نهاية الاحتلال الفرنسي لمصر
د/ عماد رمضان سليمان
على الرغم من تحقيق حملة نابليون على مصر انتصارات في مواقع عديدة على
المماليك وسيطرتهم على مصر إلا أن الاحتلال الفرنسي لمصر لم يدم إلا ثلاث سنوات
فقط، وذلك لعدة عوامل أولها مقاومة المصريون الشديدة للاحتلال الفرنسي والتي امتدت
بكل مدن مصر وامتازت بأنها كانت على شكل ثورات تمتد بكل الأقاليم المصرية في
الوجهين البحري والقبلي وخاصة الأخير، وكذا تحطيم الاسطول الفرنسي في شواطئ
الاسكندرية، ثم رحيل قائد الحملة الأول إلى بلاده، كما حل الضعف على الجيش الفرنسي
وخاصة بعد انتشار وباء الطاعون بمصر بالقاهرة والصعيد سنة 1801 م ، ومن ثم كان
قرار كلا من إنجلترا والسلطنة العثمانية زمن السلطان "سليم الثالث العثماني"
(7 ابريل 1789م – 29 مايو 1807م)، الإطاحة بالحملة الفرنسية من مصر ، فقد تحرك
الجيش الإنجليزي من جبل طارق في أوائل نوفمبر سنة 1800م وأقلعت سفنه إلى شواطئ
الأناضول في أواخر ديسمبر وأوائل يناير من العام التالي، وفد اعدت كلا من إنجلترا
والسلطنة العثمانية على خطة مشتركة في القتال فأعدت الأخيرة جيشين الأول بقيادة
الصدر الأعظم "يوسف باشا" ويزحف إلى مصر عن طريق خليج السويس والثاني
بقيادة "حسين قبطان باشا" ويقصد شواطئ مصر الشمالية ، فوصلت قوات الجيش
الإنجليزي البر الغربي للنيل وبلغ إمبابة بينما واصل الجيش العثماني تقدمه من
الشرق ووصل إلى البر الشرقي للنيل حيث وضع كلا من الجيشين خطة مشتركة للزحف على
القاهرة ، وفى تلك الأثناء أحس الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال " بليا ر "
خطورة موقفه وخاصة أن الجيش الفرنسي كان في غاية من الضعف كما أن سكان القاهرة
كانوا مستعدين للثورة عليه والانضمام إلى الجيوش الإنجليزية والتركية فرأى أن يعقد
مجلسا حربيا من قادة الجيش الفرنسي حيث قرر المجلس التسليم وتجنب القتال وفتح باب
المفاوضات للجلاء فوافق الفرنسيون على الجلاء عن مصر ووقعت الاتفاقية في 27 يونيو
سنة 1801 م وكان من شروطها جلاء الحملة الفرنسية عن مصر بأسلحتهم وأمتعتهم
ومدافعهم وغيرها، ويبحرون إلى فرنسا على نفقة الحلفاء وأن يتم الجلاء في أقرب وقت
ممكن في مدة لا تزيد عن خمسين يوما وبذلك رحلت الحملة الفرنسية على مصر في أوائل
شهر أغسطس سنة 1801م إلى فرنسا وعليه انتهي الاحتلال الفرنسي لمصر نهائيا بعد
احتلال دام ثلاث سنوات وشهرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق