الأربعاء، مايو 13، 2009

حي السكاكيني والأيام الجميلة
في أوقات كثيرة أعود إلى الوراء .. إلى فترة الصبا والشباب .. وأعود إلى الحي الذي ولدت ونشأت فيه الا وهو حي السكاكيني.. كنا نسكن في شارع جانبي وهو شارع سليمان آباظة به ثلاثة أزقة أشهرها حارة الفحامين وهذا الشارع كان ملتقى شارعي السكاكيني وشارع رمسيس .
دائماً أعود إلى الوراء وأفكر في هذا الزمن الذي هو بحق الزمن الجميل ، وكثيراً ما اتذكر أبناء الحي الذين عشت معهم أجمل سنوات حياتي وكانت علاقتي مع الجميع قائمة على الحب والمودة وكانوا أخوة لي سواء اكبر أو أصغر مني سناً أو من نفس سني ، كان الجميع يحبون بعضهم البعض ويخافون على بعض .
وكان بيننا جار عزيز علينا جميعاً نعتبره بمثابة أخ وصديق ، وكان يسبقني في العمر حوالي عامين أو ثلاثة وهو "محسن خضر" الذي كان يتولى المسابقات الرياضية في الاجازات وأيضاً في شهر رمضان الكريم ، فكنا نلعب ونتنافس في حب وود فيما بيننا في مسابقات عديدة ، منها الشطرنج وكان يتزعم تلك اللعبة عبد العال الشهير بــــ كوكا ، ومن الالعاب الأخرى الطاولة التي كانت تستهوي معظم الشباب خاصة في المساء في شهر رمضان ، وكان هناك من الاصدقاء يهتم بلعبة كرة السلة وأهمهم أخوين عزيزين يوسف وشقيقة هيثم رحمة الله عليه ، وكان من بين هؤلاء أحمد سامي الشهير بـــــــ بثه كانت له هواية غريبة وهي جمع قطع وأسلاك النحاس والحقيقة كان يقوم ببيعها .
ولكن كانت أهم الهوايات والألعاب بالطبع كرة القدم وكانت مسئولة تنظيم المسابقات في يد محسن خضر ، فكان هذا الإنسان في قمة النشاط ، وكان يمنح جوائز للفرق الفائزة ، والطريف أنه شطبني من جميع الأنشطة الرياضية وذلك لأنني رفضت تسلم جوائز المركز الثاني في أحدى مسابقات كرة القدم ، لأنني شعرت بالظلم من التحكيم وكان هو الذي ادار المباراة النهائية ، وكان شقيقه من ضمن أعضاء الفريق المنافس ، والحق فهو رفض تحكيم المباراة ولكن أنا بحكم كابتن الفريق أصريت على أن يديرها ، ومن المؤكد أنه قام بالتحكيم في منتهى الحيادية ، لكن أنا من النوع الذي لا يحب أن يهزم ، ثم تصالحنا كأن شيئاً لم يكن ، كان هناك حب واحترام .. احترام الصغير للكبير .. عطف الكبير على الصغير .
وختاماً كم أنا سعيداً عندما اتذكر بين الحين والآخر تلك الايام الجميلة التي قضيناها مع الاصدقاء والأحباب في هذا الحي العريق الذي نشأنا فيه وعشنا وتربينا على المبادئ والمثل هذا الحي بازقته وشوارعه ، هذا الحي الذي لا ينسى وكيف ينسى وقد عشقناه.
فتحية لهؤلاء الاصدقاء جميعاً وتحية خاصة للأخ العزيز محسن خضر ....
كان في هذا الزمن سلوك وقيم ومبادئ ........
والسؤال هل من الممكن أن نعود إلى الوراء ؟ نعود لهذا الزمن الجميل .
دكتور/ عماد رمضان سليمان
مدينة نصر - 13 - 5 - 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق