الاثنين، أبريل 04، 2011

التعليم الفردي واهميته...... دكتور/ عماد رمضان سليمان حسن

التعليم الفردي: Individualized instruction
أسلوب التعليم الفردي يساعد على تنمية العديد من المهارات، وهذا الأسلوب له أكثر من نمط من أنماط متعددة الأمر الذي يتطلب مراجعة الدراسات والبحوث السابقة والأدبيات التي تتعلق بموضوع الدراسة الحالية، والإفادة منها في تصميم وتطبيق التعليم الفردي، بهدف تنمية القيم البيئية ومهارات اتخاذ القرار.
تؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة على أهمية التعليم الفردي الذي ينقل محور اهتمام العملية التعليمية من المادة الدراسية وتنمية الاتجاهات والقيم والمهارات، إلى التلميذ نفسه ويسلط عليه الأضواء ليكشف عن ميوله واستعداداته وقدراته ومهاراته الذاتية بهدف التخطيط لتنميتها وتوجيهها وفقا لوصفة تربوية خاصة بكل تلميذ على حدة لتقابل ميوله الخاصة وتتمشى مع حاجاته الذاتية واستعدادات نموه ولتحفز دوافعه ورغباته الشخصية ليتمكن بذلك من الوصول إلى أقصى طاقاته وإمكانياته الخاصة به.
ومن شأن هذا الاتجاه التربوي الحديث أن يفسح المجال أمام إبراز الفروق الفردية الموجودة بين تلاميذ الصف الواحد وإتاحة الفرصة لكل منهم للانطلاق وفقا لسرعته الخاصة به في التعلم ويستلزم هذا الاتجاه تركيز مخططي العملية التربوية على ما يتمكن كل طالب من عمله وممارسته والاندماج فيه وإتقانه بدلا من التركيز على ما يجب أن يتعلمه أو يعرفه أو يحفظه من معارف ومعلومات جامدة لا يستطيع استخدامها كما كان يحدث في التعليم التقليدي.
وقد تطلب هذا النوع من التعليم بناء نظام تربوي جديد، يقوم على أساس من المعرفة الذاتية لكل تلميذ في جميع مجالات نموه العقلي المعرفي، والانفعالي الوجداني والبدني و الحركي، ليحدد له أهدافا مرحلية مناسبة تنبع من احتياجاته الخاصة به وتحقق مطالبه الذاتية، وتتيح له فرص الاختيار المتعدد ، وتمكنه من ممارسة هذا الاختيار بحرية كاملة مما يساعده على السير قدما لتحقيق أهدافه وفقا لسرعته الخاصة به في التعلم مع عدم فرض أي ضغوط أو قيود عليه أو دفعه إلى تعلم غير ما هو مستعد له.
أهمية التعليم الفردي:
التعليم الفردي هو اللفظ الذي يستخدم ليشير إلى عدد من الخطط التي تحاول أن تكيف التدريس والتعلم لتلائم نواحي قوة المتعلم الفريدة وحاجاته، وينبغي أن يستخدم كلما هدف المدرسون إلى تنمية حاجات الطالب، وقد يكون استخدام التعليم الفردي واجبا حين يكون الطالب معرضا للخطر أو الرسوب أو هناك مشاكل تحتاج المسئولية الذاتية من الفرد وتعاونه مع الآخرين لحلها.
وتشير دراسة وكنس Hawkins 1997 إلى فعالية التعليم الفردي في تدريس التاريخ واستخدام أنشطة تعليمية متعددة، تساعد على تحفيز وتشجيع الطلاب بالبحث من مصادر متعددة وتحرر الطلاب من قيود الوقت، كما تساعد هذه الاستراتيجية التدريسية على التقويم الذاتي للطلاب، كما تساهم في ارتفاع مستوى التحصيل الأكاديمي وتنمية المهارات المختلفة ومنها مهارات اتخاذ القرار، كما تساعد تنمية سلوك صحيح لدى الطلاب.
كما أن استراتيجية التعليم الفردي تنطلق من أهمية تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لتعليم أنفسهم بأنفسهم. وإذا كان هذا التوجه مهم في مجالات التربية عامة فإنه ملح في مجال التربية البيئية لكون هذا المجال حديثا نسبيا، ولأن علاقة الإنسان ببيئته متنوعة ومتشعبة، ولأن البيئة متعددة المكونات متشعبة العلاقات.
كما تتضح أهمية استخدام استراتيجية التعليم الفردي في الوقت الراهن نتيجة الانفجار المعرفي وثورة المعلومات واستفادة الإنسان من التكنولوجيا الحديثة، فأن عملية التعلم عملية مستمرة مدى الحياة فيجب أن يظل الفرد متعلما مدى الحياة ولا ينبغي له أن يكون إلا عالما أو متعلما.
وأن هناك العديد من المصادر غير الكتاب المدرسي والمعلم، يجب الرجوع إليها والتعامل معها ليكتسب الطلاب مهارات الدراسة الذاتية، وأن التعلم الجيد هو التعلم الذي يراعي القدرات الفردية للمتعلم وامكاناته وحاجاته وميوله الدراسية ويسير فيه المتعلم حسب سرعته الذاتية.
والتعليم الفردي يبرز الفروق الفردية بين الطلاب في الصف الواحد، وإتاحة الفرصة لكل طالب للتعلم وفقا لسرعته الخاصة به، والوصول لدرجة الإتقان بدلا من التركيز على ما يجب أن يتعلمه أو يحفظه من معارف ومعلومات جامدة لا يستطيع استخدامها كما كان يحدث في التعليم التقليدي.
وأسلوب التعليم الفردي داخل الفصل الواحد يساعد الطلاب على اكتساب مهارات عديدة من خلال تدريس الدراسات الاجتماعية في مناهج التاريخ وعلم الاجتماع، ومنها مهارات القراءة والكتابة والبحوث، كما ينمى لدى الطالب المسئولية الفردية، وتحسين مستوى أدائه.
كما يتيح للطالب أن يلمس قدراته وامكاناته والوقوف عليها والتكيف من خلال الآخرين، كما أنه يوفر أساليب لمعالجة الصعوبات على نحو فردي دون منافسة الآخرين أو أعاقة تقدمهم. كما أن التعليم الفردي يساعد المتعلم في الحصول على المعرفة واكتساب المهارات، كما يساعد على توفر البيئة التعليمية المتوافقة داخل حجرة الدراسة.
وأيضا يساعد التعليم الفردي على إكساب الطلاب مهارات عديدة منها حل المشكلات التي تتعلق بالبيئة وربطها بالموضوعات التاريخية واتخاذ القرارات السليمة إزاء هذه المشكلات واستخدام أنشطة تعليمية تساعد الطلاب على تنمية القيم البيئية، كما أن التعليم الفردي يحقق انضباط الطلاب داخل حجرات الدراسة خاصة في المرحلة الثانوية.
وقد أشار توماس Thomas 1998 إلى أهمية توظيف مادة التاريخ وربطها بالبيئة، وتدريس المادة من خلال الأماكن التاريخية والذي يمكن الطالب من إبداء الرأي بحربة، وتنمية المهارات الاجتماعية ومنها مهارة الإدارة الاجتماعية للفرد ومهارات اتخاذ القرار، والحكم على السلوك الفردي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي