العدالة البيئية
د/ عماد رمضان سليمان مدينة نصر ३ ابريل 2011
تُعد البيئة أهم القضايا المحلية والعالمية في وقتنا الراهن، ففي عصر ما قبل التاريخ كان الانسان عبدا للبيئة، فقد كانت علاقته بالبيئة علاقة بسيطة حيث يستفيد من مصادرها ويتكيف معها، بل كانت المشكلات حينذاك تتمثل في خوف الإنسان من الطبيعة وقلة الموارد. معنى ذلك أن البداية كانت سيطرت البيئة على الإنسان، وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أصبح الإنسان سيدا للبيئة وذلك لحدوث تطورات تكنولوجية واقتصادية واجتماعية وانعكس ذلك على عناصر البيئة المحيطة بالإنسان، وفي الوقت الذي زاد فيه الإنتاج في مختلف المجالات تعرضت البيئة لكثير من الأضرار مثل تلوث الهواء والمياه والتربة وانتشار بعض الأنماط السلوكية الخاطئة التي تؤثر على استغلال الإنسان لموارد البيئة الاستغلال الأمثل مما زاد من الأخطار الطبيعية للبيئة. وفي مناقشة قضايا البيئة تظهر نوعين من الاهتمامات: الأول ينظر إلى الاعتداء على البيئة من خلال نتائجه على الإنسان وكل ما هو كائن حي مثل الاحتجاج ضد تشييد طريق سريع بالقرب من المنازل حفاظا على حياة الآخرين، أو الاحتجاج ضد تخزين النفايات النووية The Storing of The nuclear waste protest بسبب تأثيرها على الأجيال المستقبلية، وهذه الاحتجاجات تتعلق بالنتائج والنفع للكائنات الحساسة sentient. أما الاهتمام الثاني يتعلق بالبيئة حيث أن تدمير البيئة مثل تدمير الأشجار يواجه اعتراض بسبب أن هذا السلوك يدمر جمال الطبيعة، فالطبيعة لها قيمتها في ذاتها، ومن جانب أخر فان تدمير الأشجار قد يضر الكائنات الحية التي تعتمد عليها، فتدمير البيئة الجميلة يحرم الإنسان من الاستمتاع بجمالها، إضافة إلى جمال الطبيعة أو البيئة له قيمة في ذاته يجب أن نحافظ عليها. ويرى كاتس (1998) Kates أن الأخطار الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات لها تأثير كبير على المجتمعات الريفية أما في المجتمعات الحضرية فإن الأخطار التي صنعها البشر تسبب تهديدا أكبر من ذلك الذي تسببه الأخطار الطبيعية. وعليه فقد أصبحت هناك ضرورة ملحة وحتمية لتغيير السلوك الإنساني تجاه البيئة وفهمه لها وتكوين اتجاهات وقيم بيئية لكي يتحقق التوافق مع البيئة، ولتحقيق جودة الحياة التي يحياها العنصر البشري، ولكي يتم تحقيق ذلك فمن المهم تنمية القيم والوعي البيئي مما يؤثر على تحقيق التوافق بين الإنسان والبيئة وبالتالي تحقيق العدالة البيئية........... يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق