الأربعاء، مايو 04، 2011

كيكة ولكن ..... دكتور/ عماد رمضان سليمان

كيكة ولكن

من هذا العنوان يخيل للبعض بان الاسطر التالية ستتناول طبق من الحلويات... أو طرقية عمل الكيك، ولكن كيكة هذا يُعني أحد المسجلين الخطرين.

البداية كنت ابحث عن كهربائي لعمل بعض الاصلاحات الكهربائية لدي.. وقد عثرت على محل للادوات الكهربائية فتوجهت نحوه ووجد شاباً في اواخر الثلاثينيات من عمره، وسألته عن أحد العمال الفنيين في الكهرباء.. فرد علي بانه يقوم بهذه الاعمال... فوافقته وجاء معي وبينما منا في طريقنا لمحت في يداه بعض الاثار التي توحي بانه ضرب بسلاح أبيض... في الحقية باسلحة بيضاء لان ذراعية مملوئتين باثر ضرب ولمحت بعض الاثار على وجهه أيضاً... فتنبهت بان عامل الكهرباء هذا من الخطريين...

فسألته عن سبب هذه الاثار، فقال لي بصراحة متناهية تدل على مدى جهل هذا الشاب فرد قائلاً بانه مسجل خطر وقال انه سجن ست سنوات ثم ثلاث سنوات أخرى فاثنتين وأخيراً ستة أشهر.

وهممت بسؤاله عن سبب ذلك... فقال بسبب خناقات ومع بعض الناس الخطرين وغير الخطرين... واسترد قائلاً بانه ضرب واحداً بسكين وشق له كل وجهه .... وآخر شطرت فروت رأسه وغيرهم كثيرين.

ويستطرد حديثه ويقول لي انا اتظلمت ... اتظلمت من الحكومة واتظلمت من الناس، فقلت له انت اذيت الناس واخذت عقابك ... فقال لي لا .. واخذ يقص علي بانه كان يسير في احدى الشوارع واشتبه فيه احد ضباط الشرطه، وطلب منه امين شرطة كان مع الضابط بان يعطيه نقود لكي يتركه ويتوسط له لدى الطالب... وقال لي قد رفضت فانهال علي بالضرب على وجهي.

بعدها لست ادري ما حصل ولكنني تحولت بعد هذه الواقعة إلى مجرم اريد ان انتقم من اي شخص ، فقد القى بي امين الشرطة هذا في الحجز ايام لست اعرف عددها... من بعدها خرجت من الحجز واصبحت أاخذ حقي بيدي.

ثم سألته وهل ندمت على ذلك ؟ فرد قائلاً... لا .. وهذا يدل ايضا على مدى جهل هذا الشاب وعدم وعيه.

واعتقد ان سبب النظام البائد ... نظام الطاغية.. هو السبب الرئيسي فيا وصل اليه هذا الشاب وغيره كثيرين من الشباب العطلانين والجهلاء .... هذا النظام السابق عمل على تجهيل الشعب وتجويعه... بالفعل كان نظام غبي لايفهم.

وقد رأيت أيضا بعض الرسومات في يده والعديد من الوشم فقال لي هذا عقرب باشارة من يده وذراعية مليئتان بالوشم الغريب .... وقال لي ان ظهره ايضا مرسوم به وشما كبيرا وقال لاجل اخي فسالته ماذا حصل لاخيك؟

فرد قائلا انه في السجن ربنت يفك حبسة ... فقلت له وهل اخيك مسجون ايضا بسبب الضرب والاعتداءات والبلطجة على المواطنين .... فرد قائلا ... لا ... دا مسجون في قضية مخدرات.

سالته يوم انسحاب الامن من مواقعهم وحرق الاقسام ... ماذا فعلت؟

فاجاب... لقد اخذت اربعة اشخاص تابعيت لي ... فقاطعته بسؤال هل مسجلين خطر مثلك ؟

فرد قائلا "لا" دول بس اشقياء فاسترد في كلامه وقال عندما ابلغنا احد الاشخاص بان الاقسام فارغة وان رجال الشرطة تركوها فتوجهت مع هؤلاء الاربعة وبدانا نكسر في القسم ونحرقه ... هذا وقد سرقت بوابة القسم اصل يابيه دول ياما حبسوني ثم اخذت سيارة نصف ميكروباص وتوجهت لمحل تجاري كبير ( ماكرو ) مثل غيري ، وقد اخذت الكثير من البضائع والاجهوة الكهربائية تقدر بنحو 120 الف جنيه كما اخذ غيري الكثير ويسترد قائلا ... هذا حقي يابيه اصل الحكومة ياما نهبتنا دا الريس (المخلوع) طلع اكبر حرامي.

وسالته .... هل هذا حلال أم حرام ؟

اجاب ... طبعا حلال هو احنا نموت وما نعش زي الناس، "طبعا ان دل يدل على مدى الجهل المطبق لهذا الشخص.

فهل هو جاني أم مجني عليه؟ هذا هو السؤال.

ان الفساد الذي استشرى في البلاد كان كالسرطان ... فساد الحاكم المخلوع ... فساد رجاله ... فساد الرجل البرلماني الدولي فتحي سرور للاسف الشديد... فساد كل النظام ... نظام الطاغية ... فساد في كل مناحي الحياة بدون استثناء ، شء مفجع ... كارثة بكل المقاييس.

ارجع الى الوراء قليلا واتذكر عندما كنت اشاهد جلسات مجلس الشعب كان الضغط يرتفع عندي فكنت لا استطيع ان اكمل المشاهدة والاستماع من شدة الاستفزاز وكان على رأس هذا الاستفزاز هذا المدعو بفتحي سوسو ... والقواد صفوت الشريف صاحب الاسم الحركي " موافي" زمن عبد الناصر. والذي وصل لوزارة الاعلام ثم رئاسة مجلس الشورى، هذا القواد موافقي لا يستحق ان نكتب عنه شيئا ... الا ان نقول انه الفساد نفسه.

ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي وعاطف عبيد واحمد نظيف والمدمر يوسف بطرس غالي والطبال احمد عز مهندس الفساد والمزور والحرامي الكبير وغيرهم كثيرا من الوزراء ورجال الاعمال الفاسدين.

من المفترض ان شرعية الثورة تبيح بحق مصادرة كل الاموال والاملاك والمصانع والمؤسسات والاراضي المنهوبة من هذا الشعب الذي كان ينبش الكثير من اطفاله في المخلفات لكي يسدوا جوعهم.

وليس هؤلاء فقط فهناك الكثير من الفاسدين من المحافظين والمجالس المحلية وامن الدولة وغيرهم ويأتي ايضا نجلي الطاغية مبارك "جمال وعلاء" الاول اكبر فاسد سياسي في مصر وافسد الحياة السياسية ونهب الاموال وكان يحلم بحكم مصر . افلا يعلم بان مصر اكبر بكثير منه ... مصر التي حكمها محمد علي باشا والخديوي اسماعيل والملك فاروق ... كيف يتخيل الطفل المدلل بانه سوف يصبح يوما من الايام حاكما لمصر.

والثاني هو تخصص خزن اقصد تخصص سرقة ونهب اموال الشعب وكذا الاراضي والعقارات ، وشراء القصور في الداخل والخارج ومشاركة رجال الاعمال في مؤسساتهم اجباريا.

ويأتي ايضا على راس الفساد الذي كان يتراسه الرئيس المخلوع الحزب الواطي "الوطني" الذي سقط بسقوط الطاغية فكان هناك المفسدين في امانة السياسات وغيرهم ومنهم د. عبد الحي عبيد رئيس جامعة حلوان السابق... وايضا نبيل لوقا بباوي الشخص المجرم الذي كان في جهاز الشرطة سابقا وابراهيم كامل بطل موقعة الجمل الشهيرة، وغيرهم كثيرين معلومين ومجهولين، ولا ننسى سوزان التي ورثت مكتبة الاسكندرية والمنح التي ترد لمصر ... والله لا تستحق ذكر اسمها.

عاشت مصر حرة وعاش شعبها العظيم ، والشعب الآن يطالب بالتطهير ومحاكمة هؤلاء الفاسدين سريعا وعلى رأسهم الطاغية مبارك الذي كان يطلع علينا في خطاباته ويقول ... اعلكوا أيه ما انتم بتزيدوا....

كان المفسد الكبير دائما يقول لا مساس لمحدودي الدخل يبدوا انه لم يدرك بان محدودي الدخل اصبحوا معدومي الدخل.

وعليه فمن الضروري محاكمة هذا الطاغية ... محاكمته لافساده الحياة السياسية في مصر وتعمده تجهيل الشعب وتجويعة ، فمن اقاله ايضاً عندما سُأل عن معاناة الكثير من الشعب المصري للفقر المطبق .... وللأسف رد قائلاً وايه يعني ما احنا كنا فقراء ... هذا الطاغية نهب مصر وشعبها..

هذا الطاغية أهمل ملف مياه النيل ولم يعتري له شيئا... ولا حتى التفاوض مع دول الاندوجو ولو من بعيد، يكفي هذا الطاغية انه وضع يده في يد العدو الصهيوني ليس هذا فحسب بل عمل على مصلحة الدولة الزعومة باسرائيل وتدعيمعا اقتصادية عن طريق اتفاقية الكويز وكذا تصدير الغاز اليها على حساب الشعب المصري، وتعيمها سياسيا بترك القضية الفلسطينية تتداعى ومنحه تاشيرة المرور للصهاينة بقتل الشعب الفلسطين.

ويتعدى الامر باوامره والتآمر على قتل شباب الثورة العظيمة ... ثورة 25 يناير والأمر الآن يتطلب اعدام هذا الطاغية ولا نتساهل في حق كل الق للشعب المصري العظيم.

تحيا مصر ... وعاش شعبها العظيم.

"إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (المائدة : 33)

الجمعة 8 – 4 -2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي