الأحد، مارس 22، 2015

لمحات من تاريخ محمد علي باشا د/ عماد رمضان سليمان (تجميل البيئة المصرية – المنشآت العمرانية

الباشا محمد علي
 يوم تولية محمد علي حكم مصر ، يقول الرافعي بأن مصر وضعت في هذا اليوم أساس حريتها واستقلالها ، وأعلنت عن حقها في تقرير مصيرها .
ويقول الرحالة الفرنسي " أدمون بوتي " : من قصر الجوهرة ، يمكننا الاستمتاع بمنظر جميل يمتد فوق المدينة ، ويصل إلى ما وراء النيل والأهرامات ، ومن ناحية جامع محمد علي نرى عبر حديقة رائعة ، المآذن الممشوقة التي تدعو الروح إلى التحليق في السماء.
كما يقول الرحالة سان جون في عام 1832م إن الشوارع في القاهرة أصبحت في معظمها نظيفة ملفتة للنظر ، إذ يتم كنسها ثلاث مرات يومياً ، ونقل القمامة خارج المدينة ، ويصف الأديب الرحالة البريطاني " دوجلاس سلادين " في منتصف القرن التاسع عشر "شبرا" بأنها " فردوس القـاهرة " ، وأشـاد بالقصور المشيدة على الطراز الإيطالي ، محاطة بأندر النباتات  والزهور وأشجار النخيل والبرتقال والموز والتين .. وأشار إلى أن شبرا كانت المكان المفضل والمحبب إلى محمد علي باشا .
    اهتمام محمد علي بتجميل البيئة المصرية والعمران
- في عام 1829م أُزيلت الآكام الملاصقة للنيل شمال قصـر العيني وكانت على مساحة تسعة أفدنه، وغرس أشجار الزيتون ، وتحول مناطق القمامة بعد إزالتها إلى متنزهات، وفي عام 1831م ، صدر قرار بتعمير أراضي الخرائب .
- في عام 1835م أمر محمد علي بدهان الحوانيت وواجهـات المنازل في القاهرة باللون الأبيض، وفـي عام 1843م أصدر محمد علي باشا أمراً بإنشاء مجلـس للإشراف علـى تجميل القاهرة ، وتعديل شوارعها وذلك لتحديث المدينة .
- في عام 1846م صدر الأمر بتوسيع بعض الشوارع وغرس الأشجار، وفي عام 1847م تم تمهيد طريق متسع بين وسط القاهرة وشبرا وغرست علـى جانبيه الأشـجار فكان من أجمل متنزهات القاهرة ، وفي نفس العام تم تسمية الشوارع وترقيم المنازل .
- أنشـأ محمد علـي بستان الأزبكية وأزال التلال التي كانت متراكمة خارج منطقة باب الحديد وفي غرب القاهرة ، قـام محمد علـي بتعمير المساجد القائمة وترميمها وإنشـاء المساجد الجديدة وأشهرها مسجدة الكبير بالقلعة .

- كما أنشأ في بولاق دارا للرصد ، ودارا للآثار وتعتبر هـذه الخطوة بداية العناية بآثار مصر وكنوزها ، و قـام ببناء وتعمير مدن جديدة في مصر ومنها مدينة الزقازيق ، وقد ازدهرت عدة  مدن أخرى بالوجهين البحري والقبلي وأصبحت مجمعـات سكانية كبيرة بعد أن كانت مجرد قرى وبيئات  زراعيـة إذ أن قيام المصانع و المشـروعات العمرانية الأخرى انعكست آثارها على هذه المناطق فبدء العمران يمتد إليها وتتسع رقعتها ويتضاعف عدد سكانها ، واهتم محمد علي في هذه المدن بتنظيم اتصالها بعضها بالبعض الآخر، وبإقامة المستشفيات والمدارس والمساجد بها، وقد نالت الإسكندرية أيضاً جانباً من عناية محمد علي وأصبحت لها أهمية خاصة بعد أن ربطها بالوادي بترعة المحمودية وأسس بها الترسانة البحرية والفنار وأحواض السفن فازدهرت بها التجارة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي