السبت، أبريل 16، 2011

صفحات من آثار مصر..."النيل حياة".......د/ عماد رمضان سليمان

النيل حياة
من أقوال المصري القديم، أنا لم أشرك بالإله، أنا لم ألوث ماء النيل، أنا لم أطفئ شعلة في وقت الحاجة إليها.
"توصل الإنسان المصري القديم إلى معرفة الزراعة التي ساعدته على الاستقرار فأنشأ مساكن ثابتة وتكونت القرى والمدن، وأدى ذلك إلى الاختلاط والتعاون، كما ظهرت الحاجة إلى تنظيم قواعد ذلك التعاون ومعرفة واجب الفرد وحقوقه وكانت هذه أولى الخطوات في سبيل قيام نظام حضاري يعمل للصالح العام".
" فقد قامت الحضارة المصرية القديمة على حوض نهر النيل في مصر الذي كان ولا يزال محور كل شيء في حياة الإنسان المصري، فقد عرف المصريون القدماء بأن نيلهم هو مصدر الحياة الأول، وأدركوا أن لولاه لما قدر لمصر هذا الحظ من الحياة، ولما قامت تلك الحضارة الرفيعة، فبدا لهم النهر وكأنه ساحر مس بعصاه السحرية الأرض فحولها إلى بقعة من أخصب البقاع، فعظموه وقدسوه وقد عبروا عن ذلك بإقامة الأعياد احتفالاً بفيضانه ونظموا الأغاني والأناشيد فرحين بوفائه.
ولا نزال نحتفل بفيضانه إلى يومنا هذا تقديراً لما يمدنا به من خصوبة ونماء"
لقد أدرك الاجداد أهمية نهر النيل بالنسبة لهم كمكون بيئي طبيعي أمدهم الله به، فقدسوا هذا النهر تقديساً كبيراً وأقاموا عليه المقاييس الخاصة لعمليات ضبط مياه الري، فهم أول من نظموا الري في العالم وأول من أقاموا خزانات لاختزان مياه النيل وهم أول من حفروا قنوات لري الأراضي الزراعية وتوجيه مياه فيضان النيل إلى الحقول البعيدة.
وحافظوا عليه من كل ما يسوء إلى مياهه، وابتعدوا عن إلقاء وتصريف فضلاتهم فيه، وكلها من مظاهر السلوك الراشد تجاه هذا المورد الطبيعي لأنهم قدروا قيمته وأهميته بالنسبة لهم ولحضارتهم وثروتهم وحياتهم، وسجلوا كل ذلك على جدران معابدهم.
وقال المصري القديم أعطانا النيل الخير والطمأنينة فلم نعرف عصر الصيد كغيرنا ،
وقال أنا زرعت إذاً أنا الزارع
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامي