الأحد، أبريل 03، 2011

مفهوم التنمية المستدامة...........د/ عماد رمضان سليمان

مفهوم التنمية المستدامة : Sustainable Development
التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة في تلبية حاجاتهم .
كما عرفت التنمية المتواصلة من قبل الوكالة العالمية للبيئة والتنمية : (The World Commission on Environment and Development wced ) إنها التنمية التي تواجه احتياجات الأفراد الراهنة دون الإنقاص من قدرة الأجيال المقبلة على مواجهة احتياجاتها . ولقد وردت عدة مبادئ وتوصيات للعمل على حماية البيئة والحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة. وأيضاً عُرفت التنمية المتواصلة بأنها هي تنمية تفي بحاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الوفاء بحاجاتها ، وتتضمن المساواة بين الأجيال في الحقوق والتوزيع المناسب والعادل للموارد الطبيعية.
لقـد تـم التأكيد بصورة متزايدة عـلى مفهوم التنمية المستدامة منذ صدور تقرير لحنة الأمم المتحدة للبيئة والتنمية عام (1987) ، وهناك شبه إجماع على أن التنمية المستدامة تتضمن:
الوفاء بحاجات الحاضر دون الحد من قدرة أجيال المستقبل على الوفاء بحاجاتها الـواعية للمصادر المتاحـة والقدرات البيئية وإعـادة تـأهيل البيئة التي تعرضت للتدهور وسوء الاستخدام.
الأخذ بسياسات التوقعات والوقاية ، للتـعامل مـع القضايا البيئية الآخـذة فـي الظـهورعمـلاً بمبدأ " الوقاية خير من العلاج " .
فلقد ثبت أن هذا أكثر فاعلية وأقل تكلفة من مـع هذه القضايا بـعد استفحال أمرها.
وضع سياسات للبيئة والتنمية نابعة من الحاجة إلى التنمية القابلة للاستمرار مع التركيز على تنشيط النمو وتغيير نوعيته ، ومعالجة مشكلات الفقر وسد حاجات الإنسان ، والتعامل مـع مشكـلات النمو السكـاني ومع صـون وتنمية قاعدة المصادر ، وإعادة توجيه وإدارة المخاطر ، ودمج البيئة والاقتصاد في صنع القرار.
وعـلى ذلك فأنه مـن الضروري أن تحدد الدول سياسات مستقبلية للحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيدها وإيجاد البدائل ، وضمان الحفاظ على البيئة من التلوث وتحسينها في الأوقات الراهنة لضمان مستويات أفضل للأجيال القادمة وعليه فالتنمية المتواصلة تعني حق الأجيال القادمة في الموارد وحياه أفضل ، وضرورة ترشيد هذه الموارد ومعالجة المخلفات معالجة آمنة.
وعليه فإن عملية حماية البيئة والحفاظ عليها تتطلب تخطيطاً دقيقاً وإجراءات قانونية حاسمة لضبط استخدام الأرض وحمايتها لذلك لابد من الأخذ بمبدأ التخطيط الاقتصادي بشكل عام من أجل وضع التصميمات والمخططات التي ترسم المسار المقبل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبمبدأ التخطيط البيئي بشكل خاص من أجل استغلال المصادر الطبيعية إلى أقصى درجات المنفعة دون الإخلال بحقوق الأجيال القادمة من احتياجاتهم من الاستمتاع بالبيئة.
ولقد أكدت المبادئ التي أقرها المؤتمر العالمي للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة في سبتمبر 1994 على أن الإنسان هو مركز اهتمامات التنمية المستدامة وأنه يستحق حياة صحية منتجة تتناسق مع الطبيعة مبدأ رقم (2) ، وقد نص المبدأ السادس على أن التنمية المستدامة لابد وأن تدار هذه العلاقات بطريقة ديناميكية ومتناسقة.
كما أكد إعلان كوبنهاجن الذي أقرته القمة العالمية للتنمية الاجتماعية التي عقدت في مارس 1995 على أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة هي أركان التنمية المستدامة وهي تشكل إطار المجهودات الرامية إلى تحسين نوعية الحياة لكل الناس وعليه فإن جميع مجالات التنمية اقتصادية كانت أو اجتماعية وغيرهما ، لابد أن تقوم من منطلق بيئي لتحقيق التنمية المستديمة .
ولذا فأصبحت حماية البيئة في مصر ضرورة ملحة وهدفاً منشوداً ، ضرورة حتمية فرضتها الظروف من الواقع الحضاري والتقني الذي نعيشه هذه الأيام ، ومن أجل الحفاظ على البيئة والطبيعة الجميلة التي سخرها الله سبحانه وتعالى لبني البشر ومن أجل ذلك صدر القانون رقـم (4) لسنة 1994م في شأن حماية البيئة ، لسد الفراغات التشريعية في بعض المجالات ، ووضع الضوابط الضرورية لتقويم السلوكيات الخاطئة ، والتي تصدر عن بعض المواطنين . هذا وقد ربط القانون بين البيئة والتنمية ، على أساس أنهما يمثلان في هذا العصر وجهان لعملة واحدة إذ لا يجوز مطلقاً إحداث تنمية شاملة بدون الحفاظ على البيئة ، وأصبح من الأمور الحتمية ضرورة التوفيق بين إنجاز التنمية بكـل أبعادهـا وصورها مـع الحفاظ على البيئة من أجل الإنسان الذي هو محور التنمية .
والإنسان ليس مجرد وسيلة أو عنصر إنتاج ، بل أنه الهدف أيضاً من التنمية ، بمعنى أن التنمية تستهدف تحقيق رفاهية البشر في نهاية المطاف ، وهم الثروة الحقيقية لأي أمة وأن الهدف الأساسي للتنمية هو وضع البيئة الملائمة لكي يتمتعوا بحياة كريمة ومن هنا ظهر في الآونة الأخيرة مفهوم التنمية البشرية التي تعرف على أنها ليست مجرد تحسين القرارات البشرية مـن خلال التعليم والصحة والتغذية وما إلـى ذلك ، بل إنها أيضـاً تعني انتفاع البشر بقدراتهم وبالتحسينات فيها سواء في مجال العمل أو التمتع بوقت الفراغ .
كما أشار إلى ذلك البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتقاريره عن التنمية البشرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي