رأيته في ميدان التحرير
بعد مضي ثلاث سنوات على وفاة الإعلامي الكبير المتميز والكاتب الصحفي ذو القلم الحر مجدي مهنا الذي عمل بجريدة الوفد وتولى رئاسة تحريرها مدة عام وصاحب البرنامج الشهير في الممنوع على قناة دريم 2 الفضائية الذي كان له تأثيراً كبيراً في الشارع المصري وكان له عمود ثابت في الصفحة الأخيرة لجريدة المصري اليوم تحت عنوان في الممنوع وقد اتسمت كتاباته بالجرأة الشديدة بل كان يتخطى الخط الأحمر في كتاباته وفي برنامجه الشهير، فكان بحق وطنياً يتألم من الفساد ، فكانت آلامه من المرض المرير الذي اصابه أهون بكثير من آلامه بسبب حال مصر وحاكمها الطاغية ووزرائها الفاسدين ... فكان يتألم من شدة الظلم الذي اعترى مصرنا الحبيبة... كان يتألم من الاوضاع المتردية لابناء الوطن .... كان يتالم من شدة الفقر الذي يعاني منه اعداد جمة من الشعب المصري .... كان يتالم من كل الفساد الذي استشرى في الاجهزة الحكومية .... كان يتالم من فكرة توريث الحكم..... كان يتألم من كل ماهو جائر على الوطن.
وظل مجدي مهنا في كتاباته ومقالاته الصريحة والجريئة حتى الرمق الأخير من حياته ، ورغم آلامه الشديدة بسبب المرض اللعين فقد واصل برنامجة يواجه الشخصيات العامة ويتناول أجرأ الحوارات معهم.
ومما لا يدع مجالا للشك فان الكاتب الجريء الراحل مجدي مهنا له الكثير من المحبين من المثقفين وايضا من رجل الشارع لما يتناوله سواء في كتاباته او برنامجه الشهير قضايا مصيرية تتسم بحب الوطن والحرص الشديد على ابنائه ولما يتناوله بجرأة وصراحة وموضوعية قل من يستخدمها في الوسط الاعلامي المرئي والمقروأ في زمن الطاغية مبارك الذي سخر الاعلام وكل شئ لحمايته وحماية كرسي الرئاسة .... رغم الطغيان والظلم البين من مباحث أمن الدولة إلا أن الراحل مجدي مهنا ظل ثابتاً على مواقفه الجريئة وصراحته المتناهية طوال حياته وحتى ان لفظ انفاسه الاخيرة .... ظل متمسكا براية الحق في زمن الظالم مبارك الذي كان لايعرف الحق زمن اختفى فيه قول الحق ..... ظل شامخاً ولم يستسلم أو ينحني امام الطوفان ... امام الطغيان ... ظل شامخا امام الريح العاتيه من الظلم .. قمة الظلم والفساد.
وكان الجميع قد اجتمعوا على حب وتقدير للراحل مجدي مهنا حتى من كان يهاجمهم بصراحته المعهودة في الممنوع كانوا يحبونه فقد كان يتسم بالادب الجم فكان عفيف اللسان وذو شخصية هادئة ومع قيام ثورة 25 يناير احسست بان الراحل مجدي مهنا موجود في ميدان التحرير فهذا الرجل وغيره من الشرفاء كانوا في انتظار هذا اليوم العظيم عندما يخرج الشعب عن صمته ويقضي على الظلم والطغيان وقد فعلها الشعب المصري في ثمان عشرة يوماً، فالغائب الحاضر قد اطل علينا في ميدان التحرير فكان هو وكل الوطنيين الشرفاء أول من ذهبوا إلى ميدان التحرير، نعم لقد رأيته في ميدان التحرير.
نسأل الله أن يرحم الكاتب والإعلامي مجدي مهنا رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته ولتسعد روحه لتحقيق ما تمناه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق