الخميس، يناير 21، 2010

القاهرة كما رآها الخديوي إسماعيل "إبداع وجمال"
إعداد الدكتور/ عماد رمضان سليمان
تعد مدينة القاهرة من أكثر مدن الشرق التي استأثرت بالكتابات والتأريخ حيث أطلق عليها لقب " جوهرة الشرق " ، نظراً لأن عمر تلك المدينة يزيد على الألف عام، منذ مجئ الفاطميين إلى مصر، على أن شواهد التاريخ تؤكد أن مكان هذه المدينة كان عاصمة لمصر في أغلب فترات تاريخها، إذ يرجع البعض اتخاذها عاصمة إلى سنة 98 ميلادية عندما بني حصن بابليون والذي ما تزال بقاياه موجودة حتى الآن، وعندما جاء عمرو بن العاص لفتح مصر أقام عاصمته الجديدة الفسطاط بالقرب من ذلك الحصن (سنة 20هـ / 639م)، ثم مدينة "العسكر" التي بنيت (سنة 133هـ / 751م)، ثم اتخذ أحمد بن طولون* "القطائع" (سنة 256هـ / 870م) عاصمة للدولة الطولونية في مصر، كما اتخذها محمد بن طغج الاخشيد*عاصمة لدولته والتي عرفت بالدولة الاخشيدية، ثم أنشأت "القاهرة" وشملت المدن الثلاث في عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله على يد جوهر الصقلي عام 969م والتي مازالت تحمل الاسم ذاته حتي اليوم.(1) والقاهرة هي عاصمة مصر وأهم مدنها، فيبلغ عدد سكانها حوالي80 مليون نسمة حسب إحصائيات 2007 يمثلون 10,73 % من إجمالي سكان مصر، في حين يبلغ عدد سكان القاهرة الكبرى 20 مليونًا ونصف مليون نسمة، ويسكنها أكثر من ربع سكان مصر ، وتصل الكثافة السكانيـة بها إلـى أكثر من 15 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع، وهي أكبر مدينة أفريقية والاكثر ـــــــــــــــــــ * الاخشيد لقب إيراني تلقب به الأمراء، منحه الخليفة الراضي العباسي لمحمد بن طغج لكسب مودته إلى جانبه ويدل هذا على مكانة الاخشيد في مصر وما بلغه من سلطان ونفوذ كبير. * أحمد بن طولون هو مؤسس الدولة الطولونية، وقد عني بأمور شئون دولته وما يتصل بها من مناحي الحياة، وأنشأ في مسجده المعروف باسمه إلى اليوم، ولا يزال شاهدًا على ما بلغته الدولة من رقي وازدهار في فنون العمارة، وأنشأ البيمارستان، واهتم بالزراعة فعُني بتطهير نهر النيل، وشق الترع، وإقامة الجسور، كما اهتم بالصناعة، ونتيجة لذلك عمَ الرخاء، وازدادت مالية الدولة، واستغل ابن طولون ذلك في تحسين أحوال الناس المعيشية. 1- شحاته عيسى إبراهيم: القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2001م، ص ص 15 – 73. والأكثر سكاناً في أفريقيا والشرق الأوسط، وتشغل كامل مساحتها مدينة واحدة ، وبالرغم من كونها كمدينة هى الأكبر إلا أنها تعد من أصغر محافظات. (1) و سميت تاريخيا باسم مدينة الألف مئذنة لكثرة مساجدها، أسسها القائد "جوهر الصقلي" ولتكون عاصمة "المعز لدين الله" القادم من تونس لفتح مصر بعد أن أسس الدولة الفاطمية في تونس و عاصمتها الأولى المهدية، وقد قام جوهر الصقلـي سنة 358( هـ / 969 م ) ببناء سور حول ثلاث مدن (الفسطاط والقطائع والعسكر)، وقام بتسمية المدن الثلاث القاهرة، والتي تقع على ساحل النيل في طرفه الشمالي الشرقي، قبل القاهرة في مكانها الحالي بحوالي ميلين، وكان النيل عندها ينقسم إلى قسمين، وموضعها كان فضاءً ومزارعَ بين النيل والجبل الشرقي ليس فيه من البناء والعمارة سوى حصن بابليون الذي يطل على النيل من بابه الغربي الذي يعرف بباب الحديد، واستفادت الفسطاط من موقعها على النيل بنتيجتين، فقد يسّر النيل للأهالـي سبل الحصول علـى الماء من جهة، وخدم توسعها العمراني من جهة ثانية. (2) فكانت القاهرة بموقعها الجغرافي تتحكم في طرق المواصلات التجارية الداخلية والخارجية بين مصر والشام، وبين مصر والحجاز، وقد اكتشف هذا الموقع الاستراتيجي الفراعنة و البابليون والرومان، فاتخذ منه الفراعنة مكاناً لمدينة كبيرة، ثم جعلها البابليون مكانًا لاستقرارهم عند نزولهم في مصر، ثم اتخذه الرومان مقراً لدفاعهم يصلون به الوجهين البحري والقبلي، ويدفعون منه كل معتد خارجي على مصر، والقاهرة من حيث المناخ، تتبع المناخ شبه الصحراوي، فهي حارة نهارًا وباردة ليلاً، لا ينزلها المطر إلا نادرًا كما هو الحال في باقي إقليم مصر ما عدا الاسكندرية. (3) وتعاقب على حكم مصر العديد من الحكام وظلت القاهرة عاصمة لمصر إلى أن اعتلى الخديوي إسماعيل حفيد محمد علـي باشا مؤسس النهضة الحديثة فـي مصر وابن إبراهيم باشا ـــــــــــــــــــ 1- أحمد محمد عوف: موسوعة حضارة العالم، ج6 الموسوعة الحرة، ويكبيديا، 31-9-2008م. 2- علي مبارك: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة، ج1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994م، ص ص 4- 5. 3- علماء الحملة الفرنسية، ترجمة زهير الشايب: موسوعة وصف مصر، مكتبة نهضة مصر للطباعة والنشر، ج4، 2002م، ص ص 224- 229. الفاتح العظيم حكم مصر ، وهو مـن الشخصيات الهامة والبارزة في تاريـخ مصر الحديث إبان القرن التاسع عشر الميلادي، لقد حكم مصر الخديو إسماعيل سبعة عشر عاماً (1863 – 1879م) وترك حكمه دون إرادته، وبغض النظر عن سياسة إسماعيل المالية من الاستدانة التي سببت إغراق مصر في الديون وكذا التدخل الاجنبي الذي كان تمهيداً للاحتلال البريطاني لمصرنا الحبيبة، وبعيداً عن سياسته الداخلية والخارجية ووقوفه في وجه التدخل الأجنبي السافر وشجاعته في مقاومـة الدول الأوروبية وعدم اكتراثه بكرسي الحكم في سبيل دفاعه عن حقوق البلاد.. البلاد التـي أحبها وعشقها، وبعيداً عن نفيه وغربته عن وطنه، ثم وفاته وعودته عكس ما كان يريد أن يعود، فقد عاد جثماناً، فقد أحب إسماعيل مصر حباً جماً وعشقها عشقاً جميلاً، فأبدع وجمل مصرنا العزيزة.. وعليه سوف نتناول بعضاً من هذا الابداع والجمال. رغم اختلاف المؤرخين حول الخديوي إسماعيل وفترة حكمه إلا أنه اهتم كثيراً بالناحية العمرانية والجمالية وتحسين البيئة المصرية من خلال التعليم والزراعة والصناعة والعمران والصحة واللمسة الجمالية لعاصمة البلاد .. القاهرة. ويقول "الرافعي" بأن ميول اسماعيل اتجهت نحو تنظيم المدن وتخطيطها وتجميلها خاصة مدينة القاهرة، فكان بحق باني القاهرة الجديدة بشوارعها وميادينها وحدائقها وعمائرها ونظافتها، فقد أدرك اسماعيل منذ دراسته بباريس بأهمية التحديث والعناية بالبيئة فتجلت أعماله في فتح الشوارع والميادين والاحياء الجديدة وتجميل المدينة وتوفير الهواء النقي من خلال المتنزهات والحدائق، لذا كانت له اللمسة الجمالية في المدينة العريقة. (1) وقد تأثر إسماعيل بالحضارة والعمران في باريس، وعندما عاد منها أراد أن يطور عاصمة البلاد وأن تُخطّط على الطراز الأوروبي، لذا عهد إلى المهندس الفرنسي جورج هاوسمان "George Haussman" رئيس بلدية باريس، صاحب مدرسة تنظيم المدن الحديثة، ومخطط العاصمة الفرنسية التي اقتدت بها كثير من مدن أوروبا في تخطيط عواصمها في القرن التاسع عشر، عهد إليه تخطيط القاهرة.(2) ـــــــــــــــــــ 1- عبد الرحمن الرافعي: عصر لإسماعيل، ج2، ط4، دار المعارف، 1987م، ص ص 29، 30. 2- عبد المنعم إبراهيم الجميعي: المجلة التاريخية المصرية، الخديو إسماعيل وبناء القاهرة الحديثة (مشروع باريس الشرق)، الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، الجلد رقم (41)، 2001 – 2002م، ص 95. كما عهد إلى "علي باشا مبارك"* إعداد برنامج شامل لتخطيط وتطوير القاهرة الحديثة، وقد أسند إليه "ديوان الأشغال العومية" عقب عودته من باريس. (1) كان إسماعيل شغوفاً بحب البناء والشكل الجمالي، وأبدى اهتماماً كبيراً ببناء القصور كقصر عابدين والاسماعيلية الصغير والجيزة والجزيرة وقصر القبة وبولاق وقصر الزعفران بالعباسية، وغيرها بالاسكندرية والمنصورة والمنيا والروضة، كما اهتم بتنظيم القاهرة فأنشأ كوبري قصر النيل البديع ليصل الجزيرة بمصر، وربطها بجسر بالجيزة وهو كوبري البحر الأعمى (كوبري الجلاء حالياً) ، كما اهتم أيضاً بالبيئة والصحة فعمل على غرز الاشجار وتشييد الحدائق الغناء والاعتناء بالمناظر الطبيعة الرائعة وبناء المستشفيات. (2) والطرق المعبدة وأهمها الطريق المعبد بين القاهرة والأهرامات الذي رصف بالحجارة سنة 1869م بمناسبة دعوة الخديوى إسماعيل أباطرة و ملوك العالم و منهم الامبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا و فرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا وملك المجر وولى عهد بروسيا والأمير هنرى شقيق ملك هولندا و سفيرا إنجلترا و روسيا بالآستانة وذلك لحضور حفل افتتاح قناة السويس16 نوفمبر سنة 1869م. (3) وتعد فترة حكم الخديو إسماعيل من أفضل فترات تجميل وتطوير مدينة القاهرة خاصة أن محمد علي باشا لم يكن يهتم بالعمران وكان لديه اهتمامات أخرى على رأسها الاقتصاد والصناعة ـــــــــــــــــــ * ولد علي مبارك في قرية برنبال الجديدة التابعة لمركز دكرنس محافظة الدقهلية سنة 1824م ونشأ في أسرة كريمة وحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم التحق بمدرسة الجهادية، ثم انتقل إلى المدرسة التجهيزية بعد الغاء مدرسة الجهادية، ثم المهندسخانة سنة 1839م، وكان ضمن طلاب البعثة المصرية التعليمية إلى فرنسا وكان من بين أعضاء هذه البعثة نجلا محمد علي، الاميران حسين بك وحليم بك، واثنين من احفاده هما الامير أحمد بك واسماعيل بك (خديوي مصر). للتفاصيل أنظر: محمد عمارة: علي مبارك: مؤرخ ومهندس العمران، دار المستقبل العربي، القاهرة، 1984م، وانظر أيضاً: حسين فوزي النجار: علي مبارك أبو التعليم، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1967م. 1- عرفه عبده علي: القاهرة في عصر إسماعيل، الدار المصرية اللبنانية، 1998م، ص 29. 2- علي مبارك: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة، مرجع سابق، ص ص 85، 86. 3- محمد صبري: تاريخ مصر من محمد علي إلى العصر الحديث، مكتبة مدبولي القاهرة، ط2، سنة 1996م، ص 143. وبهما وضع أساس مصر الحديثة ، أما إسماعيل فقد وضع جل اهتمامه في العمران وخاصة مدينة القاهرة، فظهرت العديد مـن الانجازات المعمارية والتـي بنيت على الطراز الأوروبـي وانشاء الحدائق العامة وبناء المسرح القومي ودار الأوبرا التي احترقت في 28 أكتوبر من عام 1971م والتي كانت بمثابة صدمة كبيرة للمصريين وللتاريخ، و يعد تمثال إبراهيم باشا في ميدان الاوبرا من المظاهر المعمارية الجمالية. (1) فبناء العمارة على الطراز الأوروبي في عصر إسماعيل قد غير الوجه العمراني لمصر حتى أن "علي مبارك" وصف انتشار المباني في ذلك العصر بانها مزيج من المباني الأوروبية بتنوعها وزينتها وزخرفتها ومراعاتها للأبعاد البيئية، وتغير القاهرة عن ما قبل هذا العصر فتحولت تحولاً كبيراً وملموساً واتسمت بالمناظر الجمالية وتعد بحق باريس الشرق.(2) وعليه فقد انعكس ذلك على مظاهر التطور الاجتماعي، فأقبل سكان القاهرة على الرياضة والتنزه، فأخذوا يرتادون الحدائق والمتنزهات والضواحي خاصة بعد إنشاء كوبري قصر النيل وفضل العديد من الناس التنزه تجاه كوبري قصر النيل البديع بعد أن كانت شبرا هي متنزه سكان القاهرة من قبل، ثم أخذ الناس يتحولون إلى كوبري قصر النيل والحدائق الغناء ومشاهدة المناظر الطبيعية الرائعة. ورغم التطوير الذي أحدثه الخديو إسماعيل على مدينة القاهرة إلا أنه لم يهدم الاحياء القديمة كما حدث فـي مدينة باريس، فقد قرر بناء مدينة جديدة تماماً إلـى الغرب مباشرة من المدينة القديمة، وأتى بالمهندسين المعمارين الأوروبيين إلى القاهرة ليبدأ بعد ذلك أكثر فترات البناء ديناميكية في مصر منذ العصر المملوكي ، وتبقى مبانـي القاهرة أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مذهلة، لكنها مهملة يهددها التلوث وتهدم لتقام مكانها الأبراج الخراسانية خاصة بعد عام 1953. (3) ـــــــــــــــــــ 1- منير السمري: أخبار الأدب، العدد 790، 31 أغسطس 2008م. 2- محمد حسام إسماعيل: أخبار الأدب، العدد 790، 31 أغسطس 2008م. 3- دار الخليج للطباعة والنشر، 24 – 10 - 2008م، نقلاً عن، سينثيا مينيتي، ترجمة أحمد محمود: "قاهرة إسماعيل.. باريس على ضفاف النيل" المركز القومي للترجمة، جمهورية مصر العربية. كما كانت القاهرة في عصر إسماعيل تشغل ثلاثة أضعاف مساحة باريس وكانت في جمالها أبدع من باريس، ومدينة القسطنطينية كانت تتضائل بجوارها، فالقاهرة عاشت في هذا العصر فترة من أجمل فترات حياتها بما تهيأ لها من أسباب الرقي والرفاهية، وأنها بلغت حينئذ من الشهرة العالمية ما لم تبلغه في أي عصرمن عصورها السابقة، وعلى سبيل المثال كانت حديقة الأزبكية أزهى حدائق العالم، ودار الأوبرا كانت من أكثر دور للموسيقى والتمثيل سعة وفخامة(1) ، ولكن تبدل حالها من الجمال والرقي إلى الأبنية الأسمنتية المتراصة والتي تخلو من المساحات الخضراء وكذا ظهور العشوائيات مما أفقدها سحرها وجمالها. كما أدخل الخديو إسماعيل على القاهرة كثير من التحسينات والتعديلات، منها ردم البرك وتمهيد الطرق ورصفها وإنشاء الميادين التي أقيمت في وسطها التماثيل، فغدت القاهرة وكأنها باريس الشرق، كما كانت المساحات الخضراء تمثل جانباً شديد الأهمية في عهد إسماعيل، فمنها بساتين الأورمان التي كانت تشغل مساحة 465 فداناً، ونسقت بها الأشجار النادرة المستوردة من أوروبا وأفريقيا والهند والصين، وكذا حديقة الأزبكية التي كانت حينذاك تحفة معمارية وزراعية، ومن الحدائق التي أنشئت في عهده أيضاً حديقة الاسماك، وحدائق حي الاسماعيلية الذي كان بمثابة حديقة كبيرة ، حيث كان كل مبنى محاطاً بالأشجار والأزهار، ولاهتمام اسماعيل بتجميل البيئة المصرية فقد بعث قنصل الولايات المتحدة إلى وزارة الخارجية الأمريكية في 15 سبتمبر سنة 1873م برسالة وكان نصها.."بلغ التجميل والتغيير في مدينة القاهرة منذ بضع سنوات مدى يصعب على الأجنبي تقدير طبيعته ومداه حق التقدير"، كما قال السير "صمويل بيكر" في نفس العام في كتابه الاسماعيلية "إن مصر وحدها هي التـي تستطيع تمدين أفريقيـة النيلية إلـى خط الاستواء، وبذلك تطمئن لحياة السائحين فـي تلك الاقطار، كما أورد المسيو سواتزارا قنصل النمسا في عهد إسماعيل بأن الاقطار السودانية التي كانت مقفلة قد فتحت للتجارة والرحلات، مما مهد السبيل لدخول الحضارة إليها". (2) ـــــــــــــــــــ 1- عرفة عبده علي: القاهرة في عصر إسماعيل، مرجع سابق، ص 150. 2- عرفة عبده علي: المرجع السابق ص ص 52- 55. نقلاً عن: عماد رمضان سليمان: فعالية تضمين البعد البيئي فـي مقرر الدراسات الاجتماعية علـى التحصيل وتنمية الاتجاهات البيئية لدى تلاميذ الصف الثالث الاعدادي، رسالة ماجستير، معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس، 2002م، ص ص 273، 275. كما اشتهرت في عصر إسماعيل مدن عديدة كمدينة حلوان الجميلة التي تقع جنوب القاهرة ذات الشوارع المستقيمة والحدائق الغناء في عصر إسماعيل ومياهها الكبريتية وهوائها النقي والتي كانت منتجعاً سياحياً علاجياً في فصل الشتاء فقد كان يفد إليها السياح الأجانب خاصـة من الدول الاسكندينافية من القارة الأوروبيـة وكذا المصرييـن للاستشفاء وعـلاج بعض الأمراض مثل الروماتيزم والأمراض الجلديـة، وحينها أشارت جريدة الوقائع في عددها الصادر في 13 يناير سنة 1874م إلى ما شهدته حلوان من إقبال وعمران نتيجة اهتمام الخديو إسماعيل بها،(1) ونرى الآن تحولها المميت بعد إنشاء مصانع الأسمنت* والحديد والصلب مما أدى إلى تلوث الهواء، فأصبح التلوث سمة الحياة في حلوان، فقد تحولت إلى مدينة ملوثة بنسبة 100% نتيجة السياسة العشوائية والتخطيط غير السليم للتوطن الصناعي والعمراني.(2) وإذا كان محمد علي اهتم كثيراً بالنظافة العامة في شوارع القاهرة وإنارتها وتوسعتها والتخلص من الانقاض ومد شبكة جديدة لمياه الشرب النقية وكذا كنس ورش الشوارع وتنظيف الاسواق وهو أول من شرع قوانين للمحافظة على البيئة، فيقول الرحالة "سان جون" في عام 1832م كانت الشوارع في القاهرة نظيفة وملفته للنظر إذ يتم كنسها ثلاث مرات يومياً، وتنقل القمامة خارج المدينة.(3) ـــــــــــــــــــ 1- عرفه عبده علي: القاهرة في عصر إسماعيل، مرجع سابق، ص 87. * أكدت وكالة الانباء السعودية (SPA) في 12 أكتوبر 2008م،بأنه أكد أحدث تقرير مصري أن المخلفات الناتجة عن مصانع الأسمنت في مصر والتي تبلغ نحو‏ 1,5‏ مليون طن سنويا تصيب السكان بالعديد من الأمراض الخطيرة وتسهم في تلوث البيئة‏، وتوصل الجهاز المركزي للمحاسبات من خلال تقرير أعده إلى ارتفاع أعداد مصانع الأسمنت في مصر إلى 15 مصنعا منتجا بطاقة إنتاجية تبلغ 35 مليون طن سنويا عام 2007م يستحوذ على رؤوس أموال 14 شركة منها مستثمرون أجانب مؤكدا أن تلك المصانع ينتج عنها مخلفات تتمثل في تراب الأسمنت المعروف بتراب‏ /‏ الباي باص /‏ والذي يبلغ نحو ‏4106‏ طنا يوميا بواقع ‏5ر1 مليون طن سنويا تسهم في تلوث البيئة الهوائية وإصابة السكان بالعديد من الأمراض منها التحجر الرئوي وأمراض ضيق التنفس وسرطان الرئة والتهاب الجلد والعين والسعال الحاد والالتهاب المزمن للأنف. 2- منى قاسم: التلوث البيئي والتنمية الاقتصادية، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط3، 1997م، ص 103. 3- جمال بدوي: محمد علي وأولاده، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999م، ص 36. فكان عصرإسماعيل امتداداً لتلك الاعمال بل تخطى ذلك بأن جعل القاهرة تفوق عواصم أوروبا، وكان تحديثها بالنسبة لإسماعيل رمزاً لارتقاء مصر حضارياً وتجسيداً لرغبته في أن يشهد الغرب عاصمة أوروبية في مصر ألا وهي القاهرة تحكم دولة عصرية تقوم على ضفاف النيل، تمتد من الاسكندرية شمالاً إلى الخرطوم جنوباً، وهو صاحب المقولة الشهيرة (أن جذور مصر في أفريقيا وفروعها في أوروبا)، لذا اهتم إسماعيل بالمحافظة على الصحة والنظافة ومن مظاهر ذلك وفر أسباب النظافـة والصحة لتوجيه مصر نحـو المدينة العالميـة وإلباسها مظاهر النهضة الحديثة، فقاهرة إسماعيل فاقت كل ما سبق حكـام الأسرة العلويـة. (1) فكانت المسائل الصحيـة موضع عناية إسماعيل وشاركه في هذه العناية نوابغ الأطباء في مصر الذين عملوا على تحسين أحوال البلاد الصحيـة ومقاومـة الأمراض ومكافحة الأوبئـة ، وكان للإدارة الصحيـة فضل كبير في مقاومة الامراض وخاصة وباء الكوليرا الذي حل بالبلاد سنة 1865م، وتتجلـى هذه العناية فـي إنشاء المستشفيات وتنظيم مهنة الصيدلة وإنشاء حمامات حلوان المعدنية للاستشفاء وعدم ذبح الحيوانات إلا داخل السلخانات حفاظاً على البيئة من التلوث والوقاية من الأمراض. (2) وقد تطلب تحديث القاهرة تسوية الأرض الخراب حولها وفتح طرق رئيسية وشرايين مواصلات جديدة، وإنشاء ميادين وأماكن مفتوحة ومساحات خضراء وزرع أشجار، وبناء المصارف والنظافة المنتظمة، وكان هذا التنظيم يتطلب بدوره إزالة بعض التجمعات العشوائية من الداخل، ومن الشوارع التي تم تجديدها شارع محمد علي ويشير هنا "علي مبارك" بأن هذا الشارع من أعظم ما تم إنجازه في مدينة القاهرة وتحول من مكان ملئ بالقاذورات إلى مكان يوازي أعظم مواقع القاهرة.(3) ويتضح كما ذكرنا سالفاً اهتمام الخديوي إسماعيل بالنهوض بمصرنا العزيزة في جميع المجالات، فيُعد عصـر إسماعيل أكثر عصورنا التاريخيـة الحديثة ثراءً وحركة شاملة والأخذ بأسباب الارتقاء الحضاري فـي العمران والزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والقضاء والنظم ـــــــــــــــــــ 1- عرفه عبده علي: مرجع سابق، ص ص 15 - 27. 2- عبد الرحمن الرافعي: عصر إسماعيل، ج2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2000م، ص 23. 3- عرفه عبده علي: مرجع سابق، ص ص 37 – 38. السياسية والإدارية وتجميل البيئة من تعمير الأحياء القديمة بالقاهرة وإصلاح مداخلها، فمن أعماله تزويد القاهرة بالمياه الصالحة للشرب وانارتها بالمصابيح ، وردم البرك والمستنقعات المنشرة بها وإزالة الركامات والاتربة التي كانت تحيط بالمدينة والتي كان قد بدأ محمد علي باشا في ازالتها، والرعاية الصحية والاهتمام بالآثار المصرية وإنشاء المباني العامة والتي تمثلت في دار الكتب المصرية والجمعية الجغرافية ودار الأوبرا ودار الآثار العربية وغيرها ومحطات للسكك الحديدية، فكان يتميز ببعد النظر والجرأة والقدرة على التأمل على غرار مؤسس الأسرة العلوية، وعمل على تطوير وتحديث القاهرة على النسق الأوروبي من خلال التخطيط لأحياء جديدة.(1) ولذا غدت القاهرة .. قاهرتان، القاهرة المعزية القديمة، وقاهرة إسماعيل كما رآها من إبداع وجمال. ماذا حدث لباريس الشرق؟ فقد اختلفت الآن عن مثيلتها في فرنسا فلم يعد يوجد تشابه بين المدينتين الآن، فلا شواطئ النيل كشواطئ نهر السين ولا حديقة الأورمان بجمال ونظافة أصغر حدائق باريس ولا بنايات وقصور القاهرة القديمة والتي تتداعى من جراء الإهمال تذكرك بجادات باريس الفاخرة، وحتى كوبري قصر النيل الذي كان يعتبر اَنذاك من أجمل جسور العالم بعد أن زينه الخديوي اسماعيل بأربعة تماثيل لأربعة من السباع المصنوعين من البرونز نحتها أشهر نحاتي ذلك العصر، كل هذا يتحول الآن الى خرائب ويتساءل الكثيرون عن المسئول وغالباً ما تسمع إجابات مختلفة فالمواطن المصري يرمي المسئولية على الحكومة، والحكومة تتهم المواطن بالإهمال، ولكن لابد الآن أن تتضافر الجهود من قبل المسئولين والمواطنين لإنقاذ القاهرة القديمة، قاهرة الخديوي اسماعيل . والواقع المرير أن القاهرة قد تغيرت تغيراً جذرياً وتحولت من المدينة الجميلة والعمائر الفخمة إلى مساكن سيئة تفتقر اللمسة الجمالية ولا تصلح للسكن الآدمي مثل مساكن عين الصيرة التي أنشئت في أعقاب 23 يوليو 1952م، وتحول منطقة حلوان الجميلة ذات الحدائق الغناء والهواء النقي والمياه المعدنية والتي كانت من معالم السياحة العلاجية إلى منطقة مليئة بالتلوث والهواء الملوث وكذا افتقارالمياه المأمونة والتي لا تصلـح للشرب ، وذلك بسبب المصانع التـي ـــــــــــــــــــ 1- جى فاجيت: ترجمة محمد رفعت عواد: محمد علي "مؤسس مصر الحديثة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، سنة 2005م ، ص 215. أنشئت بها في عهد "جمال عبد الناصر" فتبدلت من الاستشفاء من الامراض إلى التسبب في الأمراض في حين أن في مصر مساحات شاسعة غير مستغلة يمكن إنشاء هذه المصانع عليها والحفاظ على جمال ونقاء حلوان. وخلاصة القول لقد تحولت قاهرة إسماعيل من نظافة الشوارع بكنسها ورشها وهوائها النقي وعمائرها الجميلة وحدائقها الغناء وقصورها الفخمة والمساحات الخضراء التي كانت تمثل جانباً شديد الأهمية في النسيج الحضري لمدينة القاهرة وتطورها خلال القرن التاسع عشر الميلادي، قد تحولت إلى أمكنة تلقى بها القمامة ، والازدحام الشديد بسبب الهجرات الداخليـة إلى مدينة القاهرة ، والقرارات العشوائية، وظهور العشوائيات التي تعد بؤرة للفساد ، ومظاهر السلوك الخاطئ لدى الأفراد، وتخلي معظم الناس عن الاهتمام بالنظافة والمحافظة على المدينة التي تعاني الكثير، وكذا كثرة السيارات التي تسببت في أزمات مرورية بصفة مستمرة وتلوث الهواء وظهور السحابة السوداء،* وغير ذلك من السلبيات التي تعاني منها باريس الشرق التي خلعت ثوبها الجميل وتخلت عنه رغم إرادتها. وبعد كل ما تتعرض له مدينة القاهرة من مشكلات بيئية تعود في معظمها إلى السلوك الإنساني السئ الذي يسلكه بدون وعي، فضلاً عن سوء التخطيط والقرارات غير الرشيدة، فمن الأهمية تثقيف المواطن بمشاكل البيئة، والتنوير والتنور بقضاياها، وترشيد سلوكه، وتبصيره بالتوابع البيئية لافعاله وممارسته، حتى يستعيد الانسجام بين حياته ومتطلباتها، وبين الاتزان السليم والتواؤم في النظم البيئية التي يعيش في إطارها، خصوصاً عندما يتولى مسئولياته التخطيطية والتنفيذية في مجالات الإعمار والبناء واستخدام الأرض والتخطيط والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.(1) ـــــــــــــــــــ * السحابة السوداء: تظهر في الخريف من كل عام وهي مظهر للتلوث الدائم طوال العام وقد بدأت هذه الظاهرة تظهر في خريف 1999م، حتى الآن الأمر الذي أدى إلـى أن معاناة المواطنين لا تزال مستمرة حتى الآن، ورغم هذا فجميعنا يجب أن ندافع عن بيئة نظيفة صحية خالية من السموم. للتفاصيل أنظر: حسن أحمد شحاته: تلوث البيئة "السلوكيات الخاطئة وكيفية مواجهتها"، الدار العربية للكتاب، القاهرة، سنة 2000م، ص ص 172 - 183. 1- زكريا طاحون: اخلاقيات البيئة وحماقات الحروب، مجلة القراءة والمعرفة، كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد 13، سنة 2002م، ص 183. وعليه فمن الضروري وضع استراتيجيات للتطوير الحضري بحيث لا يؤثر على البيئة الطبيعية وكذا على الأبنية القديمة التي يجب المحافظة على عمائرها ومبانيها الأثرية وحمايتها،(1) فالبيئة هي التراث المشترك للبشرية، كما انه من الضروري تكوين سلوك سليم للفرد تجاه البيئة والالتزام بالاخلاق البيئية سواء كانت البيئة الطبيعية أو البيئة المشيدة فهي تشكل سياق الحياة والثقافة الإنسانية معاً، واستثمار طاقة الفرد لحماية البيئة وذلك للوصول لأسمى الغايات ألا وهو المحافظة على صحة الإنسان(2). فقد آن الآوان أن نعمل قدماً وساقاً على عودة النقاء لمدينة القاهرة ووقف استنزافها ولا يتأتى ذلك إلا بالإيمان والإخلاص في العمل كمسئولين ومواطنين ، واتخاذ قرارات مدروسة.. قرارات علمية تساعد على إيجاد حلول لعودة القاهرة إلى ما كانت عليه في عصر إسماعيل. من الممكن أن يتحقق ذلك الحلم الجميل من خلال الآتي: 1- تنمية الوعي البيئي بالنسبة للأفراد وعامـة الناس عن طريق المناهـج الدراسية والمؤسسات الاجتماعية والدينية والجمعيات الأهلية والندوات ووسائل الإعلام.
2- تضمين الأبعاد البيئية وحل المشكلات البيئية التي تعاني منها القاهرة بالمناهج الدراسية من أجل احترام البيئة والمحافظة عليها.
3- غرس القيم الجمالية لدى الأفراد والجماعات.
4- اتخاذ القرارات الصائبة من قبل المسئولين لحماية القاهرة من التلوث.
5- تفعيل القوانين التي تحمي مدينة القاهرة من تلوث الهواء وخلق بيئة نظيفة غير ملوثة.
6- إيجاد حلول سريعة وآمنة للتخلص من المخلفات التي تكتظ بها شوارع العاصمة.
7- تفعيل القوانين الرادعة لمنع إشغال الأرصفة والطرق التي تهدد سلامة الناس.
8- وضع استرتيجيات لمنع حدوث مشكلات بيئية وتفادي وقوعها.
9- وضع خطط للتخفيف من أعباء مدينة القاهرة.
ـــــــــــــــــــ 1- Paul P. & et, al:" Ethics and Values in Environmental Policy", The White Horse Press, Environmental Values, V2, 1993, pp137-157.
2- Nigel Dower: Human Development - Friend or Foe to Environmental Ethics?, The White Horse Press, Environmental Values, V 9, 2000, pp 39-54.
10- تشييد مدينة جديدة في الصحراء الغربية جعلها عاصمة لمصر لانقاذ القاهرة من الموت الحقيقي.
11- منع الهجرات من الريف إلى مدينة القاهرة للحد من الازدحام.
12- تنفيذ مشروع الحزام الأخضر حول مدينة القاهرة.
13- اهتمام كافة الاجهزة المعنية بالعدل البيئي، واحترام البيئة سواء كانت طبيعية أو مشيدة.
14- جعل فكرة العدل البيئي جزءاً أساسيا في عمليات اتخاذ القرارات.
15- عدم المساس في المستقبل بالعدل البيئي والحق بالعمل والعيش في بيئة سليمة.
16- حماية البيئة التاريخية والمحافظة على المباني والعمائر الأثرية من خطر الهدم.
17- تغيير قيم ومعتقدات الناس تجاه البيئة والمحافظة عليها.
18- تخطيط وتطوير المناطق التاريخية والتراث الأثري في مدينة القاهرة.
19- تعميق الوعي والثقافة البيئية بين كافة قطاعات وشرائح المجتمع المحلي، وتحفيزهم على المشاركة بإيجابية في حماية بيئتهم والمحافظة عليها.
20- إعادة صياغة الرؤية الجمالية العامة لجميع البيئات التاريخية، وإزالة التعديات والتشوهات الحالية.
21- وضع برامج واولويات لترميم وصيانة المبانى وسرعة انقاذها من عوامل التدهور.(1)
22- الاستفادة من الخبرات الدولية فى مجال الحفاظ على التراث مثل اليونسكو .
23- الاستعانة بالصور القديمة التى توضح اصل شكل المبانى التراثية وعمل دراسة لإزالة التشوهات بواجهات المبانى.
24- التسجيل والتوثيق وعمل سجل يتضمن كافة البيانات لمبانى القاهرة الخديوية.
25- انشاء جهاز فنى يضم ذوى الخبرات فى مجال الحفاظ على التراث والترميم المعمارى وادارة المواقع التاريخية.
26- تعويض ملاك العقارات ذات القيمة التراثية واعفائهم من الضرائب العقارية.
27- توعية مهندسو الاحياء بأهمية الحفاظ على المبانى التراثية والاهتمام برصد المخالفات وعمل اللازم نحوها.
ــــــــــــــــــــــ 1- يوسف عمر محمد الرافعي وآخرون: تدهور وضياع عمران قاهرة الخديوى إسماعيل، "مؤتمر الأزهر الدولي التاسع"، مجلة جامعة هندسة الأزهر، الجزء 2، العدد 8، 12 -14 أبريل 2007م، ص 214. المراجع أولاً- المراجع العربية:
1- أحمد محمد عوف: موسوعة حضارة العالم، ج6 الموسوعة الحرة، ويكبيديا، 31-9-2008م.
2- جمال بدوي: محمد علي وأولاده، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999م.
3- جى فاجيت: ترجمة محمد رفعت عواد: محمد علي "مؤسس مصر الحديثة"، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، سنة 2005م.
4- دار الخليج للطباعة والنشر، 24 – 10 - 2008م، نقلاً عن، سينثيا مينيتي، ترجمة أحمد محمود: "قاهرة إسماعيل.. باريس على ضفاف النيل" المركز القومي للترجمة، جمهورية مصر العربية.
5- زكريا طاحون: اخلاقيات البيئة وحماقات الحروب، مجلة القراءة والمعرفة، كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد 13، سنة 2002م، ص 183.
6- شحاته عيسى إبراهيم: القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2001م.
7- عبد الرحمن الرافعي: عصر لإسماعيل، ج2، ط4، دار المعارف، 1987م
8- عبد الرحمن الرافعي: عصر إسماعيل، ج2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة،2000م.
9- عبد المنعم إبراهيم الجميعي: المجلة التاريخية المصرية، الخديو إسماعيل وبناء القاهرة الحديثة (مشروع باريس الشرق)، الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، الجلد رقم (41)، 2001 – 2002م.
10- عرفه عبده علي: القاهرة في عصر إسماعيل، الدار المصرية اللبنانية، 1998م.
11- علماء الحملة الفرنسية، ترجمة زهير الشايب: موسوعة وصف مصر، مكتبة نهضة مصر للطباعة والنشر، ج4، 2002م.
12- علي مبارك: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة، ج1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994م.
13- عماد رمضان سليمان: فعالية تضمين البعد البيئي فـي مقرر الدراسات الاجتماعية علـى التحصيل وتنمية الاتجاهات البيئية لدى تلاميذ الصف الثالث الاعدادي، رسالة ماجستير، معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس، 2002م.
14- محمد حسام إسماعيل: أخبار الأدب، العدد 790، 31 أغسطس 2008م.
15- محمد صبري: تاريخ مصر من محمد علي إلى العصر الحديث، مكتبة مدبولي القاهرة، ط2، سنة 1996م.
16- منى قاسم: التلوث البيئي والتنمية الاقتصادية، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط3، 1997م.
17- منير السمري: أخبار الأدب، العدد 790، 31 أغسطس 2008م.
18- يوسف عمر محمد الرافعي وآخرون: تدهور وضياع عمران قاهرة الخديوى إسماعيل، "مؤتمر الأزهر الدولي التاسع"، مجلة جامعة هندسة الأزهر، الجزء 2، العدد 8، 12 -14 أبريل 2007م.
ثانياً- المراجع الأجنبية: 1- Nigel Dower: Human Development - Friend or Foe to Environmental Ethics?, The White Horse Press, Environmental Values, V 9, 2000, pp 39-54.
2- Paul P. & eatl:" Ethics and Values in Environmental Policy" The White Horse Press, Environmental Values, V2, 1993, pp137-157.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي