الأربعاء، مارس 18، 2015

ذكرى وفاة الخديوي اسماعيل ... د/ عماد رمضان سليمان

  
ذكرى مرور مائة وعشرون عاماً على وفاة الخديوي اسماعيل
هو حفيد الباشا محمد علي الذي نقل مصر بادارته واسلوب حكمه من العصور المظلمة التي كانت اشد جفافاً على مصر وشعبها من جفاف الصومال الآن، جفاف اتسم بالجهل والتخلف والفقر والمرض وانتشار البدع والخرافات وسوء احوال البلاد قبل العباد، ويأتي حفيدة اسماعيل ابن ابراهيم الفاتح العظيم ليكمل مسيرة جده محمد علي باشا في النقلة الحضارية، لمعشوقته مصر، ولا ننسى في عهد اسماعيل قد ارسلت اليابان بعثة تعليمية عام 1864م إلى مصر لكي ينهل ويتعلم الطلاب اليابانيون من اسلوب الادارة المصرية، وقد كان اسماعيل يسير على خطى جده العظيم في التعليم والثقافة والعمران بل وفي كل مناحي الحياة سواء منها العلمية أم الاقتصادية والعسكرية والادارية والنيابية.
ويحدثنا "عبد الرحمن الرافعي" عن عرش إسماعيل: "…كان حقا عظيما في موقفه، شجاعا في محنته، فشجاعته جعلته يغامر بعرشه في سبيل مقاومة الدول الأوروبية وخاصة انجلترا..... فآثر المقاومة على الاستمساك بالعرش بل ونبذه، وقليل من الملوك والأمراء من يضحُّون بالعرش في سبيل المدافعة عن حقوق البلاد ورفعتها، فالصفحة التي انتهى بها حكم الخديوي إسماعيل هي بلا زيف أو نفاق من الصحائف المجيدة في تاريخ الحركة القومية، لأنها صفحة مجاهدة وإباء وتضحية كبرى، ولهذه التضحية حقها من الإعجاب والتمجيد…".
،......... أحب مصر وشعبها، فخلده التاريخ من عظماء من حكموا مصر المحروسة (1863م – 1879)، وبعد عزله ضاقت الدنيا به، ولم يعرف أين يذهب بعدما رفض السلطان العثماني أن يعيش في أراضي الدولة العثمانية، وانتهى به الأمر إلى أن يعيش في نابولي بإيطاليا، ولم تفارقه آماله بالعودة إلى مصر وعرشها، ولكن آماله ومساعيه أخفقت ثم انتهى به الأمر إلى أن استقر في الأستانة بتركيا في قصر يملكه على البوسفور حتى وفاته في 2 مارس 1895م وبعد ما قضى حوالي 16 عامًا في منفاه لم يعد لمصر إلا ميتًا، وبناء على وصيته ان يدفن في ارض معشوقته، وتنفيذاً لتلك الوصية دفن بها، وهو يرقد في مدفنه بمسجد الرفاعي بالقاهرة. ..... رحم الله الخديوي اسماعيل.
وليعلم الناس كافة من هو الخديوي اسماعيل من خلال الحديث الآتي الذي دار بينه وبين ابنته الأميرة فاطمة في أواخر ايامه.
الخديوي اسماعيل : يسأل بنته الأميرة فاطمة هل تكرهيني يا ابنتي؟
الأميرة فاطمة: اني أحبك مثل عمري
قد عشت ألمح في عيونك كل أحلام الفوارس حينما يتمايلون علي جياد الانتصار
لكن سدا يفصل الأشياء دوما بيننا
وأري النهاية في عيوني ظلمة سوداء تأكل حلمنا
 الخديوي: اني أخاف من الزمن وأخاف يوما أن يقال بأنني بعت البلد
 فاطمة: أبتاه لا تجزع
فبعض الناس يصنعه الزمن
والبعض يبقي دائما فوق الزمن
أبتاه أنت أتيت كي تصنع زمانا لم تكن أبدا صنيعا للزمن
الخديوي: سيقول بعض الناس أنني كنت نصابا كبيرا!
 فاطمة: ويقول بعض الناس أنك كنت انسانا عظيما!
 الخديوي: اني أخاف من الزمن وأخاف يوما أن يقال أنني بعت البلد يا أيها الوطن الذي أحببته دوما وأعطاني الكثير مابعت فيك الغد
اني حلمت بأن اري مصر الحبيبة دائما فوق الجميع
أخطأت في حلمي ولكن لا تقولوا باعها
ليس الخديوي من يبيع
ليس الخديوي يا أبنتي.........
ان قال بعض الناس يوما أنني أخطأت أو أجرمت قولي
لم يكن أبتي نبيا
قد كان يخطأ مثل كل الحالمين من البشر
عبد الرحمن الرافعي: عمر إسماعيل – دار المعارف- القاهرة- الطبعة الرابعة 1987.

محفوظ عبد الرحمن: أفندينا في المنفى – مجلة الهلال مايو 2001.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي