الأحد، مايو 09، 2010

القاهرة المعذبة ترتدي الرداء الاسود
لا يختلف اثنان على عشقنا لمدينة القاهرة... ولكن ما الذي حدث ولماذا؟ اسئلة كثيرة تخطر في اذهاننا وعقولنا.
من الفاعل؟ من الذي أوقع القاهرة الجميلة في الماساة التي تعيشها الآن؟
تحولت القاهرة من مدينة جميلة غناء ... نظيفة..... تملؤها ميادين وشوارع فسيحة واشجار ونخيل كانت كأنها عروس ترتدي فستان الزفاف الابيض ، تحولت في وقتنا الراهن إلى مديتة مليئة بالتلوث والازدحام هذا الازدحام فاق المعدلات الطبيعية فقد وقع بالقعل الانفجار السكاني.... واصبحت القاهرة بالفعل مدينة المتناقضات ...... اصبحنا نرى الكباري العلوية أكثر من الضوارع ...... اصبحنا نرى السحابة السوداء من كل خريف تغطي سماء القاهرة.
لقد اشتاق لنا التلوث فتلك المدينة قد سقتها الدول الاوروبية في معدلات التلوث ثم عالجت وتعالج التلوث أول بأول ، ولكن كيف لا نصل للدول الاوروبية في معدلات التلوث بل نتفوق عليها أيه الخيبة ده ، فالتوث الذي تعاني منه القاهرة وسكانها أيضاً كسر المعدلات الطبيعية من الانبعاثات الملوثة للهواء كأننا نتصارع على ميدالية أولمبية، مش بقلك خيبة قوية حتى الهواء أصبح مدفوع الأجر لكي تحصل عليه.
على فكرة كنا من سنوات مضت نضحك في سخرية ونقول بكرة يبيعوا لنا الهواء..... فهذا الذي حدث بالفعل فهواء القاهرة مسمم لدرجة عالية.....ولا تخلوا الامراض من سكانها.
أصبح الهواء مثل رغيف الخبز.... التعليم...... المأكل..... المشرب...... الملبس...... زواج الشباب.........أصبح أمر صعب الحصول عليه مثل كل ما سبق. والآن الصفوة القليلة (الصفوة هي الناس القادرة على تحقيق أي حاجة بالاموال وهو مصطلح ظهر في مصر حديثاً)
هي التي تتمكن من شراء الهواء فيبتعدون عن المدينة الملوثة ويتنقلون في قصورهم سواء في الساحل الشمالي أو شرم.... (شرم ليست للمواطنين المصريين العاديين بل هي مدينة للحكام دون المحكومين وللاثرياء والاجانب والسياح ولكل من هو يهودي يالا الاسف.
القاهرة تبكي بكاء مريراً...... القاهرة تحتضر وتلفظ انفاسها الاخيرة ، ذكرنا من هو الفاعل والفاعل هو سوء الادارة وسوء التخطيط العمراني وتدهور الاقتصاد المصري دوماً الذي سبب في الهجرة الداخلية من الريف والجنوب المصري إلى قاهرة المعز. وكذا من الاسباب الرئيسية هؤلاء المنتفعين، للأسف ماتت القاهرة ............. ماتت المدينة التي كنا نحبها ونعشقها ............ ماتت ولن تعود ......... ماتت ولبست الرداء الاسود، الله يرحم القاهرة زمان.......... ويرحم شوارع وهواء وأزقة وميادين وأشجار قاهرة المعز وصلاح الدين ومحمد علي والخديوي اسماعيل.......... الله يرحم أيام زمان.
دكتور/ عماد رمضان سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي