الكرافتات والكهرباء
عزيزي القارئ هل تتفق معي في أن الدولة سواء الأجهزة الحكومية والمؤسسات وقطاع الأعمال والقطاع العام تستهلك الكثير من الكهرباء يومياً أثناء ساعات العمل نتيجة حر الصيف والرطوبة العالية فتمر ساعات طويلة تعمل فيها أجهزة التكيف، مما ترتب عليه عن عدم سداد فواتير الكهرباء وترك تلك المسألة إلى وزارة المالية رغم أن د.أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أصدر قرار بإلزام الوزارات والمحافظات والأجهزة التابعة لكل منها بسداد استهلاك الكهرباء لوزارة الكهرباء مباشرة دون تسوية عن طريق وزارة المالية وفي حالة عدم الدفع يتم قطع التيار الكهربائي عن الوحدات الإدارية التي لا تسدد.(جريدة الجمهورية 22 أكتوبر 2006).
هذا وقد قطعت شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء التيار الكهربائي عن ديوان عام محافظة القاهرة بعد وصول مديونياته إلي أكثر من 26 مليون جنيه. مما اضطر المحافظة لدفع 15 مليونا منها لإعادة التيار.
نرى سواء سددت الوزارات والهيئات المعنية فواتير الكهرباء أو وزارة المالية أو حتى لم تسدد فهذا الاستهلاك المزري لا يرى أحوال البلاد ومعاناة العباد، ولا يراعى حق الأجيال القادمة، والسؤال الملح هل نؤيد هذا الاستهلاك من الكهرباء ؟ أين الوعي ؟ أين سياسة الترشيد ؟ نعم نعلم جميعاً بأن حكومتنا غنية رغم فقر معظم الشعب المصري ومعاناته فهو بحق شعب كادح بمعنى الكلمة.
ماذا فعلت دولة اليابان لكي تعالج نفس هذه المشكلة ؟
لكي تتصدى الحكومة اليابانية لهذه المشكلة فقد أصدرت قراراً بمنع كافة العاملين في الدوائر الحكومية وغير الحكومية من ارتداء الكرافتات في فصل الصيف حتى لا يتم تشغيل المكيفات ساعات طويلة في أثناء فترة العمل، وبناء على هذا القرار الصائب قد وفرت أكثر من مليار وربع المليار خلال فصل صيف واحد.
علنا نتعلم ولما لا ؟ فهذه الدولة بدأت نهضتها معنا علماً بأن اليابان رفض أية مساعدات خارجية أو أي دعم سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول ، تلك الدولة من كبريات الدول الصناعية السبح حالياً، هي التي غزت السوق الأوروبي والأمريكي فماذا وصلت، وإلى أين وصلنا ؟ ليس من العيب أن نتعلم والموضوع ليس أن نمنع ارتداء البدل والكرافتات الشيك أو حتى الأحذية – لكن الموضوع ما هو إلا ضمير ووعي كاف.
دكتور/ عماد رمضان
22 أكتوبر 2006 مدينة نصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق