الاثنين، أبريل 19، 2010

عبد الله النديم المبدع الذي حير الانجليز لسان الثورة العرابية
عبد الله النديم: ولد في مدينة الاسكندرية يوم 10 ديسمبر 1845م، فى أسرة متوسطة الحال وقد لمح أبوه علامات نبوغه فألحقه بـ مسجد ابراهيم بالإسكندرية ليتلقى العلوم الدينية لكن الفتى اهتم بفنون الأدب ونبغ فيها فبرع فى الكتابة والشعر والزجل وتميز نديم فى المناظرات المرتجلة واشتهر بروحه الساخرة، ولد في مرحلة حساسة وحرجة من الحياة السياسية في مصر بتوغل الانجليز في شئون مصر ورياحهم الاقتصادية واطماعهم السياسية والاستراتيجية خاصة بعد حفر قناة السويس هذا النديم الذي زُعر منه الانجليز واستخدم معهم اسلوب الكر والفر.
لم يحترف عبدالله النديم الأدب فى بداية حياته العملية لكنه أصبح المبدع والأديب والخطيب الثائر فهذا لسان حاله ضد الانجليز فبكلماته ألهب حماس الجماهير، ففي الحقيقة كلماتهى هذه كانت بالفعل تحرك الصخر ، فكان النديم أهم قادة الثورة العرابية منذ تدخل الانجليز في الاسكندرية عام 1881م حتى وقوع العرابيين في براثن الانجليز وهزيمتهم.
لقد ظهر عبد الله النديم على الساحة الأدبية والفكرية فى مصر فى وقت كانت البلاد تموج فيه بتيارات الإصلاح والتجديد وكان الشعور الوطنى فى تصاعد مستمر خاصة فى السنوات الأخيرة من حكم اسماعيل حيث سعى الوطنيون المصريون إلى إنقاذ البلاد من عبء الديون الخارجية التى كانت قد أوشكت أن تهدر استقلال مصر وتشكلت التجمعات السياسية مثل جماعة مصر الفتاة وجماعة حلوان التى عرفت باسم الحزب الوطنى وقد التقى النديم بالمجموعة الأولى وظهرت ميوله الوطنية من خلال كتاباته الصحفية وأعماله الأدبية وخطبه التى كان يلقيها فى المنتديات العامة ، وفي عام 1881 أصدر صحيفة التنكيت والتبكيت ثم أصدر صحيفة الطائف ومجلة الاستاذ التي أصبحت لسان حال الثورة العرابية، وكان مضمون كتابته استنهاض همة أبناء الوطن للارتفاع بشأن البلاد.
وفاة عبد الله النديم
عبد الله النديم خطيب ولسان الثورة العرابية، ذو شخصية فذة متعددة المواهب ويُعد مربياً لزعيم مصر الخالد مصطفى كامل، وقد توفي عن عمر يناهز الثانية والخمسين، في الآستانة في 11 أكتوبر 1896م، واحتفل بجنازة النديم رسمياً في الآستانة بأمر من السلطان حيث سارت أمام نعشه فرقتان من الجيش وفرقة من الشرطة وكبار رجال الدولة وعلماؤها يتقدمهم جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد الظافر شيخ مشايخ الطريق الشاذلية في دار الخلافة ومن أشد المقربين إلى السلطان وكثيرون غيرهم فساروا به حيث دفن في مقبرة يحي أفندي في باشكطاش بعيداً عن الأهل والوطن الذي عاش من أجله وقاسى الكثير في سبيله وكان العزاء لروحه يوم أن مات أنها سلمت راية الكفاح إلى الجيل الجديد وعلى رأسه مصطفى كامل ليواصل الجهاد ويقود المرحلة التالية من مراحل الحركة الوطنية في سبيل الاستقلال والحرية، ليت يظهر في وقتنا الراهن من يتكلم بحرية فالحرية هي التي تصنع وتخلد التاريخ.
د/ عماد رمضان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق