الأحد، أبريل 03، 2011

دور المعلم في تنمية القيم البيئية......دكتور/ عماد رمضان سليمان

دور المعلم في تنمية القيم البيئية
القيم البيئية هي "مجموعة من الأحكام التي يصدرها الفرد وفق معايير اجتماعية تتصل بمجموعة من المشاعر والأحاسيس التي تعتبر مهمة فـي حياته، ويكتسبها من خلال خبراتـه ومعارفـه، وتُعد موجهات لسلوكه وآرائه، وتحدد هذا السلوك وهذه الآراء إزاء القضايا البيئية، وإصدار أحكام إيجابية للحفاظ على البيئة".
لم تقدم مهنة التدريس اهتماماً واضحاً ومنظماً لمجال تنمية القيم، والذي يتوقع أن يكون أحد العلاقات المميزة في الإعداد لمزاولة مهنة التدريس، ومن ثم فإننا في حاجة إلى مداخل جديدة لإعداد المدرسين للقيام بدور هام في تربية القيم وإثراء دور المؤسسات التربوية في مناقشة وتحديد قضايا القيم، وسوف تؤكد على مجال الفرص المتساوية equal opportunities حيث إن لهذه المهنة مكانتها في الرأي السياسي والعام، فالمعلم يحتاج إلى أن يكون قادراً على المساهمة في تنمية القيم أو على الأقل أن يكون قادراً على التفكير في قضايا القيم، فهو في حاجة إلى التأمل في هذه الأفكار ومناقشتها ومحاولة نقلها إلى مجال الدراسة
.
ويؤكد جو Heimlich, Joe (2002) في "كتابه التعليم البيئي" على أهمية المعرفة البيئية على مستوى الأوضاع التعليمية الرسمية وغير الرسمية، لكل مـن المعلم والطالب من خلال الإطلاع من مصادر مختلفة، وعن طريق المقررات الدراسية، ومن خلال الطبيعة التي هي جزء من المدرسة التي تهدف إلى التعليم البيئي، وقد صنف ستة موضوعات رئيسية لتدريب المعلمين لتحقيق سلوك صحيح نحو البيئة من خلال تنمية القيم البيئية وهي كما يلي:
  • تعريف التعليم البيئي
  • أهداف التعليم البيئي
  • اكمال التعليم النظامي البيئي
  • تعليم بيئي بعد دراسة الطبيعة
  • موارد التعليم البيئي
  • استخدام بعض الموديولات للتعليم
    كما أكد ألكسندر جيمنيز وآخرون Jimenez & Et,al (2000) على أن المعرفة البيئية تساعد الطلاب في تكوين القيم البيئية، وضرورة وضع أهداف محددة لتحقيق تنمية القيم نحو البيئة من خلال توضيح المعلم القيم المراد تنميتها لدى طلابه أثناء تدريس المادة الدراسية المتضمنة القيم البيئية، وإتاحة الفرص أمام الطلاب للمناقشة ومساعدتهم علـى الاقتراح والتقييم وأن يبرروا الأسئلـة المتعلقة البيئية، وتحفيزهم على الإطلاع من مصادر متنوعة، أي أن يتحدوا سلطة الكتاب المدرسي.
    وعلى المعلم أن يجعل غرفة الدراسة غرفة شمولية حيث يتم تغيير النموذج الرأسي في نقل المعرفة وإبداله بنموذج أفقي في التعلم، حيث ينتقل المعلم للاهتمام بتنمية قيم المتعلمين من خلال المادة الدراسية فيكون الاهتمام بالقيم أكثر من مجرد المعرفة والتحصيل، وعليه يصبح المعلم مشرفا على تبسيط هذه الطريقة التي تعمل على ما يلي:
    1- تعزيز مفهوم الذات لدى الطلاب إضافة إلى تعزيز المسئولية الفردية.
    2- تشجيع التعلم الفريقي التعاوني وقبول الآخرين في الفريق.
    3- تنمية الخيال والحدس إضافة إلى الاستدلال والتحليل.
    4- مساعدة الطلاب على استكشاف ذاتهم وقيمهم ومناظيرهم وافتراضاتهم من خلال الآخرين.
    5- حث الطلاب على تقدير العلاقات المترابطة والمتداخلة في الإنسان والعالم.
    6- مساعدة الطلاب على حل المشكلات البيئية واتخاذ القرارات المناسبة الفردية والجماعية.
    ويرى كل من مايتون Mayton وبروك ماثيو Matthew أهمية وجود مناقشة بين المعلم والطلاب حول القضايا البيئية، وعليه أن يحدد معايير واضحة للسلوك المرغوب فيه، وأن يوضح لهم كيفية التصرف مع بعضهم البعض في سياق تعاوني وتشجيعهم على الاهتمام بالجوانب البيئية التي تساعدهم في تكوين قيم بيئية للمحافظة على البيئة.
    وعلى ذلك فإننا إذا أردنا تكوين وتنمية قيم بيئية مرغوب فيها لدى الطلاب فإنه من الضروري تدريب الطالب المعلم والمعلمين أثناء الخدمة على كيفية توضيح القيم البيئية من خلال أساليب تدريسية بعيدة عن التلقين ، واهتمامهم بالبيئة وتدريسها كجزء من مقرر التاريخ لتحقيق سلوك مرغوب فيه نحو البيئة.
    وبناء على ما سبق يمكن تحديد دور المعلم في تنمية القيم البيئية وذلك فيما يلي:
    1- يكون قدوة حتى يحتذي به طلابه.
    2- يساعد طلابه على توضيح قيمهم.
    3- يكون موجهاً ومرشداً لطلابه وتصحيح سلوكهم إلى الأفضل.
    4- يقدم المعرفة البيئية لطلابه لمساعدتهم فـي تكوين القيم البيئيـة المرغوب فيها مـن خلال أنشطة توضيح القيم البيئية.
    5- يساعد طلابه على استكشاف قيمهم من خلال الآخرين.
    6-يشجع طلابه على التعاون فيما بينهم على حل المشكلات البيئية واتخاذ القرارات الفردية والجماعية.
    7- يدرب طلابه على خطوات اتخاذ القرارات تجاه القضايا والمشكلات البيئية.
    8- يترك الحرية لطلابه في اتخاذ القرارات.
    9- يشجع طلابه على الاهتمام بالجوانب البيئية التي تساعدهم في تكوين قيم مرغوب فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي