سوف نتناول بعضاً من هذا الابداع والجمال. رغم اختلاف المؤرخين حول الخديوي إسماعيل وفترة حكمه إلا أنه اهتم كثيراً بالناحية العمرانية والجمالية وتحسين البيئة المصرية من خلال التعليم والزراعة والصناعة والعمران والصحة واللمسة الجمالية لعاصمة البلاد .. القاهرة. ويقول "الرافعي" بأن ميول اسماعيل اتجهت نحو تنظيم المدن وتخطيطها وتجميلها خاصة مدينة القاهرة، فكان بحق باني القاهرة الجديدة بشوارعها وميادينها وحدائقها وعمائرها ونظافتها، فقد أدرك اسماعيل منذ دراسته بباريس بأهمية التحديث والعناية بالبيئة فتجلت أعماله في فتح الشوارع والميادين والاحياء الجديدة وتجميل المدينة وتوفير الهواء النقي من خلال المتنزهات والحدائق، لذا كانت له اللمسة الجمالية في المدينة العريقة. (1) وقد تأثر إسماعيل بالحضارة والعمران في باريس، وعندما عاد منها أراد أن يطور عاصمة البلاد وأن تُخطّط على الطراز الأوروبي، لذا عهد إلى المهندس الفرنسي جورج هاوسمان "George Haussman" رئيس بلدية باريس، صاحب مدرسة تنظيم المدن الحديثة، ومخطط العاصمة الفرنسية التي اقتدت بها كثير من مدن أوروبا في تخطيط عواصمها في القرن التاسع عشر، عهد إليه تخطيط القاهرة.(2) ـــــــــــــــــــ 1- عبد الرحمن الرافعي: عصر لإسماعيل، ج2، ط4، دار المعارف، 1987م، ص ص 29، 30. 2- عبد المنعم إبراهيم الجميعي: المجلة التاريخية المصرية، الخديو إسماعيل وبناء القاهرة الحديثة (مشروع باريس الشرق)، الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، الجلد رقم (41)، 2001 – 2002م، ص 95. كما عهد إلى "علي باشا مبارك"* إعداد برنامج شامل لتخطيط وتطوير القاهرة الحديثة، وقد أسند إليه "ديوان الأشغال العومية" عقب عودته من باريس. (1) كان إسماعيل شغوفاً بحب البناء والشكل الجمالي، وأبدى اهتماماً كبيراً ببناء القصور كقصر عابدين والاسماعيلية الصغير والجيزة والجزيرة وقصر القبة وبولاق وقصر الزعفران بالعباسية، وغيرها بالاسكندرية والمنصورة والمنيا والروضة، كما اهتم بتنظيم القاهرة فأنشأ كوبري قصر النيل البديع ليصل الجزيرة بمصر، وربطها بجسر بالجيزة وهو كوبري البحر الأعمى (كوبري الجلاء حالياً) ، كما اهتم أيضاً بالبيئة والصحة فعمل على غرز الاشجار وتشييد الحدائق الغناء والاعتناء بالمناظر الطبيعة الرائعة وبناء المستشفيات. (2) والطرق المعبدة وأهمها الطريق المعبد بين القاهرة والأهرامات الذي رصف بالحجارة سنة 1869م بمناسبة دعوة الخديوى إسماعيل أباطرة و ملوك العالم و منهم الامبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا و فرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا وملك المجر وولى عهد بروسيا والأمير هنرى شقيق ملك هولندا و سفيرا إنجلترا و روسيا بالآستانة وذلك لحضور حفل افتتاح قناة السويس16 نوفمبر سنة 1869م. (3) وتعد فترة حكم الخديو إسماعيل من أفضل فترات تجميل وتطوير مدينة القاهرة خاصة أن محمد علي باشا لم يكن يهتم بالعمران وكان لديه اهتمامات أخرى على رأسها الاقتصاد والصناعة ـــــــــــــــــــ * ولد علي مبارك في قرية برنبال الجديدة التابعة لمركز دكرنس محافظة الدقهلية سنة 1824م ونشأ في أسرة كريمة وحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم التحق بمدرسة الجهادية، ثم انتقل إلى المدرسة التجهيزية بعد الغاء مدرسة الجهادية، ثم المهندسخانة سنة 1839م، وكان ضمن طلاب البعثة المصرية التعليمية إلى فرنسا وكان من بين أعضاء هذه البعثة نجلا محمد علي، الاميران حسين بك وحليم بك، واثنين من احفاده هما الامير أحمد بك واسماعيل بك (خديوي مصر). للتفاصيل أنظر: محمد عمارة: علي مبارك: مؤرخ ومهندس العمران، دار المستقبل العربي، القاهرة، 1984م، وانظر أيضاً: حسين فوزي النجار: علي مبارك أبو التعليم، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1967م. 1- عرفه عبده علي: القاهرة في عصر إسماعيل، الدار المصرية اللبنانية، 1998م، ص 29. 2- علي مبارك: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة، مرجع سابق، ص ص 85، 86. 3- محمد صبري: تاريخ مصر من محمد علي إلى العصر الحديث، مكتبة مدبولي القاهرة، ط2، سنة 1996م، ص 143. وبهما وضع أساس مصر الحديثة ، أما إسماعيل فقد وضع جل اهتمامه في العمران وخاصة مدينة القاهرة، فظهرت العديد مـن الانجازات المعمارية والتـي بنيت على الطراز الأوروبـي وانشاء الحدائق العامة وبناء المسرح القومي ودار الأوبرا التي احترقت في 28 أكتوبر من عام 1971م والتي كانت بمثابة صدمة كبيرة للمصريين وللتاريخ، و يعد تمثال إبراهيم باشا في ميدان الاوبرا من المظاهر المعمارية الجمالية. (1) فبناء العمارة على الطراز الأوروبي في عصر إسماعيل قد غير الوجه العمراني لمصر حتى أن "علي مبارك" وصف انتشار المباني في ذلك العصر بانها مزيج من المباني الأوروبية بتنوعها وزينتها وزخرفتها ومراعاتها للأبعاد البيئية، وتغير القاهرة عن ما قبل هذا العصر فتحولت تحولاً كبيراً وملموساً واتسمت بالمناظر الجمالية وتعد بحق باريس الشرق.(2) وعليه فقد انعكس ذلك على مظاهر التطور الاجتماعي، فأقبل سكان القاهرة على الرياضة والتنزه، فأخذوا يرتادون الحدائق والمتنزهات والضواحي خاصة بعد إنشاء كوبري قصر النيل وفضل العديد من الناس التنزه تجاه كوبري قصر النيل البديع بعد أن كانت شبرا هي متنزه سكان القاهرة من قبل، ثم أخذ الناس يتحولون إلى كوبري قصر النيل والحدائق الغناء ومشاهدة المناظر الطبيعية الرائعة. ورغم التطوير الذي أحدثه الخديو إسماعيل على مدينة القاهرة إلا أنه لم يهدم الاحياء القديمة كما حدث فـي مدينة باريس، فقد قرر بناء مدينة جديدة تماماً إلـى الغرب مباشرة من المدينة القديمة، وأتى بالمهندسين المعمارين الأوروبيين إلى القاهرة ليبدأ بعد ذلك أكثر فترات البناء ديناميكية في مصر منذ العصر المملوكي ، وتبقى مبانـي القاهرة أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مذهلة، لكنها مهملة يهددها التلوث وتهدم لتقام مكانها الأبراج الخراسانية خاصة بعد عام 1953. (3) ـــــــــــــــــــ 1- منير السمري: أخبار الأدب، العدد 790، 31 أغسطس 2008م. 2- محمد حسام إسماعيل: أخبار الأدب، العدد 790، 31 أغسطس 2008م. 3- دار الخليج للطباعة والنشر، 24 – 10 - 2008م، نقلاً عن، سينثيا مينيتي، ترجمة أحمد محمود: "قاهرة إسماعيل.. باريس على ضفاف النيل" المركز القومي للترجمة، جمهورية مصر العربية. كما كانت القاهرة في عصر إسماعيل تشغل ثلاثة أضعاف مساحة باريس وكانت في جمالها أبدع من باريس، ومدينة القسطنطينية كانت تتضائل بجوارها، فالقاهرة عاشت في هذا العصر فترة من أجمل فترات حياتها بما تهيأ لها من أسباب الرقي والرفاهية، وأنها بلغت حينئذ من الشهرة العالمية ما لم تبلغه في أي عصرمن عصورها السابقة، وعلى سبيل المثال كانت حديقة الأزبكية أزهى حدائق العالم، ودار الأوبرا كانت من أكثر دور للموسيقى والتمثيل سعة وفخامة(1) ، ولكن تبدل حالها من الجمال والرقي إلى الأبنية الأسمنتية المتراصة والتي تخلو من المساحات الخضراء وكذا ظهور العشوائيات مما أفقدها سحرها وجمالها. كما أدخل الخديو إسماعيل على القاهرة كثير من التحسينات والتعديلات، منها ردم البرك وتمهيد الطرق ورصفها وإنشاء الميادين التي أقيمت في وسطها التماثيل، فغدت القاهرة وكأنها باريس الشرق، كما كانت المساحات الخضراء تمثل جانباً شديد الأهمية في عهد إسماعيل، فمنها بساتين الأورمان التي كانت تشغل مساحة 465 فداناً، ونسقت بها الأشجار النادرة المستوردة من أوروبا وأفريقيا والهند والصين، وكذا حديقة الأزبكية التي كانت حينذاك تحفة معمارية وزراعية، ومن الحدائق التي أنشئت في عهده أيضاً حديقة الاسماك، وحدائق حي الاسماعيلية الذي كان بمثابة حديقة كبيرة ، حيث كان كل مبنى محاطاً بالأشجار والأزهار، ولاهتمام اسماعيل بتجميل البيئة المصرية فقد بعث قنصل الولايات المتحدة إلى وزارة الخارجية الأمريكية في 15 سبتمبر سنة 1873م برسالة وكان نصها.."بلغ التجميل والتغيير في مدينة القاهرة منذ بضع سنوات مدى يصعب على الأجنبي تقدير طبيعته ومداه حق التقدير"، كما قال السير "صمويل بيكر" في نفس العام في كتابه الاسماعيلية "إن مصر وحدها هي التـي تستطيع تمدين أفريقيـة النيلية إلـى خط الاستواء، وبذلك تطمئن لحياة السائحين فـي تلك الاقطار، كما أورد المسيو سواتزارا قنصل النمسا في عهد إسماعيل بأن الاقطار السودانية التي كانت مقفلة قد فتحت للتجارة والرحلات، مما مهد السبيل لدخول الحضارة إليها". (2) ـــــــــــــــــــ 1- عرفة عبده علي: القاهرة في عصر إسماعيل، مرجع سابق، ص 150. 2- عرفة عبده علي: المرجع السابق ص ص 52- 55. نقلاً عن: عماد رمضان سليمان: فعالية تضمين البعد البيئي فـي مقرر الدراسات الاجتماعية علـى التحصيل وتنمية الاتجاهات البيئية لدى تلاميذ الصف الثالث الاعدادي، رسالة ماجستير، معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس، 2002م، ص ص 273، 275. كما اشتهرت في عصر إسماعيل مدن عديدة كمدينة حلوان الجميلة التي تقع جنوب القاهرة ذات الشوارع المستقيمة والحدائق الغناء في عصر إسماعيل ومياهها الكبريتية وهوائها النقي والتي كانت منتجعاً سياحياً علاجياً في فصل الشتاء فقد كان يفد إليها السياح الأجانب خاصـة من الدول الاسكندينافية من القارة الأوروبيـة وكذا المصرييـن للاستشفاء وعـلاج بعض الأمراض مثل الروماتيزم والأمراض الجلديـة، وحينها أشارت جريدة الوقائع في عددها الصادر في 13 يناير سنة 1874م إلى ما شهدته حلوان من إقبال وعمران نتيجة اهتمام الخديو إسماعيل بها،(1) ونرى الآن تحولها المميت بعد إنشاء مصانع الأسمنت* والحديد والصلب مما أدى إلى تلوث الهواء، فأصبح التلوث سمة الحياة في حلوان، فقد تحولت إلى مدينة ملوثة بنسبة 100% نتيجة السياسة العشوائية والتخطيط غير السليم للتوطن الصناعي والعمراني.(2) وإذا كان محمد علي اهتم كثيراً بالنظافة العامة في شوارع القاهرة وإنارتها وتوسعتها والتخلص من الانقاض ومد شبكة جديدة لمياه الشرب النقية وكذا كنس ورش الشوارع وتنظيف الاسواق وهو أول من شرع قوانين للمحافظة على البيئة، فيقول الرحالة "سان جون" في عام 1832م كانت الشوارع في القاهرة نظيفة وملفته للنظر إذ يتم كنسها ثلاث مرات يومياً، وتنقل القمامة خارج المدينة.(3) ـــــــــــــــــــ 1- عرفه عبده علي: القاهرة في عصر إسماعيل، مرجع سابق، ص 87. * أكدت وكالة الانباء السعودية (SPA) في 12 أكتوبر 2008م،بأنه أكد أحدث تقرير مصري أن المخلفات الناتجة عن مصانع الأسمنت في مصر والتي تبلغ نحو‏ 1,5‏ مليون طن سنويا تصيب السكان بالعديد من الأمراض الخطيرة وتسهم في تلوث البيئة‏، وتوصل الجهاز المركزي للمحاسبات من خلال تقرير أعده إلى ارتفاع أعداد مصانع الأسمنت في مصر إلى 15 مصنعا منتجا بطاقة إنتاجية تبلغ 35 مليون طن سنويا عام 2007م يستحوذ على رؤوس أموال 14 شركة منها مستثمرون أجانب مؤكدا أن تلك المصانع ينتج عنها مخلفات تتمثل في تراب الأسمنت المعروف بتراب‏ /‏ الباي باص /‏ والذي يبلغ نحو ‏4106‏ طنا يوميا بواقع ‏5ر1 مليون طن سنويا تسهم في تلوث البيئة الهوائية وإصابة السكان بالعديد من الأمراض منها التحجر الرئوي وأمراض ضيق التنفس وسرطان الرئة والتهاب الجلد والعين والسعال الحاد والالتهاب المزمن للأنف. 2- منى قاسم: التلوث البيئي والتنمية الاقتصادية، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط3، 1997م، ص 103. 3- جمال بدوي: محمد علي وأولاده، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999م، ص 36. فكان عصرإسماعيل امتداداً لتلك الاعمال بل تخطى ذلك بأن جعل القاهرة تفوق عواصم أوروبا، وكان تحديثها بالنسبة لإسماعيل رمزاً لارتقاء مصر حضارياً وتجسيداً لرغبته في أن يشهد الغرب عاصمة أوروبية في مصر ألا وهي القاهرة تحكم دولة عصرية تقوم على ضفاف النيل، تمتد من الاسكندرية شمالاً إلى الخرطوم جنوباً، وهو صاحب المقولة الشهيرة (أن جذور مصر في أفريقيا وفروعها في أوروبا)، لذا اهتم إسماعيل بالمحافظة على الصحة والنظافة ومن مظاهر ذلك وفر أسباب النظافـة والصحة لتوجيه مصر نحـو المدينة العالميـة وإلباسها مظاهر النهضة الحديثة، فقاهرة إسماعيل فاقت كل ما سبق حكـام الأسرة العلويـة. (1) فكانت المسائل الصحيـة موضع عناية إسماعيل وشاركه في هذه العناية نوابغ الأطباء في مصر الذين عملوا على تحسين أحوال البلاد الصحيـة ومقاومـة الأمراض ومكافحة الأوبئـة ، وكان للإدارة الصحيـة فضل كبير في مقاومة الامراض وخاصة وباء الكوليرا الذي حل بالبلاد سنة 1865م، وتتجلـى هذه العناية فـي إنشاء المستشفيات وتنظيم مهنة الصيدلة وإنشاء حمامات حلوان المعدنية للاستشفاء وعدم ذبح الحيوانات إلا داخل السلخانات حفاظاً على البيئة من التلوث والوقاية من الأمراض. (2) وقد تطلب تحديث القاهرة تسوية الأرض الخراب حولها وفتح طرق رئيسية وشرايين مواصلات جديدة، وإنشاء ميادين وأماكن مفتوحة ومساحات خضراء وزرع أشجار، وبناء المصارف والنظافة المنتظمة، وكان هذا التنظيم يتطلب بدوره إزالة بعض التجمعات العشوائية من الداخل، ومن الشوارع التي تم تجديدها شارع محمد علي ويشير هنا "علي مبارك" بأن هذا الشارع من أعظم ما تم إنجازه في مدينة القاهرة وتحول من مكان ملئ بالقاذورات إلى مكان يوازي أعظم مواقع القاهرة.(3) ويتضح كما ذكرنا سالفاً اهتمام الخديوي إسماعيل بالنهوض بمصرنا العزيزة في جميع المجالات، فيُعد عصـر إسماعيل أكثر عصورنا التاريخيـة الحديثة ثراءً وحركة شاملة والأخذ بأسباب الارتقاء الحضاري فـي العمران والزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والقضاء والنظم ـــــــــــــــــــ 1- عرفه عبده علي: مرجع سابق، ص ص 15 - 27. 2- عبد الرحمن الرافعي: عصر إسماعيل، ج2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2000م، ص 23. 3- عرفه عبده علي: مرجع سابق، ص ص 37 – 38. السياسية والإدارية وتجميل البيئة من تعمير الأحياء القديمة بالقاهرة وإصلاح مداخلها، فمن أعماله تزويد القاهرة بالمياه الصالحة للشرب وانارتها بالمصابيح ، وردم البرك والمستنقعات المنشرة بها وإزالة الركامات والاتربة التي كانت تحيط بالمدينة والتي كان قد بدأ محمد علي باشا في ازالتها، والرعاية الصحية والاهتمام بالآثار المصرية وإنشاء المباني العامة والتي تمثلت في دار الكتب المصرية والجمعية الجغرافية ودار الأوبرا ودار الآثار العربية وغيرها ومحطات للسكك الحديدية، فكان يتميز ببعد النظر والجرأة والقدرة على التأمل على غرار مؤسس الأسرة العلوية، وعمل على تطوير وتحديث القاهرة على النسق الأوروبي من خلال التخطيط لأحياء جديدة.(1) ولذا غدت القاهرة .. قاهرتان، القاهرة المعزية القديمة، وقاهرة إسماعيل كما رآها من إبداع وجمال. ماذا حدث لباريس الشرق؟ فقد اختلفت الآن عن مثيلتها في فرنسا فلم يعد يوجد تشابه بين المدينتين الآن، فلا شواطئ النيل كشواطئ نهر السين ولا حديقة الأورمان بجمال ونظافة أصغر حدائق باريس ولا بنايات وقصور القاهرة القديمة والتي تتداعى من جراء الإهمال تذكرك بجادات باريس الفاخرة، وحتى كوبري قصر النيل الذي كان يعتبر اَنذاك من أجمل جسور العالم بعد أن زينه الخديوي اسماعيل بأربعة تماثيل لأربعة من السباع المصنوعين من البرونز نحتها أشهر نحاتي ذلك العصر، كل هذا يتحول الآن الى خرائب ويتساءل الكثيرون عن المسئول وغالباً ما تسمع إجابات مختلفة فالمواطن المصري يرمي المسئولية على الحكومة، والحكومة تتهم المواطن بالإهمال، ولكن لابد الآن أن تتضافر الجهود من قبل المسئولين والمواطنين لإنقاذ القاهرة القديمة، قاهرة الخديوي اسماعيل . والواقع المرير أن القاهرة قد تغيرت تغيراً جذرياً وتحولت من المدينة الجميلة والعمائر الفخمة إلى مساكن سيئة تفتقر اللمسة الجمالية ولا تصلح للسكن الآدمي مثل مساكن عين الصيرة التي أنشئت في أعقاب 23 يوليو 1952م، وتحول منطقة حلوان الجميلة ذات الحدائق الغناء والهواء النقي والمياه المعدنية والتي كانت من معالم السياحة العلاجية إلى منطقة مليئة بالتلوث والهواء الملوث وكذا افتقارالمياه المأمونة والتي لا تصلـح للشرب ، وذلك بسبب المصانع التـي ـــــــــــــــــــ 1- جى فاجيت: ترجمة محمد رفعت عواد: محمد علي "مؤسس مصر الحديثة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، سنة 2005م ، ص 215. أنشئت بها في عهد "جمال عبد الناصر" فتبدلت من الاستشفاء من الامراض إلى التسبب في الأمراض في حين أن في مصر مساحات شاسعة غير مستغلة يمكن إنشاء هذه المصانع عليها والحفاظ على جمال ونقاء حلوان. وخلاصة القول لقد تحولت قاهرة إسماعيل من نظافة الشوارع بكنسها ورشها وهوائها النقي وعمائرها الجميلة وحدائقها الغناء وقصورها الفخمة والمساحات الخضراء التي كانت تمثل جانباً شديد الأهمية في النسيج الحضري لمدينة القاهرة وتطورها خلال القرن التاسع عشر الميلادي، قد تحولت إلى أمكنة تلقى بها القمامة ، والازدحام الشديد بسبب الهجرات الداخليـة إلى مدينة القاهرة ، والقرارات العشوائية، وظهور العشوائيات التي تعد بؤرة للفساد ، ومظاهر السلوك الخاطئ لدى الأفراد، وتخلي معظم الناس عن الاهتمام بالنظافة والمحافظة على المدينة التي تعاني الكثير، وكذا كثرة السيارات التي تسببت في أزمات مرورية بصفة مستمرة وتلوث الهواء وظهور السحابة السوداء،* وغير ذلك من السلبيات التي تعاني منها باريس الشرق التي خلعت ثوبها الجميل وتخلت عنه رغم إرادتها. وبعد كل ما تتعرض له مدينة القاهرة من مشكلات بيئية تعود في معظمها إلى السلوك الإنساني السئ الذي يسلكه بدون وعي، فضلاً عن سوء التخطيط والقرارات غير الرشيدة، فمن الأهمية تثقيف المواطن بمشاكل البيئة، والتنوير والتنور بقضاياها، وترشيد سلوكه، وتبصيره بالتوابع البيئية لافعاله وممارسته، حتى يستعيد الانسجام بين حياته ومتطلباتها، وبين الاتزان السليم والتواؤم في النظم البيئية التي يعيش في إطارها، خصوصاً عندما يتولى مسئولياته التخطيطية والتنفيذية في مجالات الإعمار والبناء واستخدام الأرض والتخطيط والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.(1) ـــــــــــــــــــ * السحابة السوداء: تظهر في الخريف من كل عام وهي مظهر للتلوث الدائم طوال العام وقد بدأت هذه الظاهرة تظهر في خريف 1999م، حتى الآن الأمر الذي أدى إلـى أن معاناة المواطنين لا تزال مستمرة حتى الآن، ورغم هذا فجميعنا يجب أن ندافع عن بيئة نظيفة صحية خالية من السموم. للتفاصيل أنظر: حسن أحمد شحاته: تلوث البيئة "السلوكيات الخاطئة وكيفية مواجهتها"، الدار العربية للكتاب، القاهرة، سنة 2000م، ص ص 172 - 183. 1- زكريا طاحون: اخلاقيات البيئة وحماقات الحروب، مجلة القراءة والمعرفة، كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد 13، سنة 2002م، ص 183. وعليه فمن الضروري وضع استراتيجيات للتطوير الحضري بحيث لا يؤثر على البيئة الطبيعية وكذا على الأبنية القديمة التي يجب المحافظة على عمائرها ومبانيها الأثرية وحمايتها،(1) فالبيئة هي التراث المشترك للبشرية، كما انه من الضروري تكوين سلوك سليم للفرد تجاه البيئة والالتزام بالاخلاق البيئية سواء كانت البيئة الطبيعية أو البيئة المشيدة فهي تشكل سياق الحياة والثقافة الإنسانية معاً، واستثمار طاقة الفرد لحماية البيئة وذلك للوصول لأسمى الغايات ألا وهو المحافظة على صحة الإنسان(2). فقد آن الآوان أن نعمل قدماً وساقاً على عودة النقاء لمدينة القاهرة ووقف استنزافها ولا يتأتى ذلك إلا بالإيمان والإخلاص في العمل كمسئولين ومواطنين ، واتخاذ قرارات مدروسة.. قرارات علمية تساعد على إيجاد حلول لعودة القاهرة إلى ما كانت عليه في عصر إسماعيل. من الممكن أن يتحقق ذلك الحلم الجميل من خلال الآتي: 1- تنمية الوعي البيئي بالنسبة للأفراد وعامـة الناس عن طريق المناهـج الدراسية والمؤسسات الاجتماعية والدينية والجمعيات الأهلية والندوات ووسائل الإعلام.
2- تضمين الأبعاد البيئية وحل المشكلات البيئية التي تعاني منها القاهرة بالمناهج الدراسية من أجل احترام البيئة والمحافظة عليها.
3- غرس القيم الجمالية لدى الأفراد والجماعات.
4- اتخاذ القرارات الصائبة من قبل المسئولين لحماية القاهرة من التلوث.
5- تفعيل القوانين التي تحمي مدينة القاهرة من تلوث الهواء وخلق بيئة نظيفة غير ملوثة.
6- إيجاد حلول سريعة وآمنة للتخلص من المخلفات التي تكتظ بها شوارع العاصمة.
7- تفعيل القوانين الرادعة لمنع إشغال الأرصفة والطرق التي تهدد سلامة الناس.
8- وضع استرتيجيات لمنع حدوث مشكلات بيئية وتفادي وقوعها.
9- وضع خطط للتخفيف من أعباء مدينة القاهرة.
ـــــــــــــــــــ 1- Paul P. & et, al:" Ethics and Values in Environmental Policy", The White Horse Press, Environmental Values, V2, 1993, pp137-157.
2- Nigel Dower: Human Development - Friend or Foe to Environmental Ethics?, The White Horse Press, Environmental Values, V 9, 2000, pp 39-54.
10- تشييد مدينة جديدة في الصحراء الغربية جعلها عاصمة لمصر لانقاذ القاهرة من الموت الحقيقي.
11- منع الهجرات من الريف إلى مدينة القاهرة للحد من الازدحام.
12- تنفيذ مشروع الحزام الأخضر حول مدينة القاهرة.
13- اهتمام كافة الاجهزة المعنية بالعدل البيئي، واحترام البيئة سواء كانت طبيعية أو مشيدة.
14- جعل فكرة العدل البيئي جزءاً أساسيا في عمليات اتخاذ القرارات.
15- عدم المساس في المستقبل بالعدل البيئي والحق بالعمل والعيش في بيئة سليمة.
16- حماية البيئة التاريخية والمحافظة على المباني والعمائر الأثرية من خطر الهدم.
17- تغيير قيم ومعتقدات الناس تجاه البيئة والمحافظة عليها.
18- تخطيط وتطوير المناطق التاريخية والتراث الأثري في مدينة القاهرة.
19- تعميق الوعي والثقافة البيئية بين كافة قطاعات وشرائح المجتمع المحلي، وتحفيزهم على المشاركة بإيجابية في حماية بيئتهم والمحافظة عليها.
20- إعادة صياغة الرؤية الجمالية العامة لجميع البيئات التاريخية، وإزالة التعديات والتشوهات الحالية.
21- وضع برامج واولويات لترميم وصيانة المبانى وسرعة انقاذها من عوامل التدهور.(1)
22- الاستفادة من الخبرات الدولية فى مجال الحفاظ على التراث مثل اليونسكو .
23- الاستعانة بالصور القديمة التى توضح اصل شكل المبانى التراثية وعمل دراسة لإزالة التشوهات بواجهات المبانى.
24- التسجيل والتوثيق وعمل سجل يتضمن كافة البيانات لمبانى القاهرة الخديوية.
25- انشاء جهاز فنى يضم ذوى الخبرات فى مجال الحفاظ على التراث والترميم المعمارى وادارة المواقع التاريخية.
26- تعويض ملاك العقارات ذات القيمة التراثية واعفائهم من الضرائب العقارية.
27- توعية مهندسو الاحياء بأهمية الحفاظ على المبانى التراثية والاهتمام برصد المخالفات وعمل اللازم نحوها.
ــــــــــــــــــــــ 1- يوسف عمر محمد الرافعي وآخرون: تدهور وضياع عمران قاهرة الخديوى إسماعيل، "مؤتمر الأزهر الدولي التاسع"، مجلة جامعة هندسة الأزهر، الجزء 2، العدد 8، 12 -14 أبريل 2007م، ص 214. المراجع أولاً- المراجع العربية:
1- أحمد محمد عوف: موسوعة حضارة العالم، ج6 الموسوعة الحرة، ويكبيديا، 31-9-2008م.
2- جمال بدوي: محمد علي وأولاده، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999م.
3- جى فاجيت: ترجمة محمد رفعت عواد: محمد علي "مؤسس مصر الحديثة"، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، سنة 2005م.
4- دار الخليج للطباعة والنشر، 24 – 10 - 2008م، نقلاً عن، سينثيا مينيتي، ترجمة أحمد محمود: "قاهرة إسماعيل.. باريس على ضفاف النيل" المركز القومي للترجمة، جمهورية مصر العربية.
5- زكريا طاحون: اخلاقيات البيئة وحماقات الحروب، مجلة القراءة والمعرفة، كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد 13، سنة 2002م، ص 183.
6- شحاته عيسى إبراهيم: القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2001م.
7- عبد الرحمن الرافعي: عصر لإسماعيل، ج2، ط4، دار المعارف، 1987م
8- عبد الرحمن الرافعي: عصر إسماعيل، ج2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة،2000م.
9- عبد المنعم إبراهيم الجميعي: المجلة التاريخية المصرية، الخديو إسماعيل وبناء القاهرة الحديثة (مشروع باريس الشرق)، الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، الجلد رقم (41)، 2001 – 2002م.
10- عرفه عبده علي: القاهرة في عصر إسماعيل، الدار المصرية اللبنانية، 1998م.
11- علماء الحملة الفرنسية، ترجمة زهير الشايب: موسوعة وصف مصر، مكتبة نهضة مصر للطباعة والنشر، ج4، 2002م.
12- علي مبارك: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة، ج1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994م.
13- عماد رمضان سليمان: فعالية تضمين البعد البيئي فـي مقرر الدراسات الاجتماعية علـى التحصيل وتنمية الاتجاهات البيئية لدى تلاميذ الصف الثالث الاعدادي، رسالة ماجستير، معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس، 2002م.
14- محمد حسام إسماعيل: أخبار الأدب، العدد 790، 31 أغسطس 2008م.
15- محمد صبري: تاريخ مصر من محمد علي إلى العصر الحديث، مكتبة مدبولي القاهرة، ط2، سنة 1996م.
16- منى قاسم: التلوث البيئي والتنمية الاقتصادية، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط3، 1997م.
17- منير السمري: أخبار الأدب، العدد 790، 31 أغسطس 2008م.
18- يوسف عمر محمد الرافعي وآخرون: تدهور وضياع عمران قاهرة الخديوى إسماعيل، "مؤتمر الأزهر الدولي التاسع"، مجلة جامعة هندسة الأزهر، الجزء 2، العدد 8، 12 -14 أبريل 2007م.
ثانياً- المراجع الأجنبية: 1- Nigel Dower: Human Development - Friend or Foe to Environmental Ethics?, The White Horse Press, Environmental Values, V 9, 2000, pp 39-54.
2- Paul P. & eatl:" Ethics and Values in Environmental Policy" The White Horse Press, Environmental Values, V2, 1993, pp137-157.
تصنيف هولمز Holmes للقيم البيئية الطبيعية
وضح هولمز بأن هناك قيم تتحكم في العلاقات الإنسانية بالطبيعة على الرغم من المشاكل الذاتية والموضوعية في مهام القيمة، كما اعتبر أن الطبيعة تدعم قيم الإنسان وتجعله يقدر قيمة الموارد البيئية ، وفي بعض الأحيان يقوم الإنسان بنشاط بنائي معتمداً على دعم الطبيعة .
صنف هولمز القيم الطبيعية إلى عشرة قيم كما يلي:
  1. قيمة اقتصادية economic value
  2. قيمة إنعاشية life support value
  3. قيمة ترفيهية recreational value
  4. قيمة علمية scientific value
  5. قيمة جمالية aesthetic value
  6. قيمة حياة life value
  7. قيم الوحدة والتنويع diversity and unity values
  8. قيم العفويّة والاستقرار stability and spontaneity values
  9. قيمة جدلية dialectical value
  10. قيمة مقدّسة sacramental value
دكتور/ عماد رمضان سليمان 21-1-2010
دور المعلم في التعليم الفردي
تشير العديد من الدراسات والبحوث التربوية مثل نادية (1991)(1)، و Thomas (1992)(2)، ونادرة (1992)(3)، و Fulwiler & Et.al (1997)(4)وZahorik (1999)(5) إلى أن برامج التعليم الفردي لا تحل محل المعلم، بل تحمل عنه تدريس أساسيات المادة، وتترك له أجزاء الموضوع الرئيسية التي تستدعي الشرح والمناقشة الجماعية، والتوجيه والإرشاد، وبداية فهو يقوم بصنع القرارات قبل أن يبدأ الدرس، وتتمثل هذه القرارات في تحديد الأهداف التعليمية المرجوة، ويستدعي التعليم الفردي من المعلم بذل جهد كبير وذلك فيما يلي:
1- تشخيص نقاط القوة والضعف وتحديد حاجات كل متعلم.
2- تزويد المتعلم بالمواد التعليمية المناسبة والوسائل التعليمية والأنشطة التعليمية.
3- تحديد الفترة الزمنية لإنجاز العمل.
4- تحديد شكل القاعة التعليمية أو الفصل.
5- متابعة تقدم المتعلم وتصويب مسيرته بشكل فوري.
6- وضع الخطط وتنظيم الأنشطة الخاصة التي يشارك فيها الطلاب مما يضمن تحقيق أهداف التعليم.
ويعتبر دور المعلم في تطبيق استراتيجية التعليم الفردي الموجه دوراً هاماً وإيجابياً في عملية التعلم، فيُعد المعلم موجهاً ومرشداً لطلابه، وبداية فهو يقوم بصنع القرارات قبل أن يبدأ المتعلم دراسة الموديول، وتتمثل هذه القرارات في تحديد الأهداف التعليمية، ولذلك لابد من أن يكون المعلم قادراً على تطبيق وتنفيذ تلك الاستراتيجية حتى تتحقق الأهداف التعليمية المرجوة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- نادية عبد العظيم محمد: الاحتياجات الفردية للتلاميذ وإتقان التعلم، ص 122.
2- Thomas, Alan J: Individualized teaching, OP. CIT, v18 n1 p63-64, 1992.
3- نادرة إبراهيم أحمد الجندي: أثر استخدام طريقة التعليم الفردي الإرشادي علـى تحصيل تلاميذ الصف السابع مـن مرحلة التعليم الأساسي لبعض مفاهيم مقرر العلوم ومدى احتفاظهم بالمادة، 1992.
4- Fulwiler, Betsy Rupp& Et.,al: Storypath: Powerful Social Studies Instruction in the Primary Grades OP. CIT, pp6-7 Jan-Feb 1997.
5- Zahorik, John A: OP. CIT v57 n1 p p 54-56 sep 1999.
دكتور/ عماد رمضان سليمان
مدينة نصر- 21-1-2010

الثلاثاء، يناير 19، 2010

مجرد أحلام
نائمين .... مستيقظين.... كما هي مجرد أحلام
نتمناها....... نتخيلها......... نعيش فيها في الصحو والمنام
نعيش في القصور....... ونجعل أنفسنا أبطالاً وفرساناً وملوك
فيها نشعر بالسعادة ........ كأننا نحيا في دنيا لا موت فيها ولا قبور
نرى في أحلامنا كل شئ جميل....... مثل المرأة ورائحة العطور
نعود من جديد ............ ونرى الواقع ......... من بيوت قديمة ومباني متهالكة نرى الغلبان ......والمتسول والصعلوك
دكتور/ عماد رمضان سليمان
مدينة نصر – 19-1-2010م
مجرد أحلام
  • أرسلت مصر منحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تقدر بنحو عشرة ملايين طناً من القمح
  • تمكنت مصر من الفوز بكأس العالم لكرة القدم وحصل اللاعب المصري الهوى هوايا على لقب احسن لاعب
  • تم ربط جميع الأراضي المصرية بشبكة خطوط بية تصل البحر الأحمر حتى الحدود الليبية ومن الالبحر المتوسط حتى الحدود السودانية
  • أصبحت كثافة الفصول في الدارس الحكومية المصرية لا تتعدى الـ 18 تلميذ
  • تم تعديل الدستور في الفقرات الخاصة بمدة رئيس الجمهورة ، ىفقد أصبحت فترة الرئاسة أربع سنوات فقط مدة ولايتين فقط بالانتخابات الحرة
  • اصبح متوسط الدخل للمواطن المصري 10 مليون جنيه سنوياً
  • تمكن مجموعة من الجولوجيين المصريين من استخراج حديد الهيماتيت من الصحراء الشرقية بأقل التكليف
  • تعمل الحكومة المصرية الآن من الحفاظ على العلماء المصريين وعودة الطيور المهاجرة
  • قام مجموعة من العلماء المصريين بغزو القارة القطبية الجنوبية (انتارتيكا) ورفع العلم المصري
  • تنتج مصر حالياً 50 مليون برميل من البترول يومياً وأصبحت في المرتبة الأولى في تصدير النفط
  • دكتور/ عماد رمضان سليمان
  • مدينة نصر - 19-1-2010
تصنيف القيم
ظهر في تاريخ الفكر الفلسفي اتجاهان أساسيان في تحديد طبيعة القيم فهي موضوعية قائمة في حد ذاتها بغض النظر عن أحاسيس ومشاعر الإنسان الشخصية ورغباته، كما أنها ذاتية ومن ثم فهي نسبية تتحدد في ضوء الرغبة الشخصية للإنسان التي بدورها تعطي القيمة الموضوعية أو السلوك الممارس. ويؤيد العديد من العلماء عملية تصنيف القيم إلى أنواع ومن هذه التصنيفات ما يلي:
أولاً- هناك من صنف القيم استناداً لنشأتها الزمانية والمكانية وذلك كما يلي:
1- القيم عند قدماء المصريين:
القيم عند قدماء المصريين ظهرت في صورة عقائد دينية تدعو إلى السلوك الطيب الذي يحقق ثلاث قيم كبرى هي: العدالة، الاستقامة، الفضيلة.
2- تصنيف القيم عند اليونانيين:
القيم عند السفسطائيين تختلف من فرد إلى آخر، فما يراه الفرد سلوكاً إيجابياً يراه آخر سلوكاً سلبياً، ويُعد ذلك إقرار نسبية الفضيلة لدى السفسطائيين. كما صنف أفلاطون القيم إلى ثلاث قيم رئيسية هي: الحق، الخير، الجمال.
ثانياً- هناك من صنفها في ضوء طبيعتها كما يلي:
1- قيم أصيلة وقيم مكتسبة:
أ -قيم أصيلة: مصدرها الأديان السماوية.
ب-قيم مكتسبة: هي التي يكتسبها الأفراد في المجتمع ومن خلال مراحل التعليم والعلاقات الاجتماعية.
2- قيم ذاتية Subjectivity وقيم موضوعية Objectivity
أ- قيم ذاتية: هي قيم نسبية ذاتية صادرة من مشاعر ومنفعة الإنسان، وسلوكه يتحدد وفقاً لرغباته وميوله، وقد يشار إلى بعض القيم الذاتية بأنها نفعية. ب- قيم موضوعية: هو الاتجاه الموضوعي الذي يرى أصحابه بأن القيم تعود إلى العقل أو الحدس دون الوجدان، وأن القيم الموضوعية قائمة بغض النظر عن ميول ورغبات الإنسان، ويدرك الخير ويميز بينه وبين الشر تلقائياً دون اعتبار لنتائج الأفعال وآثارها، والقيم الموضوعية بذلك لها وجود موضوعي مستقل عن الإنسان الذي يحكم بمقتضى القيم.
3- قيم نسبية وقيم مطلقة: يرى بعض الفلاسفة أن القيم نسبية ومتغيرة فهي تنشأ من خبرات الإنسان وهي في جوهرها أحكام وجدانية، وهي بطبيعتها أحكام نسبية تختلف من زمان إلى آخر، ومن مكان إلى مكان آخر ومن فرد إلى آخر، ويرى البعض الآخر أن القيم مطلقة بمعنى أنها ثابتة ومستمدة من طبيعة الكون، لا تتغير بين الأفراد، ولا تتغير من مكان إلى مكان آخر، ولا من زمان إلى زمان آخر.
ثالثاً- كما أن هناك العديد من الباحثين صنفوا القيم على أساس أبعادها ومـن هذه التصنيفات ما يلي: 1- بُعد المحتوى: Dimension Of Content يعتبر تصنيف سبرينجر Spranger من أشهر تصنيفات القيم من حيث محتواها وقد صنف القيم إلى ستة مستويات وهي: أ- القيم النظرية: هـي التي تتميز باهتمام موجه للكشف عن الحقيقة، وبإتباع منهج علمـي تقويمـي، والفرد الذي يهتم بالقيم النظرية هو الذي يعتمد علـى الملاحظة والتفكير فـي الأشياء بقصد تحقيق المعرفة. ب- القيم الجمالية: يسعى الفرد الذي يهتم بمثل هذه القيم إلى التأكيد على تحقيق الشكل والتناسق والتناسب عندما يتعامل مع الأشياء. ج- القيم الاقتصادية: يؤكد أصحاب الاهتمام بمثل هذه القيم على النتائج العملية والمنفعـة التـي يمكن تحقيقها. د- القيم الدينية: يسعى الفرد الذي يهتم بالقيم الدينية إلى فهم الكون. هـ- القيم الاجتماعية: هي التـي يظهر فيها الحرص علـى التقدير والمكانـة الاجتماعيـة ، وتحقيق التعاطف بين الناس. و- القيم السياسية: هـي التـي يسعى من خلالها الفرد إلى تحقيق القوة والسلطة والقدرة علـى القيادة والتأثير في الآخرين.
2- بُعد المقصد: Dimension Of Intent تنقسم القيم من حيث مقصدها إلى قسمين هما: أ- القيم الوسائلية: وهي تلك القيم التي ينظر إليها الأفراد والجماعات على أنها وسائل لغايات أبعد. ب- القيم الغائية: وهي الأهداف والفضائل التي تضعها الأفراد لأنفسها، والواقع أنه من الصعب الفصل بين قيم الوسيلة وقيم الغاية كما أن التمييز بينهما ليس أمراً يسيراً.
3- بُعد الوضوح: Dimension Of Explicitness كما تنقسم القيم من حيث وضوحها إلى قسمين: أ- قيم صريحة أو ظاهرة: وهي تلك القيم التي يصرح بها ويعبر عنها الأفراد بالكلام. ب- قيم ضمنية: وهـي تلك القيم التي يستدل على وجودها من خلال ملاحظة الاختبارات والاتجاهات التي تتكرر في سلوك الأفراد.
4- بُعد الدوام: Dimension Of Permanency وتنقسم القيم من حيث دوامها إلى قسمين: أ-قيم عابرة: وهي القيم العارضة القصيرة الدوام السريعة الزوال مثل القيم المرتبطة بالبدع. ب- قيم دائمة: وهـي تلك القيم التـي تبقـى زمناً طويلاً فـي نفوس الأفراد يتناولها جيل عبر جيل كالقيمة المرتبطة بالعرف والتقاليد، والدوام هنا دوام نسبي.
5- بُعد العمومية: Dimension Of Generality كما تنقسم القيم من حيث انتشارها وشيوعها إلى قسمين: أ- القيم العامة: هي تلك القيم التـي يعم انتشارها فـي المجتمع كلـه بغض النظر عن طبقاته وفئاته وريفه وحضره. ب- القيم الخاصة: هـي تلك القيم المتعلقة بمواقف أو بمناسبات اجتماعية معينة أو بمناطق محددة، أوبجماعة خاصة.
6- بُعد الشدة: Dimension Of Intensity يمكن التمييز بين ثلاثة مستويات لشدة القيم وإلزامها: أ- القيم الملزمة: وهي القيم التي تمس كيان المصلحة العامة والتي تتصل اتصالاً وثيقاً بالمبادئ التـي تساعد على تحقيق الأنماط المرغوب فيها التي تصطلح عليها الجماعة في تنظيم سلوك أفرادها. ب- القيم التفضيلية: وهـي تلك القيم التـي يشجـع المجتمع أفراده علـى التمسك بهـا ، ولكــن لا يلزمهـم مراعاتها إلزاماً يتطلب العقاب الصارم الصريح لمن يخالفها. ج- القيم المثالية: وهـي تلك القيم التـي يحس الأفراد استحالـة تحقيقها بصورة كاملة، إلا أنها كثيراً ما تؤثر تأثيراً كبيراً في توجيه سلوك الأفراد. وخلاصة القول أن هناك العديد من تصنيفات القيم فمنها قيم موضوعية وذاتية، و قيم أصيلة ومكتسبة، وأخرى نسبية ومطلقة، وقيم صنفت حسب نشأتها الزمنيـة والمكانيـة ، وأخرى صنفت من
حيث أبعادها، وعلى ذلك فنحن نتفق مع سورلي Sorley بأنه من المستحيل أن تكون هناك قاعدة يمكن على أساسها تحديد كل أنواع القيم، كما نتفق مع مقولة هندرسون Henderson أننا مادمنا في مجال البحث العلمي فإن أي تصنيف أياً كان أفضل من عدم التصنيف. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- أحمد إبراهيم شلبي وآخرون: تدريس الدراسات الاجتماعية "بين النظرية والتطبيق" ، مرجع سابق، ص 31. 2- صابر عوض جيدوري: الثنائيات في فلسفة التربية المعاصرة، رسالة دكتوراه غير منشورة، معهد الدراسات والبحوث التربوية، جامعة القاهرة، 1998. 3- محمد مهران رشوان: تطور الفكر الأخلاقي في الفلسفة الغربية، القاهرة، دار قباء، 1998، ص 39. 4- مصطفى النشار: مدخل لقراءة الفكر الفلسفي عند اليونان، القاهرة، دار قباء، 1998، ص ص 71-89. 5- أسامة حسين إبراهيم باهـي: فلسفة القيم (رؤية فلسفية فـي عالم متغير من منظور إسلامي) ، التربية، مجلـة علمية محكمة للبحوث التربوية والنفسية والاجتماعية، العدد (108) ، كلية التربية، جامعة الأزهر، 2002، ص 10 6- أحمد الأنصاري: الأخلاق الاجتماعية عند برتراندرسل، القاهرة، مركز الكتاب للنشر، 2003، ص ص 73-74. 7- محمد مهران رشوان: تطور الفكر الأخلاقي في الفلسفة الغربية، مرجع سابق، ص ص 29-30. 8-Nick best: management of life for personal development, success and fulfillment, www.managementoflife.com ,2002.
دكتور/ عماد رمضان سليمان
مدينة نصر- 19-1-2010
مدخل التحليل القيمي والاجتماعي: Social Value Analysis Approach
يعتبر كل من J. Baks, Fraenkal,& M. Naughton من أوائل من نادوا باستخدام هذا المدخل في تنمية القيم، وذلك على اعتبار أنه يستند إلى تطبيق أساليب التفكير المنطقي على عملية التقييم، ويرجع استخدام وتطوير استراتيجية تحليل القيم إلى علماء علم الاجتماع، حيث تؤكد هذه الاستراتيجية على التفكير العقلاني، وتركز على القيم الاجتماعية وتطوير القيم الأخلاقية بدلاً من المعضلات الأخلاقية الشخصية.
وتستند هذه الاستراتيجية على العقلانية والتجريبية أي على التفكير والتجريب، و يجب أن تجري عملية التقييم من خلال مجموع الحقائق، والسبب يرجع إلى أن عملية التقييم لا تتم بقواعد القلب والضمير أي المشاعر والأحاسيس، ولكن بقواعد وإجراءات المنطق. طرق التعليم المستخدمة من قبل هذه الاستراتيجية تتركز حول الطلاب عموما وتجمـع دراسة المشاكل وقضايا القيم الاجتماعية والأخلاقية وتقوم تلك الاستراتيجية علـى البحث وتقصي الحقائق من مصادرها، واستخدام أساليب الحوار العلمي والمناقشة المنطقية، وتستخدم هذه الأساليب في موضوعات الدراسات الاجتماعية.
وأجرى تشي Che (2002) دراسة استخدم فيها استراتيجية تحليل القيم لتنمية القيم، وهدفت هذه الدراسة إلى إصلاح التعليم في هونج كونج من خلال تحليل القيم التي أظهرت العديد من المشاكل في نظام التعليم بهونج كونج، وقد أعد خمسة مجموعات من القيم للإصلاح وهذه القيم على مستوى الفرد والجماعة والمجتمع والدولة والعالم ككل، وقد أظهرت نتائج دراسته إلى ضرورة إصلاح التعليم في ضوء تحليل القيم.
أهداف هذه الاستراتيجية:
- تهدف إلى مساعدة الطلاب على استخدام التفكير المنطقي وأسلوب البحث العلمي فـي التعامل مـع قضايا القيم.
- حث الطلاب على معرفة الحقائق القابلة للإثبات حول الصواب أو القيم أو القضايا موضع البحث.
- فهم الأسباب التي تكمن وراء اختيار قيمة معينة.
- تساعد على تنمية قيم الطلاب الذاتية في مواجهة مشكلات الصراع القيمي في المجتمع. - استخدام أساليب الاستقصاء العلمي في حل المشكلات التي تحمل مضامين اجتماعية وأخلاقية.
- فهم الطلاب نتائج الالتزام بقيم معينة.
- فهم طبيعة الصراع الذي قد ينشأ بين قيمتين في وقت واحد.
- تساعد على تدريس القضايا التي تتطلب اتخاذ القرار.
لمساعدة الطلاب على تنمية قيمهم من خلال استراتيجية تحليل القيم، يقوم المعلم بتنمية المهارات التالية:
  1. تحديد القضايا القيمية
  2. جمع البيانات والتأكد من صحتها
  3. تحليل الحالات المماثلة للقضايا القيمية
  4. توضيح الاختلافات المنطقية والتجريبية في الدليل على الحكم على القيم
  5. تقدير الأدلة المختلفة، واختبار صحة الدليل
  6. توضيح وتمييز سؤال القيمة
  7. جمع خلاصة الحقائق
  8. تقييم ما توصلوا إليه من حقائق
  9. توضيح ارتباط الحقائق بالقيمة
  10. التوصل إلى قرار مؤقت للحكم على القيمة، واختبار مبدأ القيمة في القرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-William G. Huitt: : OP. CIT, pp 7-8, January 2003 2- Che, Fok, Shui: Values analysis of Hong Kong's educational reform proposals, international journal of educational reform, v11 n3. p200-215 Sun 2002. EJ 650396.
دكتور/ عماد رمضان سليمان 19-1-2010

كلامي