الثلاثاء، أبريل 21، 2009

هداية

كان هناك رجلاً متزوجاً مثله مثل كثير من الرجال لكنه كان أنانياً في حياته وتصرفاته فلا يهتم ببيته ولا زوجته، وكان ينصرف مع أصحابه ليل نهار. وعندما رزق بمولود كانت زوجته في المستشفى وذهب معها فقال الأطباء أن ولادتها أمامها بضعة ساعات قليلة، فانصرف وذهب إلى أصحابه وسهر طوال الليل، ثم تذكر زوجته التي تضع في المستشفى فذهب إليها فعلم بأنها ولدت بالسلامة وقال له الطبيب أن هناك أمراً لا بد وأن تعرفه وهو أن المولود ولد كفيفاً فلم يبالي وظل لا يعطي ابنه سالماً (هذا الاسم الذي سمي به) لا يعطيه أي اهتمام ولم يقبله وكانت المفاجأة هي أن سالماً عندما بدأ يحبو ثم بدأ مرحلة المشي اتضح أن به عيباً خلقياً آخر بأنه لا يستطيع أن يمشي وظل هذا الرجل على حاله ولم يقبل ابنه ولا يهتم به حتى بلوغه العاشرة من عمره في حين أنه رزق بمولودين آخرين وكان كل اهتمامه ينصب عليهما... وقد كان هذا الرجل لا يصلي ولا يصوم ولا يتقرب لله عز وجل. * حتى جاء يوم هام جداًَ في تاريخ هذا الرجل بل وفي كل حياته ففي هذا اليوم دخل الغرفة فوجد ابنه سالما يدعو الله سبحانه وتعالى بألا يتأخر فسأله والده من الذي لا يتأخر، فقال أخي لكي يأخذني إلى المسجد في صلاة الجمعة لكي أكون في الصفوف الأمامية... فهذه الكلمات هزت هذا الرجل الجامد، فقال له سوف آخذك أنا واستطاع أن يضعه في الصفوف الأولى.

* وعندما جلس في المسجد طلب سالماً من والده أن يحضر له مصحفاً ويفتح على سورة الكهف، فبشق الأنفس تمكن والده من أن يجد سورة الكهف فقرأها له، فهز ذلك كل مشاعر ووجدان والده، فكانت نقطة تحول في حياته وفي تودده لابنه سالم الذي أخذ كل الاحترام والحب من والده. وبعد فترة وجيزة سافر الرجل للعمل لمدة ثلاثة أشهر خارج وطنه وكان كل يوم يطمئن على سالم ويكلمه. وفي يوم من الأيام سأل عنه كالعادة فقالوا له بأنه نائم ومرة أخرى أنه تعبان ومرة أخرى........ وهكذا إلى أن عاد إلى بلده وعرف بالحقيقة وهي وفاة ابنه سالم... فأصبح والده من ذلك الحين خادماً من خدام المسجد... والهداية من عند الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي