مهارات اتخاذ القرارات البيئية
تًعدالقيم العامل المساعد للإنسان على اتخاذ القرارات الصائبة فنحن جميعاً لدينا قيماً مختلفة وبذلك تصبح القرارات التي نصنعها مختلفة وأيضا تصبح سلوكياتنا وأفعالنا تجاه البيئة مختلفة، فعلى ذلك تتضح أهمية غرز قيم مرغوب فيها تجاه البيئة.
كما أن الفرد يعتمد عند اتخاذه القرارات البيئية على مدى شعوره ومدى استعداده تجاه الموضوعات والقضايا البيئية، وأيضاً القيم التي تتحكم في صنع القرار، فهي التي تحدد أهمية المعتقدات والأفعال، تجاه هذه القضايا، وعلى سبيل المثال، هناك أفراد لا يشعرون بالذنب عند تدمير إحدى الغابات في مقابل الحصول على مكاسب اقتصادية، ولكن هناك الآخرون الذين تعتريهم مشاعر وقيم مخالفة تماما لهذا العمل.
وهناك قرارات قد تبدو سهلة، ولكن هناك قرارات أخرى تتسم بالصعوبة التي ترتبط بمشكلة معينة مثل مشكلة تلوث الهواء أو مشكلة سرقة الآثار المصرية القديمة، ويحدد دونالد Donald خمس خطوات لتحديد المشكلة الحقيقية وهي كما يلي:
1. جمع بيانات مبدئية
2. صياغة بيان مبدئي عن المشكلة
3. جمع بيانات أكثر عن المشكلة
4. تحديد العوامل المساعدة لحل المشكلة
5. إعادة تقرير المشكلة، ووضع الحلول البديلة
وقد أوردت العديد من الدراسات والبحوث مثل سو Sue(1993) ويلكنسون وإليزابيث (1997) Wilkinson& Elizabeth وسيلبي سميثSelby Smith (1999) وهامبتون Hampton(1999) وعبد الحفيظ (2002) أهمية البحث وجمع المعلومات حول المشكلة التي تتطلب البت والحسم أي اتخاذ القرار، وتأثير هـذه المعلومات فـي فهم الطلاب أبعاد المشكلـة ممـا يساعدهم على اتخاذ قراراتهم، وهذه المعلومات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة لها تأثير قوي على صنع القرار.
كما أكد المكتب الاسترالي للإحصاءات (1993) على أن العمل الإبداعي القائم على أساس منظم يزيد مخزون المعرفة، متضمنا معرفة الثقافة والمجتمع، واستخدام هذه المعرفة لابتكار التطبيقات الجديدة، ويشير ويست West (1997) بأن المعرفة الجديدة واستخدام المعرفـة الحاليـة فـي الطرق الجديدة تزودنا بمهارات البحث، واتخاذ القرارات الرشيدة، كما لها تأثير كبير على مقاييس الجودة لاتخاذ القرارات وحل المشكلات والتي تتطلب دراسة شاملة.
كما تشير العديد من الدراسات والبحوث التربوية مثل سيف عبدون (1996) ، وهاريس وآخرون Harris & et.al (1999) ونعيمة وسحر (2000) ، ووليم William (2000) إلى أن المعرفة الجديدة واستخدام المعرفة الحالية تُعد من الطرق الجديدة التي تزودنا بمهارات البحث، واتخاذ القرارات الرشيدة، كما لها تأثير كبير على مقاييس الجودة لاتخاذ القرارات وحل المشكلات والتي تتطلب دراسة شاملة.
إن عملية اتخاذ القرار هي عملية بحث عن حل وسط أي أنه لا يوجد بديل في المشكلات البيئية قادراً على تحقيق الهدف تحقيقاً تاماً، والبديل الذي يتم اختياره يكون أفضل في حدود الظروف المحيطة، لأن قيود البيئة والمجتمع المحيطة تحد من عدد البدائل المتاحة، لذا تضع حداً أقصى لدرجة تحقيق الأهداف المنشودة.
وعلى ذلك فإن اتخاذ القرارات الصائبة تجاه البيئة وقضاياها ومشكلاتها التي نتعرض إليها ترتبط بقيمنا البيئية، مما يؤكد على أهمية القيم لدى متخذ القرار ويوضح بيست (2002) Best ذلك من خلال المثال التالي:
ما هي قيمك؟
1. فكر في أهم قرار اتخذته.
2. ما الذي دفعك لأن تقرر ما فعلت؟
3. ما الذي كان مهما لك بشأن هذا القرار؟
4. أبدأ بإيجاد أهم قيمة لك."مثال"
أ- تُقرر أن تشترك في نظافة الحي الذي تسكن فيه، وذلك لكي تشعر بالسعادة لمعاونة الآخرين، أو لتجنب تلوث المكان الذي تعيش فيه أنت والآخرين.
ب- إذا كانت إجابتك سالبة فأنت تريد أن تتجنب شيء ما، مثال إذا قررت عدم الاشتراك في نظافة الحي الذي تسكن فيه.
5. ترتيب القرارات حسب أهميتها، بحيث يكون القرار الأول هو القيمة الأكثر أهمية عند اتخاذ القرار.مثال:
أ- القرار الأكثر أهمية
ب- قرار متوسط الأهمية
ج- قرار أقل أهمية
6. ما القيم الأخرى التي تؤثر في حياتك؟
أضفها إلى القائمة، فمن الممكن أن تُعيد ترتيب القرارات لو أحسست أن هذا سيكون مفيدا.
7. هل تستطيع أن ترى لماذا تكسبك الحياة القيم؟
8.
وعلى ذلك فإن العملية التي يتم بموجبها تحديد المشكلة البيئية والبحث عن أنسب الحلول لها عن طريق المفاضلة والموضوعية بين عدد من البدائل والاختيار الحذر والهادف لحل تلك المشكلة التي من أجلها تم صنع القرار ويعني ذلك عدم اللجوء لأول حل بل يجب تحديد عدة بدائل لحل المشكلة ودراسة تلك البدائل واختيار البديل الأمثل، وأهمية الخبرة المعرفية والمعرفة الجديدة بالبحث عن المعلومات وجمعها لحل المشكلة، فإن تأثير المعلومات كبير في فهم الطلاب أبعاد المشكلة مما يساعدهم على اتخاذ قراراتهم، وهذه المعلومات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة لها تأثير قوي على صنع القرار.
وأن سلوك الطالب وقيمه البيئية يؤثر تأثيراً مباشراً عند اتخاذه قراراً تجاه أحدى المشكلات البيئية، وعليه فعملية اتخاذ القرارات البيئية تتطلب مع قيم الطالب تجاه البيئة، إتباع الأسلوب العلمي في اتخاذ القرار، وهو تحديد المشكلة البيئية، وجمع المعلومات عن المشكلة، وتحديد بدائل لحل المشكلة ودراستها ثم اختيار البديل الأمثل لحل المشكلة، ثم تقييم نتائج القرار.
تعريف اتخاذ القرار:
عندما يواجه الإنسان في حياته اليومية وفي مجالات العمل المختلفة مواقف معينة، يتطلب كل موقف من هذه المواقف منه أن يتخذ قراراً قد يؤثر نتائج تنفيذه تأثيراً بالغ الأهمية، فعلى الإنسان أن يستفيد من الخبرات السابقة التي تعتبر هامة وضرورية عند مواجهة مثل هذه المواقف ولكن على أن لا تطبق بحذافيرها في اتخاذ قرارات ترتبط بالمستقبل، حيث أحداث المستقبل غير مطابقة بالضرورة لأحداث الماضي، كما أن لكل موقف من المواقف التي يواجهها الإنسان ظروفه وخصائصه المرتبطة به والتي يجب أخذها جميعا بالاعتبار إذا ما أردنا أن يستند القرار على أساس علمي وأن يتم التوصل إليه بالطرق العلمية الحديثة بحيث يؤدي إلى النتائج المرغوبة.
وعلى ذلك نلقي الضوء لبعض تعريفات اتخاذ القرار، يعرف "الباز" اتخاذ القرار بأنه "عملية انتقاء أو اختيار منطقي بين اختيارين أو أكثر وفقا لمعايير تتفق وقيم متخذ القرار.
كما يقصد به تقرير شيء أو محاولة للوصول إلى حكم في موضوع من الموضوعات يتم الوصول إليه من خلال الدراسة المتعمقة، وجمع المعلومات المرتبطة بالموضوع، وتحليلها والمفاضلة بين عديد من الاختيارات المتاحة أمام الفرد واختيار البديل الأفضل.
ويعرفه "يونس" بأنه "الاختيار بين البدائل التي تبدو كأنها متساوية".
ويرى "عبدون" بأن اتخاذ القرار هو"القدرة التي تصل بالفرد إلى حل يبغي الوصول إليه في مشكلة اعترضته أو موقف محير، وذلك باختيار حل من بين بدائل الحل الموجودة أو المبتكرة، وهذا الاختيار يعتمد على المعلومات التي جمعها الفرد حول المشكلة، وعلى القيم والعادات والخبرة، والتعليم، والمهارات الفردية".
ويعرف "حداد" اتخاذ القرار على أنه "نظام متكامل بمفهوم النظم حيث مدخلاته هي المعلومات ومخرجاته هي القرارات، أما أنشطته وفعالياته فهي تتمثل في كل العمليات اللازمة لاختيار البديل أو القرار الأمثل والذي يحقق الأهداف المرجوة من اتخاذه".
بينما يعرفه ستيفنسون Stevenson (2001) بأنه العملية التي يتم من خلالها تحديد المشكلة والبحث عن أفضل الحلول لها عن طريق المفاضلة بين عدد من البدائل والاختيار الواعي والهادف لحل المشكلة.
كما يعرف"عبد الحفيظ" اتخاذ القرار بأنه "القدرة على الوصول إلى حكم في موضوعات المقرر المقترح، والمفاضلة بين الاختبارات المتاحة، واختيار البديل الأفضل ويتم ذلك من خلال الدرجة التـي يحصل عليها الطالب في مقياس مهارة اتخاذ القرارات".
ويعرف "عماد رمضان" اتخاذ القرار بأنه "اختيار البديل الأمثل من البدائل المتاحة لحل مشكلة بيئية وفقاً للمعرفة بالحقائق والقيم البيئية لدى متخذ القرار والتي تتطلب الحسم تجاه هذه المشكلة".
مبررات وأهمية مهارات اتخاذ القرار:
يلعب القرار دوراً حيوياً ومؤثراً في حياة الأمم والدول والمنظمات والأفراد، فكلما كان القرار سليما ورشيداً وموضوعياً، كان ذلك دليلا على أن المجتمع بمنظماته يسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف والغايات المنشودة، ولعل الأهمية التي تعطى لعملية اتخاذ القرارات إنما ترجع إلى التأكيد المألوف بأن صفة الحزم والبت هي أحدى الصفات الأساسية الواجب توفرها عند اتخاذ القرار.
واتخاذ القرار هو عملية عقلانية رشيدة تتبلور في عمليات فرعية ثلاث هي البحث Research والمفاضلة أو المقارنة Comparison والاختيار Selection ، فيرى "السلمي" بأن اتخاذ القرار هو اختيار بديل معين من بين بدائل مختلفة للسلوك والتصرف.
ويتطلب اتخاذ القرار مشاركة جماعية تعاونية بين الأفراد، مستفيدة من التجارب السابقة التي يكون فيها القرار فرديا وقد يترتب عليه نتائج سلبية، فالاتجاهات الحديثة ترى بأن القرار الرشيد والموضوعي لا يتخذ بصورة فردية، وإنما بالمشاركة والتداول حيث ترتبط عملية اتخاذ القرار بالحقائق والقيم السائدة وكذلك الجو العام للبيئة الذي له دوره الفعال في عملية اتخاذ القرار، مما يؤكد على أن عملية اتخاذ القرار إنما هي نتائج الجهود الجماعية للأفراد في مختلف المجالات.
وعلى ذلك فالقرار الصائب يتوقف على مدى توفر المعلومات الكاملة الدقيقة عن المشكلة أو القضية البيئية التي تتطلب اتخاذ قرار، لذا لا يتحقق حل المشكلات أو القضايا التي تواجه البيئة مالم يتم جمع المعلومات الكاملة والدقيقة من مصادرها الأصلية، إضافة إلى سلوك وقيم الأفراد التي تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في اتخاذ القرار.
وأن اشتراك الجماعة في اتخاذ القرار له تأثير كبير على جودة القرار، وقد أثبتت الدراسات التي عملت على عدد كبير من الأنظمة التعليمية في أمريكا أن المدرسين الذين يشتركون بانتظام وفاعلية في رسم السياسة والخطط التعليمية أكثر تحمسا لها من غيرهم.
وقد أشار كل من سو (1995) Johnston, Sue والباز (1996)، والحكيمي (2004)، إلى أثر المناهج الدراسية في اكتساب المعلمين مهارات اتخاذ القرارات البيئية، وأن المعلمين يرغبون تحمل المسئولية في اتخـاذ القرارات لاسيما إذا كانت هذه القرارات متصلة بالمناهـج والتدريس، كما توصلت إلى رضا المدرسين عن عملهم يرتبط ارتباطا مباشرا بمدى اشتراكهم في اتخاذ القرارات سواء كأفراد أو كمجموعات.
كما أكد كل من دينس (1996) Denis وروبرت Robert (2001) علـى ضرورة البعـد عـن القرارات الفردية بحيث يأخذ اتخاذ القرار شكل جماعي مشترك، ومن الممكن أن يشترك في اتخاذ القرارات التربوية أعضاء هيئة التدريس والإدارة المدرسية والطلاب فـي العملية التعليمية، كما أن للقيم أهمية كبيرة ومؤثرة عند اتخاذ القرارات في مجال التعليم والتربية، مما يعطي نتائج صائبة ورشيدة وفق الفلسفة التربوية المتمركزة حول الطالب نفسه، وأهداف المجتمع.
العوامل المؤثر في اتخاذ القرار:
يتوقف القرار الصائب على عدة عوامل وهي كما يلي:
1- الخبرة والمعلومات والأساليب:
تتوقف فاعلية القرار على الخبرة السابقة لمتخذ القرار، كما تتوقف أيضا على المعلومات المتاحة له ودقتها وعلى درجة الوثوق بها والأساليب والطرق التي يتبعها عند اتخاذه للقرار.
كما تتوقف قوة القرارات المتخذة وصحتها إلى حد كبير على وجود نظام معلومات كفء وفعال يعمل على توفير المعلومات لمتخذ القرار بالشكل ومستوى الجودة العالي وفي الوقت والمكان المناسبين، والاعتماد على الطرق والأساليب العلمية تساعد في إعداد واتخاذ القرارات الرشيدة، والتي يصعب التوصـل إليها بدون استخدام هذه الطرق والأساليب نتيجة لكثرة عدد العوامل والمتغيرات التي تؤثر في الموقف ودرجة صعوبته ومستوى تعقده.
2- الوقت:
أهمية الوقت الكافي لاتخاذ القرار وذلك لدراسة الموقف ومعرفة العوامل والمتغيرات المؤثرة فيه وتحليلها ومعرفة آثارها المختلفة، فعند اتخاذ القرار الذي يتطلب سرعة البت دون توافر الوقت المناسب للدراسة والتحليل يشكل أحد المشاكل الأساسية لاتخاذ القرار.
3- البيـئة:
بيئة القرار لها تأثيرا كبيرا على نمط سلوك متخذي القرارات وطبيعة وفعالية هذه القرارات، فطبيعة القرارات المتخذة تتوقف على طريقة ونمط سلوك الأفراد القدوة، ومدى توافر الثقة في متخذ القرار من قبل قادته من شأنه أن يشجع على اتخاذ القرار وتحمل مسئولية إصداره، في حين أن كلما تعددت الأساليب الرقابية على متخذ القرار كلما كان الخوف والسلبية والتردد في اتخاذ القرار من سماته أدى إلى نتائج سلبية.
4- جماعية القرار:
كلما أشرك متخذ القرار الأفراد ذوي العلاقة بالمشكلة في الإدلاء بخبراتهم وآرائهم في عملية تحديد المشاكل ودراستها وتحليلها، كلما ساهموا بوعي تام وعطاء سخي ومهارة في تحقيق أفضل النتائج والوصول إلى الأوضاع المثلى المحسوبة نظريا، ويتوقف ذلك على نمط السلوك القيادي الديمقراطي لمتخذ القرار، فيعتبر من العوامل الهامة التي تؤثر على فعالية القرار.
5- القيم والأحكام الشخصية:
أن التكوين النفسي لمتخذ القرار الذي يشمل التعليم والدوافع والاتجاهات والسلوك يُعد من العوامل المؤثرة في اتخاذ القرارات البيئية، وعليه فالقيم والأحكام التي يتبناها الإنسان توفر له أطراً تساعده في مرحلة اختيار البدائل، وترجع أهمية القيم في عملية اتخاذ القرار عند المفاضلة بيـن البدائل المعروضة، وتفسر لمتخذ القرار الأسباب التي جعلته يفضل بديلا على آخر.
ويذهب العديد من الباحثين مثل كلاوس وبيتر Peter (1999) & Klaus وجون وكلايفJohn & Clive(2000) وكريستوف دريتشسلير Christoph Drechsler (2000) وعبدون إلى تأثير القيم على متخذ القرارات البيئية، وقدرته على اتخاذ القرار، ومما سبق يتضح دور القيم واهميتها في تحسين القرارات البيئية وتاثيرها على تلك القرارات وكلما توافرت القيم لدى متخذ القرار كلما كان القرار سليماً، كما يتطلب أيضاً حرية اتخاذ القرار في مناخ يسوده الديمقراطية، لكي يصبح القرار حقيقياً وصائباً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق