السبت، يونيو 13، 2009

باراك أوباما مواطنـاً ورئيسـاً
مولده وطفولته:
ولد باراك حسين أوباما Barack Hussein Obama, Jr في 4 أغسطس 1961م في هونولولو بولاية هاواي، لأب كيني مسلم أسود كان يدرس في أحد برامج جامعة هاوي وأم أمريكية بيضاء من ولاية كنساس، واسم باراك هو النطق السواحلـي( اللغة الوطنية في كينيا ) للكلمة العربية بارك، حيث إن مئات الكلمات فـي اللغة السواحلية ذات أصول عربية. هذا وقد انفصلت والدته عن أبيه وهو في الثانية من عمره ليعود الأب إلى كينيا وتصبح الأم مسئولة عن تربيتة، ثم انتقل "أوباما" إلى جاكرتا صغيرا بعد ما تزوجت أمه من مهندس بترول أندونيسي، حيث ولدت أخته غير الشقيقة "مايا"، ويذكر الكاتب الروائي "سكوت تورو" أحد أصدقاء أوباما أنه في تلك الفترة انتظم لمدة سنتين في مدرسة إسلامية ثم التحق بعد ذلك بمدرسة كاثوليكية، وعندما بلغ العاشرة من عمره عاد إلى ولاية هاواي ليعيش حياة مرفهة مع جده وجدته لأمه، وفي تلك الأثناء التقى أوباما بوالده الكيني، وقد عانى في سنوات المراهقة من مسألة تنوع أصوله العرقية وتحديد هويته الثقافية.
وأصبح الآن الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية وأول رئيس من أصول أفريقية يعتلي الرئاسة الأمريكية ويصل للبيت الأبيض.
دراسته وأعماله:
إلتحق بإحدى جامعات كاليفورنيا قبل أن ينتقل إلى جامعة كولومبيا في نيويورك، وتخرج فيها عام 1983 حاصلاً على البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، هذا وقد عمل في مجال العمل الأهلي ومساعدة الفقراء والمهمشين، كما عمل كاتباً ومحللاً مالياً لمؤسسة بزنس انترناشونال كوربوريشن. ثم انتقل للإقامة في مدينة شيكاغو عام 1985 بعد أن حصل على وظيفة مدير مشروع تأهيل وتنمية أحياء الفقراء وفي سنة 1991 تخرج من كلية الحقوق من جامعة هارفرد، ودرس القانون محاضراً في جامعة شيكاغو سنة 1993م.
دخوله السياسة:
في سنة 1996 انتخب لمجلس شيوخ ولاية إلينوي (إلينوي (بالإنجليزية: Illinois) هي ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية، انضمت للاتحاد في 3 ديسمبر، 1818، وكانت الولاية الحادية والعشرين. أعطى المستكشفون الفرنسيون للولاية هذا الاسم، عاصمة إلينوي هي سبرينج فيلد. أكبر مدنها شيكاغو حيث يوجد بها مشرق الاذكار البهائي الذي فاز بالمركز الاول لافضل المعالم السياحية بولاية الينوي. تسمى IL اختصاراً من المدن الكبيرة أيضاً - روكفورد وتقع في شمال الولاية.
(بيوريا وتقع في وسط الولاية) ، لينخرط بشكل رسمي في أنشطة الحزب الديمقراطي، وفي نوفمبر سنة 2004 فاز في انتخابات الكونغرس عن ولاية إلينوي بنسبة 70 %من إجمالي أصوات الناخبين في مقابل 27% لمنافسه الجمهوري، ليصبح واحداً من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي سناً وأول سيناتور من أصل أفريقي في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكي.
وصوله إلى الرئاسة: (الثلاثاء الحاسم وفوز أوباما الساحق)
بدأت في صباح الثلاثاء 4 نوفمبر عمليات الاقتراع للاختيار بين مرشحي الرئاسة لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في جميع أنحاء البلاد، كان هناك اقبال كثيف قياسي مع ساعات الصباح الاولى، اوباما صوت هو وزوجته في شيكاغو، وبيل وهيلاري كلينتون صوتوا في نيويورك هذا وقد أدلى ما يقرب من 130 مليون أمريكي بأصواتهم في عمليات الاقتراع، هذا وتوقع مراقبون قبل الانتخابات الى احتمالية أن يحقق الديمقراطيون نصرا كبير في الانتخابات في مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الأمريكي (هو المؤسسة الدستورية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية ويعتبر الهيئة التشريعية في النظام السياسي ويتألف من مجلسين هما : مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس النواب الأمريكي) ، حيث يعتقد أنهم قد يحققون أغلبية في المجلسين للمرة الأولى منذ عقود.
أعلنت في حوالى الساعة الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش (الساعة العاشرة بتوقيت وسط امريكا) في وسائل الاعلام الأمريكية عن فوز باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرابع والأربعون.
في 5 نوفمبر 2008 تم الاعلان عن انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بعد منافسة مع السيناتور جون ماكين، ليكون بذلك أول أمريكي من أصول أفريقية يتولى هذا المنصب كما ذكرنا من قبل، وقد أعلن عن فوزه بالرئاسة قبل ظهور نتائج ولايات الساحل الغربي للولايات المتحدة، حيث تخطى بسرعة حاجز ال 270 صوتاً في المجمع الانتخابي، (يتألف المجمع الانتخابي Electoral votes من 538 ممثل للشعب الذين يقومون رسميا باختيار الرئيس ونائب الرئيس للولايات المتحدة، المجمع الانتخابي هو مثال للانتخابات غير المباشرة Indirect election،ونظام المجمع الانتخابي بدلا من التصويت مباشرة لصالح الرئيس ونائب الرئيس من قِبل مواطني الولايات المتحدة يتم التصويت لصالح ناخبين المجمع الانتخابي والذي يقوم بدوره بانتخاب الرئيس ونائبه كما ينص الدستور الأمريكي) اللازمة لدخول البيت الأبيض بعد فوزه بولايات حاسمة مثل فرجينيا وأوهايو وبنسلفانيا، وفاز أيضاً بولايات كلورادو وكاليفورنيا وأيوا وفيرمونت والعاصمة واشنطن وكونيتيكت وميريلاند وماساتشيوستس وماين ونيوجيرسي وديلاوير ونيوهامبشاير وإلينوي ونيويورك وويسكونسن ورود أيلاند ومينيسوتا ونيو ميكسيكو وهاواي وأوريجون، وبحسب آخر تقديرات حصلت عليها بي بي سي وصل فوزه إلى 349 صوتاً في المجمع الانتخابي مقابل 162 لماكين.
هذا وقد أعرب الرئيس محمد حسني مبارك في برقية تهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما عن تطلعه لإسهام الرئيس الجديد في حل القضية الفلسطينية والعمل البناء لتحقيق السلام الشامل والعادل باعتباره المطلب الرئيسي لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
ورحب "أحمد أبو الغيط" وزير الخارجية بانتخاب أوباما ونائبه جوزيف بايدون.. وقال لدى وصوله إلي الصين نأمل أن تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة علي أن تكون قضايا الشرق الأوسط والعلاقات المصرية الأمريكية والعربية الأمريكية وبين الإسلام والولايات المتحدة من الأولويات.. وأن تتوصل إدارة أوباما إلي صيغة ايجابية سريعة لتحقيق استقرار العراق وأفغانستان والعمل علي تسوية فلسطينية إسرائيلية سريعة تؤدي لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وبناء على ما سبق يأتي إلى اذهاننا بعض الاسئلة التي تحتاج إلى إجابة ولكن الإجابة عليها سوف تكون في المستقبل القريب وهي كما يلي:
  1. هل ينجح الديمقراطيون في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وإزالة ركامات بوش الأبن؟
  2. هل تنتهي التدخلات العسكرية الوحدية المتمثلة في الإدارة الأمريكية؟
  3. هل يتحقق الحلم العربي والفلسطيني بإعلان دولة فلسطين العربية المستقلة؟
  4. هل تتحقق المعادلة الصعبة باحترام ثقافة الآخر (الدول النامية) ووقف الهيمنة الأمريكية؟
  5. هل تتم المصالحة الافغانية الامريكية .. والعراقية الامريكية؟
  6. هل تتوازن القوى بين الدول الشمالية والجنوبية .. الشرقية والغربية .. على المستوى العالمي؟
  7. هل يتفهم الغرب سماحة ومبادئ الإسلام ؟
ترى ماذا تسفر عنه الأيام المقبلة، تلك الأيام سوف تجيب عن تلك الاسئلة، ونتمنى أن يتحقق السلام العادل والشامل لكل دول وشعوب العالم، وأن يسود العالم باسره الوفاق والمساواة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق