الاثنين، يناير 25، 2010

كر وفر ....... بين الحكومة وبائعي الفراخ
منذ ظهور فيروس انفلونزا الطيور عام 2006 .. اصبح الغذاء البروتيني المتمثل في الدجاج والذي يعوض نقص الثروة الحيوانية في مصر - اصبح في خطر، وكان لزاماً على الحكومة المصرية وكافة المسئولين في الدولة ان يتخذوا القرارات التي من خلالها تحد من انتشار هذا الفيروس القاتل. وقد نتج عن هذا الفيروس 25 حالة وفاة في مصر منذ ظهوره وحتى 22 - 4 - 2009 ، كما أعلنت وزارة الصحة يوم الاثنين الموافق 18-5-2009 انه وصل عدد الوفيات 27 بسبب أنفلونزا الطيور والحالة السابعة والعشرون هي الطفلة ندي أحمد رضا يونس 4 سنوات من ميت غمر بمحافظة الدقهلية.. صرح بذلك د. عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة. هذا وقد قال إن حالات الاصابة وصلت إلي 72 حالة، وعليه فمنذ ظهور هذا المرض اتخذت القرارات التي أقرت بالقضاء على مزارع الدواجن التي ثبت تفشي هذا المرض اللعين بها ،وبالتالي إعدام ما تحتويه من دواجن وطيور ، كما اتخذت العديد من القرارات لتطويق هذا المرض والحد من انتشاره خاصة في المناطق الريفية ، وكذا المناطق العشوائية في المدن ومنها القاهرة العاصمة التي تتوجع وتتألم من العديد من الأمراض والمشكلات التي تحتاج إلى وقفة صريحة لانقاذها . كما منعت الأهالي في الارياف وحتى المدن من تربية الدواجن والطيور ، وعلى ذلك أغلقت محلات بيع الطيور والدواجن ، وظهرت الدواجن المجمدة المستوردة وكذا المحلية والتي ذبحت تحت اشراف وزارتي الزراعة والصحة . وبالتالي فقد ارتفعت اسعار الدواجن ثم بدأ الاستيراد من الخارج ، وبالاضافة إلى تضرر اصحاب المزارع الذين تم تعويضهم ، فقد طلب رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف في 22 - 4 - 2009 خلال رئاسته لاجتماع اللجنة الدراسية العليا لمكافحة مرض انفلونزا الطيور من وزارتي الزراعة والتنمية المحلية والمحافظات الاسراع في وضع آلية واضحة للتعامل مع هذا الفيروس ، وكذا تعويض اصحاب المزارع المصابة بالمرض وتعويض حالات التربية المنزلية الذين تضرروا بسبب هذا المرض. وهناك أيضاً من تضرر من انفلونزا الطيور وهم اصحاب المحلات وبائعي الدواجن ......فقد أغلقت محلاتهم ولم ينالوا أية تعويضات، ولكن كان هناك اقتراح من الحكومة بتغيير نشاط هذه المحلات ، وبالفعل فقد قام بعض اصحاب محلات الطيور بتغيير نشاطهم ، ولكن النسبة العظمى منهم رفضوا هذا الاقتراح ، ومنهم من أغلق محله في انتظار الفرج ، والكثير منهم يبيعون في السر والعلانية . ففي المناطق العشوائية وعشوائيات الحكومة مثل الدويقة والمقطم ومدينة السلام والنهضة ومنشية ناصر وزينهم وغير ذلك يبيعون الطيور والدواجن علناً ، والغريب انهم يبيعون ربع أونصف دجاجة قد اتاها تلوث من الممكن ان يسبب امراض فتاكة ، هذا إذا استبعدنا مرض انفلونزا الطيور . وعليه فقد تشابهنا مع مدينة مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك والتي يطلق عليها مدينة التخلف المزري لشدة التلوث بها وانتشار العديد من الامراض الفتاكة ومنها الطاعون والكوليرا وأخيراً انفلونزا الخنازير . ونتيجة لبيع الدواجن سراً أو علناً اصبح هناك حالة من الكر والفر بين الحكومة وبائعي الفراخ ، حالة تشبه القط والفأر...... فبائعي الدواجن والطيور الذين يبيعون في السر ...... يهبط عليهم فجأة مندوبي الصحة أو التموين ، أو الشرطة....... ولهم كل الحق حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين. وعليه فمنهم من يفر ويترك المحل خوفاً ورعباً من المسئولين ، مثل المعلم عطية بائع الفراخ ( بيغش في الميزان ) صاحب محل في صفط اللبن ، فقد ترك محله أثناء قيامه بالبيع وفر يعدو مسرعاً ، فما كان إلا أن تم تشميع محله . هذا وقد وصل الأمر لظهور النكت التي تسخر من ملاحقة المسئولين في الدولة لبائعي الفراخ فعلى سبيل المثال " دخل بائع فراخ على جماعة مساطيل فسألوه معاك أبيض ولا بني "، وهناك الحاجة نبوية بائعة الدواجن أيضاً في منطقة النهضة ، والحاجة نبوية هذه جميع الناس يحترمونها لأنها أمينة ومحترمة فكانت محل تقدير من الجميع ..... وقد تضررت أيضاً مثل الذين تضرروا من وباء انفلونزا الطيور........ وبالطبع اضطرت أن تبيع في السر ، وكثيراً ما أُخذت منها الدواجن وكذا تغريمها مبالغ كثيرة بسبب بيعها. ماذا تفعل الحاجة نبوية إزاء ذلك ؟ وعليها أموال للتجار ومصاريف وعدد لا بأس به يعيشون من دخل هذا المحل ، فقد أغلقت بالفعل محلها وعرضته للبيع إلا انها لم توفق في بيعه وتراكمت عليها الديون بسبب أغلاق محلها، فماذا تفعل ؟ فعاودت نشاطها ببيع الفراخ ولكنها نقلت الدواجن إلى منزلها المتواضع وكانت تبيع لزبائنها المعروفين فكانت تتعامل معهم عن طريق الهاتف وكانت تجلس عند دكان عم شحاته بائع الخضروات . هذا وقد عينت عاملة لديها لكي تراقب الطريق وإذا ظهر أحد المسئولين تبلغها على الفور ، والمفاجأة التي لم تخطر على البال في احدى المرات ونتيجة لبلاغ كاذب هبط المسئولين فجأة على محلها وكسروه ، لكنهم لم يجدوا شيئاً فكما ذكرنا نقلت تجهيز الفراخ إلى منزلها . هذا وقد فرت العاملة وأخذت تجري وتجري حتى اختفت عن أعينهم ، ولكن أخذوا الحاجة نبوية إلى القسم حيث حرر لها محضر ثم خرجت بضمان محل اقامتها ، ومرة أخرى قبل أن تتخذ الحاجة نبوية قرارها الوهمي باغلاق محلها فاجأها المسئولين وأخذت تسرع في حمل أقفاص الدجاج ، وأخذ بعضها لاخفائها عند احدى جاراتها، والحق أن الكل أخذوا يساعدونها ولكن المفارقة التي لم تستوعبها هو رفض هذه الجاره من ترك هذه الاقفاص لديها ، ومنعتها حتى انها توسلت اليها لأن المسئولين واقفين إلا انها أبت بشدة ونتيجة لذلك خسرت الحاجة نبوية ما يقرب من ستمائة جنيه ...... هذا بخلاف المحضر الذي حرر لها . وفي احدى المرات يجري عم حسنين بائع الروبابيكيا تجاه الحاجة نبوية ويقول لها بصوت عال الحقي دول جايين فتخفي نبوية الفراخ وتجري وتهرول ولا تدري ماذا تفعل ، ولكن بعد كل مرة وما تتعرض له تقوم بتوزيع المثلجات البارده على جيرانها وتقول الحمد لله بسيطة وجت سليمة . وللحق فكثيراً ما تدفع الحاجة نبوية اتاوات واكراميات للبعض من المسئولين لكي يتركوها (وهم صغار المسئولين) ، وهناك أيضاً من يأخذ منها حصة شهريه ، ولا زالت نبوية وغيرها كثيراً يبيعون الدجاج سراً - علناً ...... والحق كل الحق ان الناس أنفسهم يحبون شراء الفراخ الطازجة اكثر بكثير من الفراخ المجمدة ، وعليه فأصبحت عملية كر وفر بين الحكومة وبائعي الفراخ ، والزبائن عن بعد يقتصر دورهم على المشاهدة. لماذا كل ما يحدث بين المسئولين في الدولة وبين بائعي الفراخ فالموضوع أبسط من كل هذا ، فاقترح لحل هذه المشكلة الآتي :
1- أن تعمل محلات الفراخ تحت إشراف وزارات الصحة والبيئة والزراعـة . 2- تكثيف الخدمات البيطرية بصفة مستمرة لمزارع الدواجن والمحلات . 3- نشر الوعي لدى الجماهير بعدم تربية الدواجن والطيور في المنازل عن طريق وسائل الاعلام المقروأة والمسموعة والمرئية. تأمين محلات الدواجن والطيور بما يضمن السلامة. 4- نشر الوعي في المدارس والأرياف والعاملين القائمين على تربية الدواجن والتعامل معها. 5- دراسة المسئولين لكل الحلول والبدائل لحل هذه المشكلة وانهاء معاناة بائعي الدواجن .
هذا الأمر يرجع إلى المسئولين واتخاذ القرارات الصائبة في هذا الصدد لعل ترتاح الناس ، ويرتاح بائعي الفراخ ، ويرتاح المسئولين .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم
"لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " صدق الله العظيم
* سورة البقرة اية 286
دكتور/ عماد رمضان سليمان مدينة نصر 19-5-2009م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي