الثلاثاء، أبريل 12، 2011

رئيس بلدنا أمياً ... دكتور/ عماد رمضان سليمان

رئيس بلدنا أمياً

في البداية نود ان نذكر المثل القائل " كل عصر وله ادان" فعندما تولى جمال عبد الناصر زمام الأمور في مصر.. وبدأ تشكيل مجلس الأمة ( مجلس الشعب ) بالانتخاب.. كان قراره ان يكون نصف الاعضاء من العمال والفلاحين واستمر هذا الحال سنين حتى سقوط مبارك وقيام الثورة العظيمة.. ثورة 25 يناير.

فعندما نص دستور عام 1964م ان يكون نصف اعضاء مجلس الامة من العمال والفلاحين ورغم عدم مساواة كافة اطياف المجتمع المصري في حق الترشح والاقتصار على نصف مقاعد البرلمان والنصف الآخر مكتملاً للعمال والفلاحين وكان المبرر لضمانة حقوقهم، فالحقيقة أن تخصيص نسبة 50% لمقاعد البرلمان للعمال والفلاحين بدعة مصرية لا يعرفها أي برلمان دولة في العالم. ورغم ذلك الا انه كان يتمشى مع ذلك العصر ومع الفكر الفلسفي الناصري .. الاشتراكي.
ولكن في عصرنا هذا عصر العلم والتكنولوجيا... عصر الاتصالات...عصر اصبح فيه العالم قرية صغيرة بكل معانيها ...حتى ان ثورتنا العظيمة ثورة الشباب والشعب المصري قد اشتعلت من خلال الفكر العلمي واستخدام التكنولوجيا... الثورة التي حولت مصر من القمع إلى الحرية والديمقراطية ...حولت مصر من الظلام إلى النور لا يتناسب ان يكون نصف البرلمان من العمال والفلاحين.طبعاً المجلس العسكري للقوات المسلحة قد اعلن في بيانه "الاعلان الدستوري" الذي جاء من ضمن مواده ان يكون 50% من اعضاء مجلس الشعب من العمال والفلاحين ..
طبعاً هذه المادة لحرص المجلس الاعلى للقوات المسلحة على مصلحة ابناء الامة من العمال والفلاحين .. لكن الزمن تغير والعصر الراهن يحتاج فيه فئات الشعب المختلفة من عمال وفلاحين ومثقفين وشباب ورجال ونساء يحتاجون القعول التي تستطيع ان تدافع عن حقوقهم ।وإذا سلمنا بهذا المنطق سوف نحتاج لكثير من 50% في مقاعد البرلمان
50%% شباب ॥ 50% ॥ شيوخ ॥ 50% نساء .... الخ।
والسؤال هل يكون من المنطق ان يشرع ويسن القوانين ويدافع عن حقوق الشعب المصري ويراقب السلطة التنفيذية عمال وفلاحين (الاحترام كل الاحترام لهؤلاء ) لكنهم ايضاً يحتاجون من يستطيع تمثيلهم بحق.
لا يمكن ان يقود السفينة أمياً ليس له دراية بالبحار. هل يمكن ان يدافع عن ابناء الوطن من لا يعرف كيف يدافع؟ هل من الممكن ان يكون من الشعب المصري أحمدزويل॥ ومجدي يعقوب .. وفاروق الباز .. وغيرهم كثيرين، ويكون نصف مجلس الشعب من العمال والفلاحين.
جميع شعوب العالم تحتاج من يمثلها خير تمثيل، والافضل ان يمثل الشعب المصري كل من يستطيع ان يعمل لمصلحة مصرنا العزيزة وشعبها الوطني المكافح.
دولة مثل اليابان نجدها قد احتفلت بالقضاء على آخر أمياً سنة 1998م ولكن ليس الأمي هذا بالقراءة والكتابة انما أمية الكمبيوتر فجميع من في اليابان الآن يجيدون الكمبيوتر، وهل يعقل ان يمثلنا من لا يقرأ ولا يكتب في البرلمان؟
لذا فانه من الممكن ان يترشح أمياً لرئاسة الجمهورية .. وإذا نجح سوف يصبح رئيس بلدنا أمياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي