الثلاثاء، مارس 17، 2015

مقدمة كتاب "بشير أغا دار السعادة - تأليف د/ عماد رمضان سليمان

جاء من  زمن بعيد
الشيخ العلامة صاحب الخيرات
وفخر الاغوات
شيخ الحرم النبوي
الأمير
بشير آغا دار السعادة
1657-1746م

Beshir Agha

 تأليف
دكتور/ عماد رمضان سليمان

1433هـ - 2012م

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
الحمد لله الذي أخرجنا بالإسلام من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات ، والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، وشرع الإسلام وجعل له منهجاً ، وأعز أركانه على من غالبه ، فجعله أمناً لمن تمسك به ، وسلماً لمن دخله ، وبرهاناً لمن تكلم به ، وشاهداً لمن خاصم عنه ، ونوراً لمن استضاء به ، وفهماً لمن عقل ، ولباً لمن تدبر ، وآيةً لمن توسم ، وتبصرةً لمن عزم ، وعبرة لمن اتعظ ، ونجاة لمن صدق ، وثقة لمن توكل ، وراحة لمن فوض ، وجنة لمن صبر .
قال تعالى : (( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )) (274) البقرة.
وقال تعالى : (( .... وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (20) المدثر
     هناك الكثير من البشر على مر التاريخ والعصور الذين أنفقوا وينفقون في سبيل الله ولهم الكثير والعديد من الخيرات والعطاءات والصدقات وأعمال الخير والبر من بناء مساجد ومدارس ومكتبات في أماكن عديدة من العالم فكان من هؤلاء "الأمير بشير أغا دار السعادة" فقد كان من العقلاء وأصحاب الرأي والتدبير، فقد تعلم بشير اغا في مستهل حياته العلوم الإسلامية وعلى رأسها علوم التفسير والفقه والحديث وتلاوة القرآن.
فكان بحق عالماً .. مؤمناً له الكثير من العطاءات والخيرات ... مبراً ومحسناً ويعول المحتاجين والفقراء راجياً الله القبول وتنزيل البركات، هذا البشير هو فخر الاغوات .. نخبة المقربين .. مؤتمن الملوك ومقبول السلاطين .. انيس الدولة العلية العثمانية وجليس المقامات الخاقانية(*)، هو الامير بشير .. شيخ الحرم النبوي ، واغا بدار السعادة العظمى، فهو مؤتمن الخزائن السلطانية، مستشار السلطان محمود خان الاول العثماني، سيد اسياد اسطنبول، العالم العلامة وصاحب الاوقاف والخيرات، جمع بين خيري الدنيا والاخرة بفعل الخيرات والمحبب الى الصالحات الذي اختاره الله من عباده على حدود الطاعات ووفق من اصطفاه من عباده الى المسارعة في استباق الخيرات وجعل الصدقة النامية من اعظم القربات، وعليه فقد سجل الأمير بشير أغا ملحمة لا تتوارى ولكنها باقية على مدى الحياة باقية لأن تلك الملحمة شهدت أعمال الخير والعلم فكم تعلم وعاش من نسيجها، والأسطر القليلة التالية سوف تبين جزء يسير مما قام به هذا الأمير رحمة الله عليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* معنى خاقان : الخاقان : لقب لكل ملك من ملوك الترك . والجمع : خواقين تركية.
=
كلمة " خاقان " تركية الأصل، وتطلق على الملوك الأتراك في القرنين السادس والسابع من الميلاد، وأصل اللقب " قان قان "، أي " قان القان "، أو " قان القانات "، وقد دخل هذا اللقب في الإسلام، فأطلق على رؤساء الترك من المسلمين، ومن أقدم استعمالاته كتابته على النقود الإسلامية، أما في عصر ملوك المغول فقد صار لقب " خاقان "، أو " قان " يطلق على رئيس الأسرة المغولية صاحب السيادة العليا على كافة ولاة المغول في أنحاء العالم، بينما تلقب الولاة الفرعيون بلقب " خان "، ومن ثم دخل هذا اللقب مصر في عصر المماليك، فأطلق كلقب فخري على السلطان الأشرف قايتباي في نقش بتاريخ سنة 885 هـ، في وكالة باب النصر، وكذلك أطلقت كلمة " الخاقاني " في نص بتاريخ سنة 901 هـ، في ضريح الأمير يعقوب شاه " ست نصره "، وإطلاق هذا اللقب على سلاطين المماليك يتصل بادعائهم أحقية السيادة على العالم الإسـلامي عربه وعجمه، وكان يلازم لقب " الخاقان " صفات أهمها " الأعظم "، و" العادل "، و" المعظم .
أنظر - المعجمالمعجم الوسيط . - انظر: حسن الباشا، الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار،القاهرة، الدار الفنية، 1409 هـ، 1989 م، ص 271، 273.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي