الأربعاء، مارس 18، 2015

يوم مولد جامعة الدول العربية... د/ عماد رمضان سليمان


                                   جامعة الدول العربية
نشأة فكرتها:
دعوة الحكومة الانجليزية لاقامة وحدة عربية، ففى 29 مايو 1941م صرح ايدن  وزير خارجية بريطانيا تصريحة الأول من خلال خطابا ذكر فيه "إن العالم العربى قد خطا خطوات عظيمة منذ التسوية التي تمت عقب الحرب العالمية ، ويرجو كثير من مفكرى العرب للشعوب العربية درجة من درجات الوحدة أكبر مما تتمتع به الآن، وإن العرب يتطلعون لنيل تأييدنا فى مساعيهم نحو هذا الهدف ولا ينبغى أن نغفل الرد على هذا الطلب من جانب أصدقائنا ويبدو أنه من الطبيعى ومن الحق وجود تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية بين البلاد العربية وكذلك الروابط السياسية أيضاً... وحكومة جلالة الملك سوف تبذل تأييدها التام لأى خطة تلقى موافقة عامة من الدول العربية الا ان العرب لم يعيروا تصريح وزير خارجية بريطانيا اهتماماً ليقينهم بان القصد منه هو المصالح البريطانية، ولم تيأس بريطانيا ففي 24 فبراير 1943م صرح إيدن تصريحة الثاني فى مجلس العموم البريطانى بأن الحكومة البريطانية تؤيد كل حركة بين البلادالعربية ترمى إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية.
المشاورات التمهيدية لانشاء الجامعة العربية:
بعد عام تقريبا من خطاب إيدن كان هناك آراء لتحقيق وحدة عربية ولما لا مهما كانت اهداف بريطانيا، لذا دعا رئيس الوزراء المصرى مصطفى النحاس كلا من رئيس الوزراء السورى جميل مردم ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة الوحدة العربية وكان اختيار تحقيق الوحدة العربية بإقامة جامعة عربية يتتوحد كلمة العرب ومصالحهم المشتركة تحت مظلتها، وكانت هذه أول مرة تثار فيها فكرة الجامعة العربية بمثل هذا الوضوح ثم عاد بعد نحو شهر من تصريح إيدن أمام مجلس العموم، ليؤكد استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع آراء الحكومات العربية فى موضوع الوحدة وعقد مؤتمر لمناقشته وهى الفكرة التى أثنى عليها حاكم الاردن حينذاك، وعلى أثر ذلك بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلى كل من العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن واليمن من جانب آخر وهى المشاورات التى أسفرت عن تبلور اتجاهين رئيسيين بخصوص موضوع الوحدة، الاتجاه الأول يدعو إلى ما يمكن وصفه بالوحدة الإقليمية الفرعية وقوامها سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب، والاتجاه الثانى يدعو إلى نوع أعم وأشمل من الوحدة يظلل عموم الدول العربية المستقلة وإن تضمن هذا الاتجاه بدوره رأيين فرعيين أحدهما يدعو لوحدة فيدرالية أو كونفدرالية بين الدول المعنية والآخر يطالب بصيغة وسط تحقق التعاون والتنسيق فى سائر المجالات وتحافظ فى الوقت نفسه على استقلال الدول وسيادتها.
وعندما اجتمعت لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن فى الفترة 25 سبتمبر إلى 7 اكتوبر 1944 رجحت الاتجاه الداعى إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها، كما استقرت على تكوين "جامعة الدول العربية" ويكون مقرها العاصمة المصرية بحيث يتولى مجلس الجامعة القرارات العربية وكذا مباحثات التعاون المشترك في المجالات المختلفة وخاصة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، ومع التأكيد على التعاون العربي فتتحمل الجامعة تسهيل إجراء خاصة بالنواحي السياسية والاقتصادية والعلمية من حيث المناهج وتطويرها بتكوين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وتكوين مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ومن اهدافة، حرية انتقال الاشخاص ورؤوس الاموال، وحرية تبادل السلع والبضائع، وحرية الانتقال والعمل والنقل والتملك، وكذا ما يتعلق بحقوق الطفل والمرأة وغيرها من المجالات المختلفة، وعلى ضوء ذلك تم التوصل إلى بروتوكول  الاسكندرية  الذى صار أول وثيقة تخص الجامعة العربية.
ميلاد الجامعة:
فى 22 مارس 1945م  تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبى الدول العربية عدا السعودبة واليمن اللتين وقعتا على الميثاق فى وقت لاحق، وحضر جلسة التوقيع ممثل الأحزاب الفلسطينية واصبح يوم 22 مارس من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوى لجامعة الدول العربية، وتضم حالياً 22 دولة عربية، وكان عبد الرحمن عزام أول أمين عام الجامعة (1945م – 1952م)،  ثم محمد عبد الخالق حسونة (1952م – 1972م)، محمود رياض (1972م – 1979م)، الشاذلي القليبي (1979م – 1990م)، أحمد عصمت عبد المجيد (1990م – 2001م)، عمرو موسى (2001م – 2011) وحاليا أمين عام الجامعة هو الدكتور نبيل العربي منذ عام 2011م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي